عندما تعاقد فريق برشلونة الإسباني مع المدافع البلجيكي توماس فيرمايلين، تفاءلت جماهير العملاق "الكتالوني" كثيرا كون الصفقة تمثل إضافة لمركز من أكثر المراكز التي تحتاج إلى دعم وتعويض في السنوات الأخيرة.

فبعد اعتزال قائد "البرشا" وقلب دفاعه كارلوس بويول، وتذبذب مستوى مدافع المنتخب الإسباني جيرار بيكيه، وافتقار الشاب مارك بارترا للخبرات اللازمة، أصبحت جماهير الفريق على قناعة تامة بأن برشلونة بحاجة إلى دعم سريع في مركز قلب الدفاع.

بداية النكسة

وجاء تحرك إدارة الفريق "الكتالوني" على قدر آمال وطموحات جماهيره، فتم التعاقد مع فيرمايلين البالغ من العمر حاليا "29 عاما"، الذي أمضى خمس سنوات رائعة في صفوف أرسنال الإنجليزي ما بين 2009 و2014 خاض خلالها 110 مباراة وأحرز فيها 13 هدفا، كما أنه أحد أعمدة المنتخب البلجيكي بخوضه 47 مباراة دولية سجل فيها هدفا واحدا، وكان أساسيا ضمن تشكيلة بلجيكا في كأس العالم الأخيرة عام 2014.

ورغم كل الآمال المتعلقة بفيرمايلين، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، فمدافع المنتخب البلجيكي وقائد أرسنال السابق، أصيب أثناء مواجهة منتخب بلاده أمام روسيا في مونديال البرازيل، وتغير سريعا بعد مرور 31 دقيقة من اللقاء الذي انتهى بفوز بلجيكا (1-0)، ووقتها أُعلن أن الإصابة طفيفة وأن الدولي البلجيكي سيعود إلى الملاعب سريعا، وهو ما جعل إدارة "البلوغرانا" متأكدة من صواب التعاقد معه، إلا أن الفريق الطبي داخل النادي الإسباني صدِم الجميع بذكره أن فيرمايلين سيغيب عن الملاعب أكثر من ستة أشهر جراء الإصابة، وأنه بحاجة إلى جراحة عاجلة.

هزة عنيفة واستياء جماهيري

وتسبب تعاقد برشلونة مع فيرمايلين وهو مصاب في أزمة عنيفة داخل العملاق "الكتالوني"، فجماهير الفريق أبدت استياءها الشديد من التعاقد مع لاعب مصاب سيغيب عن "المستطيل الأخضر" قرابة الموسم، وكان هذا القرار هو أحد أهم الأسباب في إقالة مدير الكرة في النادي أندوني زوبيزاريتا.

وتداركا للموقف، تعاقدت إدارة "البرشا" مع قلب الدفاع الفرنسي جيرمي ماثيو من فالنسيا، رغم بلوغه "32 عاما".

أنباء سارة

وبعد معاناة أعلن الجهاز الطبي في برشلونة الأسبوع الجاري، أن اللاعب البلجيكي تعافى تماما من إصاباته العضلية المتلاحقة، وأنه يمكنه المشاركة في تدريبات الفريق، تاركا قرار دخوله في المباريات بشكل رسمي في يد الجهاز الفني بقيادة مدرب الفريق لويس إنريكي.

وتلقى فيرمايلين دعما كبيرا من إنريكي، الذي أكد سعادته بعودة اللاعب إلى التدريبات قائلا: "هذا خبر رائع وعظيم، وسيحل مشكلة كبيرة في الخطوط الخلفية، لا أعرف إن كنت سأشركه أساسيا في الوقت الجاري، لكنه سيكون إضافة مهمة".

معاناة كبيرة عاشها قائد أرسنال السابق، وموقف صعب مرّ به لم يحدث مع أي لاعب من قبل تمثل في تأخر ظهوره الرسمي مع فريقه عام كامل، وهو ما يسعى حاليا لتخطيه والتأكيد للجميع أنه لم يكن صفقة فاشلة، وأنه يستحق أن يكون أحد مدافعي برشلونة الأساسيين في المرحلة المقبلة.