قائمة الموقع

مقال: قراءة وطنية في انتخابات بيرزيت ونتائجها

2015-04-27T04:32:31+03:00
الكاتب إبراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

الحدث الابرز لهذا الاسبوع في فلسطين هو إجراء الانتخابات في جامعة بيرزيت، وحقيقة ضربت هذه الانتخابات مثالا وضاءا يمكن نشره وانتشاره، واعطى أمل في نفوس الفلسطينيين لتكرار التجربة وتوسعتها لتشمل الجامعات والنقابات والمحليات، حتى تصل للمكونات السياسية الرئيسية والنظام الممثل لنا والقائم على أمرنا من سلطة ومنظمة، تشريعي ومجلس وطني. حقيقة فقد كان لإدارة الجامعة بصمة واضحة في إنجاح التجربة الديمقراطية الراقية، حيث منعت تدخل الأمن الفلسطيني، ووقفت على مسافة واحدة من جميع الأطر الطلابية، وشجعت نشر الاختلاف والحرية وأعطت دعما للتجربة كتجربة نزيهة حرة تعبر حقيقة عن خيار الطلاب دون مساس او تحريف لهذا تشكر هذه الجامعة وتشكر ادارتها، فجاءت النتيجة معبرة عن الشارع الفلسطيني عامة والقطاع الشبابي خاصة، وتعبيرا صارخا عن جيل جديد في الضفة يريد الانعتاق من عمليات التنسيق الامني والتبعية والاحتكام للاحتلال، فكان الخيار دعم الكتلة الاسلامية ودفعها مرة أخرى للأمام بقوة واكثر من المتوقع، وهذا له دلالات عميقة ليس هنا مجال الحديث عنها. اعضاء حركة الشبيبة الفتحاوية في الجامعة كان لهم موقفا مشرفا ايضا، حيث قبلوا النتائج وسارعوا لتهنئة اخوانهم في الكتلة، وشاركوهم نجاحهم بكلمات ومجاملات الكتلة تعبر عن معدن أصيل يتمتع به جزء من الكادر الفتحاوي في الجامعة، وتحولت الانتخابات لعرس ديمقراطي أصيل، كما ان الكتلة الاسلامية تعاملت بمسؤولية عالية، واعتبرت الفوز للجميع ودعت لمشاركة الأطر المختلفة بشراكة حقيقية، وتشكيل مجلس موحد في خطوة وعي وإدراك ووطنية، تقدر لها وتظهر مدى معدن ابنائها ومنهجها.

إلا أن ردة فعل السلطة وقيادة حركة فتح والرئيس عباس لم تكن على مستوى الحدث، بل جاءت بشكل عكسي صادم ومخيب للآمال، حيث أعلنت مركزية الحركة عن فتح لجنة تحقيق لمحاسبة الكوادر الطلابية في شبيبة بيرزيت وتحميلهم مسؤلية الخسارة، وأعطي الضوء الاخضر لقوات الأمن الوقائي والمخابرات لشن حملة اعتقالات ومداهمات وملاحقات كنوع من التخويف والترويع ولوأد هذه الروح، بالإضافة لخروج مجموعة تصريحات ومنشورات تحريضية من بعض الكوادر الفتحاوية، على رأسهم السيد جمال نزال الذي قام ببث بعض التصريحات التي تسفه بطلبة بيرزيت وتقلل من قيمتهم وحسن اختيارهم، ويتهم حماس بألفاظ لا تليق بالروح الوطنية، وحمل الخطاب الفتحاوي هجوم اقصائي كنا نتمنى لو نتخلص منه، وقامت السلطة بالضغط على الجامعات في الخليل والنجاح وغيرها لتأجيل والغاء الانتخابات خوفا من النتائج. ولهذا فإن سلوك قيادة السلطة الامنية والسياسة يؤشر عن وجود فجوة بين جيل يتجه للوحدة والشراكة وتضميد الجرح، وقيادة فاشلة منحرفة عن الخطوط الوطنية، وعليه فقد آن الأوان لنبذ الفرقة ومن يحرضون عليها، وتعزيز الوحدة والشراكة في الجيل الجديد والقيادات الصاعدة، والتي ترفع نموذج يمكن أن يتسع ليشمل الوطن.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00