غزة – الرسالة نت
نظم حزب الوحدة الشعبية الأحد مهرجاناً خطابياً في مقره مناسبة يوم الاسير الفلسطيني بمشاركة العديد من الشخصيات.
وقدمت خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورئيسة لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني، كلمة عبر الهاتف أكدت خلالها أن الأسرى الصامدين رغم القيد يخوضون معارك يومية ومستمرة ضد الجلادين والسجانين ، ولاسيما ضد سياسة العزل التي يمارسها العدو الصهيوني بهدف منع تواصل الأسرى وهدم معنوياتهم
وشددت جرار على تمسك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعموم الشعب العربي الفلسطيني بالعهد الذي ضحى لأجله آلاف الأسرى والأسيرات الذين ما زالوا صامدين خلف قضبان المعتقلات الصهيونية ، مشيرة إلى أن الإضراب العام الذي أعلنه هؤلاء الأسرى جاء تعبيراً عن رفضهم لكل ممارسات وإجراءات العدو الصهيوني التي تستهدف إرادتهم وكرامتهم .
ولفتت إلى أن الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية هم شركاء في القرار، حيث انبثقت عنهم وثيقة الأسرى، التي عرفت فيما بعد بوثيقة الوفاق الوطني، ليعلو صوتها في وجه الانقسام الفلسطيني _ الفلسطيني، وتعيد توجيه البوصلة إلى التناقض الرئيسي مع العدو الصهيوني.
وطالبت قوى المقاومة الفلسطينية التي تحتجز الجندي الصهيوني جلعاد شاليط بالتمسك بشروطها لتحرير الأسرى من براثن العدو مشددة في ذات السياق على ضرورة إنهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية واستمرار المقاومة حتى دحر الاحتلال وتحرير كامل التراب الفلسطيني.
من جهته، وجه عبد المجيد دنديس التحية لأحزاب المعارضة الأردنية للأسرى في المعتقلات الصهيونية والأمريكية، مشدداً على ضرورة التمسك بخيار المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان ، وعلى تمسك حزب الوحدة الشعبية وسائر أحزاب المعارضة الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني بإنجازات هبة نيسان مستنكراً التراجع الممنهج عن نهج الديمقراطية الذي كان ثمرة تلك الهبة المجيدة .
بدوره، تحدث هشام النجداوي بالنيابة عن الرفيق أكرم الحمصي الناطق الرسمي بإسم أحزاب المعارضة الوطنية الأردنية إلى أن هبة نيسان مثلت محطة مفصلية في تاريخ شعبنا حيث تمرد فيها الشعب الأردني على واقع مرير كان وليداً لفترة الأحكام العرفية سيئة الصيت ، التي ألقت بثقلها على البلاد لأكثر من ثلاثين عاماً .
وشدد النجداوي على أننا نشهد اليوم ارتداداً واضحاً عن الأهداف التي حملتها تلك الهبة المجيدة والتي قدم خلالها شعبنا التضحيات العظيمة في مواجهة سياسة تكميم الأفواه .
وأكد "أننا نقف اليوم أمام نوع من البطولة المتميزة التي يمثلها الأسرى المناضلون في المعتقلات الصهيونية والأمريكية"، مشدداً على أن تمجيد الأسرى والتغني ببطولاتهم لا يكفي بل إن من حقهم علينا أن نمارس مزيداً من الضغوط حتى إطلاق سراحهم وتحقيق حريتهم .
ومن جانبها قالت رئيسة اتحاد المرأة آمنة الزعبي أن العدو الصهيوني لا يزال يبتكر أكثر الأساليب وحشية في التعامل مع الأسرى الأبطال من تعذيب وحرمان وعزل وانتهاك مقابل صمت ما يسمى بالمجتمع الدولي والنظام الرسمي العربي.
ونوهت الزعبي إلى أننا نشهد اليوم جريمة صهيونية أخرى تتمثل بإعادة إنتاج النكبة مرة أخرى، من خلال قرار تهجير أهل الضفة الغربية من مدنهم وقراهم ، مطالبة الشعب العربي بكل مؤسساته وقواه الشعبية الحية بأن يقف موقفاً حاسماً أمام تنفيذ القرارات الصهيونية الإجرامية .
كما طالبت السلطة الفلسطينية أن تترك الشعب الفلسطيني ليمارس حقه في الدفاع عن نفسه وعن وجوده وأرضه ومصيره، كما كان دائماً بدون وجود هذه السلطة التي كبلته وأرهقته.د
وحذر د. رياض النوايسة في كلمته من نتائج التطورات التي جرت مؤخراً والمتمثلة بإعلان ما يسمى بـ " يهودية دولة الكيان الصهيوني " وتفريغ فلسطين من أهلها سواء في الضفة الغربية أو في المناطق المحتلة عام 48 ، ناهيك عن ممارسات العدو بفرض واقع جديد على الأرض الفلسطينية ، حيث تستدعي هذه التطورات منا إعادة النظر في مجمل قراءاتنا السابقة وفي مجمل الأساليب والأدوات لمواجهة هذا العدو .
وأكد د. النوايسة على أن جوهر الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود يستهدف قلب الأمة العربية، ومشدداً على أن كافة المعالجات ذات الصيغة القطرية والرسمية لمجمل قضايا الأمة العربية وجوهرها القضية الفلسطيني قد أوصلتنا إلى ما نحن عليه في هذه المرحلة الرديئة.
وطالب أبناء الأمة بالارتقاء إلى مستوى التحديات ووضع الجهود والتحديات في سياقها الصحيح وتجاوز صغائر الأوهام القطرية والكيانات الاجتماعية للانتماء الحقيقي الصادق للأمة العربية في سبيل تحريرها وتحقيق مشروعها النهضوي.
وقال د. سعيد ذياب الأمين العام للحزب إن المقاومين الذين يخوضون مقاومة ضارية وراء قضبان العدو الصهيوني رافضين الاعتراف بشرعية وجوده ومؤكدين على زيف محاكمه ، قد استطاعوا بصمودهم وإصرارهم على الحياة أن يحولوا ظلام السجن إلى مدرسة ثورية يتخرج منها المناضلون الأكثر تصميماً والأشد عزيمة في مواجهة العدو ودحر الاحتلال .
ولفت إلى أن الأحكام الصادرة والعدد الهائل للأسرى في المعتقلات الصهيونية تبين حجم الجريمة المرتكبة بحق شعبنا العربي الفلسطيني حيث أن الكيان الصهيوني يستند في أحكامه إلى بُعد سياسي، وحين يصدر أحكامه فإنه يحاكم نهجاً وموقفاً، حين تجلى ذلك عندما أطلق هذا العدو النازي حكمه بحق رفيقنا أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبحق مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية .
وأشار إلى أن آلاف الأسرى الذين تحتجزهم قوات الاحتلال الأمريكي في العراق والموزعين على أكثر من خمسين سجن ومعسكر هو من الأدلة الحية التي تؤكد أن العدو واحد ، وأن الصهيونية والإمبريالية في ذات المعسكر المعادي لشعبنا وأمتنا بل وللإنسانية جمعاء .
وشدد الأمين العام أن ما يجري من تطورات إقليمية تضع الجميع وجهاً لوجه أمام مسؤولياتهم التاريخية، فعلى السلطة الفلسطينية أن تتوقف عما يسمى بالتنسيق الأمني وعليها الإسراع في المصالحة الوطنية على طريق الوحدة ، استعداداً لمواجهة المرحلة.
كما يتوجب على الزعماء العرب أن يستفيقوا من غيبوبتهم القومية ويعيدوا النظر فيما يسمونه بخيارهم الإستراتيجي ويقومون بسحب المبادرة العربية خاصة بعدما أغلق أفق التسوية وتبين بما لا يدع مجالاً للشك أن المقاومة هي وحدها التي من شأنها أن تعيد للأمة العربية روحها وحقها .
وفي استخلاصه لدروس هبة نيسان في ضوء الأزمة الاقتصادية التي يعاد إنتاجها ، شدد الأمين العام على ضرورة الإصلاح السياسي منوهاً إلى أن الحركة الشعبية وقواها الشبابية هي القادرة على شق طريق جديد من خلال كتلة تاريخية تأخذ على عاتقها مهمة تحديد أهدافها وأشكال نضالها حتى يتم بناء الديمقراطية كنهج لنصل إلى دولة القانون.