جابت مظاهرة نظمها مصريون معارضون للانقلاب الشوارع والميادين الرئيسية بالعاصمة الألمانية برلين مساء أمس السبت تنديدا بأحكام الإعدام الجماعية التي أصدرتها محكمة مصرية أمس بإحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي وعشرات من قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى المفتي بالقضيتين المعروفتين إعلاميا بـ"الهروب من سجن وادي النطرون" و"التخابر" مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ورفعت فوق السيارات المشاركة في المظاهرة الأعلام المصرية وشعارات اعتصام رابعة العدوية الذي فضته قوات الأمن والجيش مخلفة آلاف الضحايا يوم 14 أغسطس/آب 2013.
كما علقت فوق إحدى السيارات صورة ترفض زيارة من وصفته بـ"قائد الانقلاب الدكتاتور الجنرال" الرئيس عبد الفتاح السيسي لبرلين، والتي تردد على نطاق واسع أنها ستكون في يوليو/تموز القادم.
ووزع المتظاهرون منشورات باللغة الألمانية على عشرات المارة الألمان والسياح، نددوا فيها "بأحكام الإعدام المسيسة ضد المتظاهرين السلميين ورموز ثورية وشعبية وعلى رأسهم الرئيس الشرعي محمد مرسي".
كما شرح المتظاهرون للمارة "حالة القمع" التي تعيشها مصر من قتل واعتقال للمتظاهرين السلميين واعتداء بالضرب والسجن والاغتصاب، وفقا لبيان أصدره "الائتلاف المصري الألماني لدعم الديمقراطية" المنظم للمظاهرة.
واختتمت المظاهرة أمام مقر السفارة المصرية ببرلين، حيث ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للانقلاب، وأكدوا عزمهم على "استكمال ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011" وإنهاء حكم العسكر وإعادة مصر إلى مسارها الديمقراطي، على حد تعبير البيان.
زيارة السيسي
وكانت بعض التقارير الصحفية ومصادر مختلفة قد تحدثت عن زيارة مقررة للسيسي إلى برلين الشهر القادم تلبية لدعوة وجهتها له المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارة وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير للقاهرة قبل أسبوعين.
غير أن باحثا ألمانيا متخصصا في الشأن المصري توقع في حديث للجزيرة نت أن تؤثر أحكام الإعدام الجماعية الأخيرة إضافة لتنفيذ الإعدام صباح اليوم في ستة من مناهضي الانقلاب على الزيارة وربما يتم إلغاؤها.
وقال الباحث -الذي طلب عدم ذكر اسمه- إن السياسة الألمانية قبلت بالتعامل على مضض مع السيسي لاعتبارات ومصالح معينة، رغم أنها لا ترى فيه سوى عسكري انقلب على رئيس منتخب ديمقراطيا.
وخلص إلى أن أحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة مصرية أمس، وتلك التي تم تنفيذها اليوم، والتفاعلات الحالية بالساحة المصرية، ستدفع برلين لإعادة حساباتها بشأن التعامل مع نظام السيسي.
الجزيرة نت