أحاط فلسطيني من قطاع غزة، جدار منزله "المدمر" بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة، بسياج وألواح خشبية، حفاظا على لوحة رسمها فنان الجرافيتي البريطاني الشهير "بانكسي".
وقال الفلسطيني محمد الشنباري (40 عاما)، لوكالة الأناضول للأنباء، إن بانكسي رسم على جدار منزله المدمر، أثناء زيارته "سرا" إلى قطاع غزة، قبل عدة أشهر صورة لقطة صغيرة تلهو بكرة معدنية، صنعها من ركام المنازل المقصوفة، مضيفا أنه أحاطها بالأسلاك، والخشب، لحمايتها من العبث والتخريب.
وأضاف الشنباري، أنّ ما دفعه للحفاظ على لوحة "بانكسي" معرفته بقيمتها الفنية، عقب الجدل الأخير الذي أثارته لوحة رسمها على باب لأحد البيوت المقصوفة صادرته مؤخرا الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، بعد أن ثار نزاع "قانوني" بين شخصين يطالبان بملكيتها.
وبدت لوحة "القطة" في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، بعد أن أحاطها الشنباري، بالأخشاب و"النايلون البلاستيكي"، وكأنها في قفص كبير.
وقال الرجل إنه سيسعى للحفاظ عليها جيلا بعد آخر، ولن يقوم بإزالتها، وفق تأكيده.
وبحسب الشنباري، فقد أخبره بانكسي أثناء رسمه اللوحة على جدار منزله، بأنّ صورة القطة ترمز إلى الحياة وحق الإنسان والحيوان في العيش بكرامة في منزل آمن، والكرة المعدنية التي تلعب فيها القطة تشير إلى أنها لا تجد شيئا في هذه المدينة المدمرة لتلعب به غير الركام.
وكانت الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، قد صادرت مطلع الشهر الجاري، لوحة رسمها بانكسي على أحد "أبواب البيوت المقصوفة"، وأثارت نزاعا "قانونيا" بين شخصين يطالبان بملكيتها.
ورافق القضية جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضا لشراء اللوحة، التي اعتبرها البعض "عملا فنيا" لا تجوز مصادرته، إضافة إلى تأكيدهم أن مالك اللوحة تعرض للنصب حين باعها بثمن بخس.
وبانكسي فنان بريطاني شهير معروف برسومه في أماكن غير متوقعة.
وقبل ثلاثة أشهر تقريبا، زار "بانكسي" غزة سرا، بعد أن قدم إليها من مصر عبر "الأنفاق" أسفل الحدود، وغادرها تاركا خلفه عددا من اللوحات على جدران منازل دمرتها إسرائيل، خلال الحرب الأخيرة، في شمال وشرق قطاع غزة في محاولة لإظهار معاناة أصحاب هذه المنازل بلمسة فنية.
ونشر الفنان "بانكسي"، فيلما على موقعه على شبكة الإنترنت، يوثق فيه ما شاهده من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة خلال زيارته الأخيرة، ويرصد حجم الدمار الناتج عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وتُباع لوحات بانكسي في معارض في لندن بأسعار مرتفعة جدا، فقد بيعت لوحة له بمبلغ 1.1 مليون دولار، في عام 2013.