قائمة الموقع

مقال: بين وفاء الأحرار ورد الجميل

2015-04-29T21:24:17+03:00
الكاتب والصحفي أ. وسام عفيفة
أ. وسام عفيفة

بالتزامن مع خسارة جماعة الرئيس محمود عباس الانتخابات في جامعة بير زيت وقبلها في بوليتكنك الخليل شنت الأجهزة الأمنية التابعة للمقاطعة عملية "التأديب" ضد أبناء الكتلة الإسلامية، من خلال حملات اعتقالات وتعذيب.

 في نفس الوقت تم الإعلان عن تنفيذ المخابرات الفلسطينية عملية مذهلة وتاريخية أدت إلى إطلاق سراح رهينتين سويديتين في سوريا وأطلقوا عليها "رد الجميل".

في مقارنة غير عادلة تقفز عملية عسكرية نوعية أخرى أطلقت عليها حماس والفصائل المشاركة اسم "عملية الوهم المتبدد"، حيث نجح عدد من عناصر المقاومة من التسلل عبر نفق أرضي إلى موقع إسرائيلي ومباغتة القوة الإسرائيلية، وانتهى الهجوم بمقتل جنديين وإصابة 5 آخرين بجروح وأسر الجندي جلعاد شاليط ونقله إلى مكان آمن في قطاع غزة.

بعد جولات من المباحثات والمفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس و(إسرائيل) خلال 5 سنوات توصل الطرفان بوساطة مصرية لاتفاق في 11/10/2011 يقضي بإطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال مقابل إطلاق حماس الجندي شاليط، والتي أطلق عليها عملية "وفاء الأحرار".

العارفون بـعباس يقولون إنه أراد تسليط الضوء على إنجازه في عملية "رد الجميل"، وتفوقه على حماس، كقائد دولي يسيطر على أجهزة أمن قوية، لكن صاحب "رد الجميل" يفضلُ الافتخار بالجهود التي أدت إلى الإفراج عن الرهينتين السويديتين، ولا يؤمن بالمطلق بمساندة أو تأييد أي عملية يمكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وينطبق عليه المثل: "باب النجار مخلع".

المروجون لعملية رد الجميل يقولون إن عملية اطلاق سراح الرهينتين السويديتين مذهلة، ولو عرف أي فلسطيني تفاصيلها فانه سيفخر ويشعر بالاحترام لنفسه، والكلام هنا عن وكالة "معا".

الملمع الذي استخدمته الوكالة خصت به اللواء ماجد فرج مدير مخابرات عباس ووصفته بأنه معجب بـ "الأمير الأحمر"، وهو الشهيد علي حسن سلامة. أول ضابط مخابرات فلسطيني مشهور في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، بعملياته الخارجية ضد المخابرات الإسرائيلية في العالم.

من الواضح أن من يسوق قصة "رد الجميل" هو من هواة الروايات البوليسية والسلسلة المصرية "رجل المستحيل" التي كان يكتبها نبيل فاروق حول مغامرات ضابط مخابرات مصري يدعى أدهم صبري يلقّب برجل المستحيل.

وحتى نعيش الدور مع مخابراتنا فقد تحدث التقرير عن التفاصيل الخفية التي قال إنها لم تظهر في العلن حين طلب رئيس وزراء السويد المساعدة في انقاد رهينتين في أخطر مكان بالعالم. وعلى الفور ترأس أبو مازن شخصيا خلية أزمة وكلف ماجد فرج بمحاولة المستحيل من اجل رد الجميل للسويد، و"اللي يسمع يهبل زمن فيه العجائز تحبل"

وخلال أربعة أشهر كان أحد ضباط المخابرات الفلسطينية يركض على الحدود السورية الأردنية ومعه رهينتين على قيد الحياة ويجري بهما نحو الحدود الأردنية ويتصل من هناك بقيادة العمليات في رام الله ويعلن: تم تنفيذ المهمة، والطرد بيدي وبحالة جيدة.

والحقيقة أنكم "جايين تعرجوا في حارة مكسحين"، و"اللي بدري بدري واللي ما بدري بيقول كف عدس".

اخبار ذات صلة