غزة-عبدالحميد حمدونة
يشعر المواطن عبدالرحمن جمال (19عاما) بالراحة الجسدية بعد إجرائه عملية "الحجامة" في ظهره، وإخراج الدم الفاسد الذي يشعره بألم شديد.
ويصف جمال الحجامة بأنها عملية سهلة، ولا تكلف أجراً حتى أن "الحَجَّام" لم يأخذ أجرا مقابل عمله، لأنه يعتبرها تطبيقا للسنة النبوية.
يقول جمال "للرسالة": كنت أشعر بتعب شديد في فقرات ظهري، وجميع أنحاء جسدي فقررت اللجوء "للحجامة"، لأن الجميع أشاد لي بقدرتها على تخفيف الأوجاع.
ويضيف:" شعرت بوخزة واحدة فقط أثناء عمل الحجامة، وبعدها سحب "الحجام" الدم الفاسد عن طريق المِحجم "الأداة المستخدمة في الحجامة"، ومنذ تلك اللحظة لم أشعر بتعب وإرهاق.
وكان الصينيون يستخدمون تقنية الحجامة في بعض أنواع العلاجات حيث يتم تقسيم الجسم إلى خطوط ونقاط طاقة، توضع عليها كؤوس الهواء لحبس الدم الفاسد وبالتالي تنشيط المنطقة المتصلة بالعضو المصاب، إلا أنها ازدهرت بشكل كبير في العصر الإسلامي.
ويعزو الأخصائي جهاد بخيت أسباب الحجامة، بسبب زيادة الدم الفاسد في الجسم جراء توقف النمو عند بلوغ الإنسان 28 عاما، مما يجعل الدم يتراكم في الظهر، ومع تقدم العمر تسبب هذه التراكمات عرقلة عامة لسريان الدم العمومي في الجسم مما يؤدي إلى شبه شلل في عمل كريات الدم الفتية.
ويشير بخيت إلى أن الجسم يصبح عرضة لمختلف الأمراض، فإذا احتجم الإنسان زال الضغط عن الجسم ،واندفع الدم النقي ليغذي الخلايا والأعضاء كلها، ويخلصها من الرواسب الضارة والأذى والفضلات.
ويتابع بأن "الحجامة" تعمل على نفس خطوط الطاقة التي تستخدمها الإبر الصينية، لكن عمل الحجامة أقوى،
معللاً ذلك إلى أن الإبرة تعمل نقطة صغيرة، أما الحجامة فتعمل على دائرة قطرها خمسة سنتيمترات تقريبا. ويوضح بأن مواضع عمل "الحجامة" 98 موضعاً، 55 منها على الظهر، و43 منها على الوجه والبطن وهذه هي مواضع النهايات العصبية للأعصاب الخاصة بردود الفعل، لكن أهم هذه المواضع وهو الكاهل "الفقرة السابعة" من الفقرات العنقية أي في مستوى الكتف وأسفل الرقبة"، مبينا أن "الحجامة" تعالج أمراضاً شتى تصل إلى 30 مرضاً تصيب جسم الإنسان.
وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن الفراعنة استخدموا الحجامة، فقد وجدت رسوم تدل عليها في مقبرة قديمة، واستخدمت بعد ذلك الكاسات الزجاجية، والتي كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف أو الورق داخل الكأس .
ومن جانبه قال د.ماهر السوسي أستاذ الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية بأنه يتوجب على من يجري الحجامة أن تتوفر به مواصفات معينة للقيام بها .
ويضيف السوسي بأن الحجامة ليست تخصصا، لكنه ينصح أن يكون الحجام ملماً بشروط الإسعافات الأولية ،وعلى علم بتعقيم الأدوات، حتى لا يحدث نزيفا للمريض، أو تميعاً للدم.
وأوضح السوسي بأنه لا يوجد أي نص في الشرع يحرم على الحجام أن يأخذ أجرا مقابل العملية، لأنها تكون في بعض الأحيان ضرورية للمريض ، لكن اذا كان غير محتاج للمال فيجب عليه رفض الأجر، وعلى العكس فإذا كان الحجام محتاجا للمال فلا بأس في أن يأخذ أجرا مقابل ذلك.
وشدد السوسي على أهمية تعقيم الأدوات حتى لا تنتقل الأمراض المعدية عن طريق الدم كالإيدز، والتيفوئيد وغيرها، محملاً الحجام المسئولية الكاملة عند حدوث تلك الأمراض.
ومن الجدير ذكره أن بعض الأطباء يحيلون بعض مرضاهم إلى عمل الحجامة لعلاجهم من بعض الأعراض، وقد يلج البعض للتداوي بالحجامة بسبب ضيق الحال.