عند مطالعة قصص الرياديين في مجال تكنولوجيا المعلومات وممن حققوا نجاحات كبيرة على مستوى العالم نجد أنهم في مقتبل العمل، حيث أن هذا التخصص لا يحتاج سوى الإبداع .. والإبداع فقط، وهذا هو هدف البرنامج العلمي Technnovation.
البرنامج الذي تشارك به فلسطين لأول مره، بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010 بعدد صغير من الفتيات حوالي 25 فتاة، والآن هو برنامج عالمي يستهدف الفتيات في أكثر من 28 دولة حول العالم واستفادت منه أكثر من 2500 فتاة.
انضمام فلسطين إلى Technnovation لهذا العام كبلد عربي وحيد يشارك في هذا المشروع، جاء بجهود شخصية من المهندسة آلاء فطاير وبدعم من مجموعة الاتصالات الفلسطينية، وعنه تقول فطاير أنه يستهدف الفتيات من عمر (10 – 18) عاما، يعلمهم كيف يحددن مشكلة تواجههن في مجتمعاتهن، ويجدن لها الحل من خلال تطوير تطبيقات الهاتف الذكي، ويتعلمن كيفية عرض الفكرة الخاصة بهم أمام الخبراء في هذا المجال، كل ذلك خلال ثلاثة شهور.
منتجين للتطبيقات
وأضافت فطاير لـ أن البرنامج يوفر منهاجًا تعليميًا يركز على أهمية التكنولوجيا، ويحول هذا الجيل من مستهلكين إلى مصدرين لها، موضحة أن سبع فرق في فلسطين استطاعت إنهاء المطلوب منها بنتائج مشرفة، وأنتجوا سبعة تطبيقات للهواتف الذكية.
وأشارت أن الأسبوع الماضي كان الحفل الختامي للبرنامج، وقامت الفتيات بعرض تطبيقاتهم أمام لجنة تحكيم مختصة، وتم اختيار تطبيق واحد فائز وهو Withyou، خاص بمرضى السرطان، مبينةً أنهم سيحصلون على جائزة عينية كنوع من التشجيع، وجائزة معنوية وهي استكمال الطريق معهم حتى يصبح التطبيق جاهز للاستعمال.
ياسمين الساحلي المشاركة في المشروع الفائز بالمركز الأول قالت لـ "الرسالة" أن تطبيق Withyou هو تطبيق يبني شبكة اجتماعية للدعم النفسي لمرضى السرطان، يشمل ميزات حول التواصل مع الأطباء، والتشبيك مع مرشدين ممن سبق لهم الإصابة بالمرض والشفاء منه، منوهةً أنها استطاعت ابتكار التطبيق مع زميلاتها فرح جيوسي وآلاء الراس ولور المصري وربا السراج، بإشراف المدرسة آية صوفان.
وعن اهتمامهم بمرضى السرطان أوضحت ألاء الراس لـ "الرسالة" أنهم بحثوا كفريق عمل أبرز المشاكل في فلسطين، ووجدوا أن مرض السرطان هو أحد أكبر هذه المشاكل، وأن هناك نسبة كبيرة تعاني منه ولا يتلقون أي دعم نفسي فكانت الفكرة بإنشاء تطبيق لدعم مرضى السرطان نفسياً.
التحدي والطموح
صعوبات كثيرة واجهتهم في البداية عددتها فرح جيوسي بأنهم لم يكونوا يعلمون كيف يبدؤون، وكيف يصممون، وما هي الفكرة التي يجب اختيارها، ولكن تم التغلب على ذلك كله بفضل المدربين والمشرفين، مشيرةً ألا أنها لم تكن تتوقع أن أتخصص مستقبلا بتكنولوجيا المعلومات، ولكن بعد المشاركة في المشروع أصبحت لديها قناعة بهذا التخصص.
وأما عن الاستفادة فتقول لور المصري لـ : "استفدنا كثيرا من البرنامج خاصة في التعرف على تطبيقات الهواتف الذكية، وقيادة الفرق حيث كنت قائدة الفريق وتوليت مسؤولية تنظيم هذا الفريق، وما دعاني للمشاركة أن فكرة البرنامج جديدة في بلادنا، وأيضا حب الاستطلاع والاستكشاف لكل ما هو جديد ومختلف".
المشرفة على الفتيات آية صوفان أوضحت أن الفكرة كانت تعليم الفتيات البرمجة، ولكن لأن أعمارهم صغيرة يصعب تعليمهم لغة برمجة، فتم استخدام أداة جاهزة لتعليمهم التفكير المنطقي، مشيرةً إلى أنهم انتهوا من التطبيق دون كتابة أي كود، وأهم المهارات التي تعلموها التفكير المنطقي، كيفية كتابة خطة عمل وأقسامها، وطريقة عرض فكرتهم أمام الجمهور حتى يحصلوا على الاستثمار.
وأجمعت الفتيات ومعلمتهم على أنهم سيطورون التطبيق الخاص بهم، وتنزيله على متجر التطبيقات ليستفيد منهس المرضى، والبحث عن أفكار جديدة للعمل عليها