قائمة الموقع

فينكلشتاين: السلطة تحولت لعميل وتحارب شعبها

2015-05-18T15:16:35+03:00
البرفسور اليهودي نورمان غاري فينكلشتاين
الرسالة- محمود هنية- وليد محمد

إبان العدوان (الإسرائيلي) عام 2008م، خطب بروفسور يهودي أمام عدد من الطلبة في جامعة أمريكية مناصرًا للقضية الفلسطينية، حينها استوقفته فتاة يهودية بدأت تصرخ وتبكي دفاعًا عن (إسرائيل)، فردها الرجل الذي قُتل والديه في المحرقة النازية "ليس هناك أحقر من استغلال معاناة آبائي لتبرير ذبح الفلسطينيين"، واصفًا دموعها بـ"دموع التماسيح".

ذاع صيته آنذاك عندما وجه صفعة للوبي اليهودي بالولايات المتحدة، دون أن يتردد لحظة في مهاجمة (إسرائيل) على جرائمها اتجاه الفلسطينيين، مؤكدًا "الأولى أن تبكوا على ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة بدلًا من التصفيق لـ(إسرائيل)".

هذا هو البرفسور اليهودي نورمان غاري فينكلشتاين المختص في العلوم السياسية بالولايات المتحدة، وهو كاتب وناشط سياسي معروف عنه مساندته للقضية الفلسطينية، وتنقل مدرسًا في أكثر من جامعة أمريكية قبل أن يستقيل من جامعة دي بول التي رفضت تثبيته تحت ضغوط يهودية.

صحيفة http://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png فتحت صفحاتها أمام المفكر الداعم للقضية، الذي وجه انتقادًا لاذعًا للاحتلال (الإسرائيلي) ولعدة أطراف عربية شاركتها العداء ضد المقاومة الفلسطينية، حتى بما في ذلك السلطة الفلسطينية التي وصف أجهزتها الأمنية بـ"المرتزقة" رفضًا لسلوكهم ضد المواطنين بالضفة المحتلة.

عملية السلام

وأكدّ فينكلشتاين تأييده الكامل لحق المقاومة في الدفاع عن نفسها، مشيدًا برؤية حماس وفكرتها لحل القضية الفلسطينية، مستبعدًا في الوقت ذاته إمكانية أن تتحقق عملية السلام في المنظور القريب.

عملية السلام استخدمت للتمويه على ضم الأراضي وتعزيز الاستيطان

وقال: "إسرائيل تستخدم مصطلح عملية السلام من أجل ضم أكبر مساحة من الأرض الفلسطينية"، مؤكدًا أن هذه العملية وفرت غطاء لزيادة عدد المستوطنين الذي كان عددهم إبان توقيع أوسلو 250 ألفًا وبعد عقدين فاق عددهم 550 ألف مستوطن.

واستبعد أن تعود إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتوريط نفسها في أتون مباحثات جديدة في عملية السلام، لأنها "قررت أن تستثمر كل وقتها وطاقاتها في الوصول لاتفاق تاريخي مع ايران"، كما قال.

لكنه مع ذلك أكدّ أن (إسرائيل) لا تزال تمثل قاعدة ثابتة للولايات المتحدة في المنطقة التي تعد الأكثر أهمية وحساسية لمصالحها، ولذلك لن ينتهي الحلف (الإسرائيلي)- الأمريكي قريبًا، وفق اعتقاده.

وأضاف "نقطة ضعف (إسرائيل) الوحيدة الآن تتجلّى في خسارتها دعم الرأي العام والدولي -بما في ذلك بين العديد من اليهود -بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية واعتداءاتها الإجرامية المتكررة على قطاع غزة، لكنها ما زالت قادرة على البقاء لوقت طويل كونها قائمة على مجتمع متين وحديث".

الدور العربي

وإزاء ذلك وجه انتقادًا لاذعًا لدول عربية " دعمت العدوان على غزة كمصر والسعودية بشكل علني"، أمّا "جامعة الدول العربية فقد عقدت اجتماعا لمرةٍ واحدة فقط ودعمت بقوة مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمه السيسي بما يخدم مصلحة (إسرائيل)، وفق تعبيره.

السلطة تحولت لعميل وشكلت جيشًا من المرتزقة لمحاربة الفلسطينيين

وأضاف "لم تعد تشغل القضية الفلسطينية الوجدان العربي الذي كانت تتمتع به من قبل، معتقدًا أن عدم حل القضية هو العائق امام السعودية من دخول في حلف واضح وعلني مع (إسرائيل).

ورأى أن أمريكا تستخدم مصر والأردن والسلطة على حد سواء للضغط على الشعب الفلسطيني لابتزازه ودفعه للتنازل عن حقوقه، فيما "يبدي السيسي اهتمامًا أكبر في التحالف مع (إسرائيل).

السلطة مقاولة

كما شنّ انتقادًا لاذعًا على دور السلطة مع الاحتلال، قائلًا "ممّا لا شك فيه أن السلطة الفلسطينية غير ملتزمة حاليّا بإنهاء الاحتلال، والشيء الوحيد الذي يقلقها هو الاضطرابات الشعبية ضد الفساد والقمع"، مرجعًا موقفها لطبيعة الامتيازات التي حصلت عليها من الاحتلال.

وأضاف "السلطة بعد توقيع اتفاق اوسلوا انتقلت من دور المقاوم إلى دور المقاول العميل للاحتلال، وهي حررت (إسرائيل) من الأعباء الماديّة للاحتلال مقابل توفير امتيازات خاصة لها".

وتابع " السلطة قامت بتجنيد جيش من المرتزقة من خلال تقديم عروض بحياة متميّزة نسبيا من وظيفة وسيارة على الفلسطينيين الفقراء في مخيمات اللاجئين في حال موافقتهم على اعتقال وتعذيب فلسطينيين آخرين لصالح (إسرائيل).

وأشار إلى أن السلطة تعيش على الصدقات ولا تملك اقتصادًا كما تروج بذلك بعض المؤسسات الدولية التي ترفع تقارير عديمة الفائدة عن الاقتصاد الفلسطيني، متهمًا المجتمع الدولي بـ" امتصاص المواهب الموجودة في المجتمع الفلسطيني من خلال انشاء مؤسسات المجتمع المدني في رام الله".

حماس وضعت أهدافًا معقولة لإنهاء الاحتلال، وعليها كسب الرأي الدولي

وفي سياق متصل، أكدّ أن السلطة الفلسطينية تفتقر إلى الحنكة والطاقة والالتزام التي تعينها على تحقيق نتائج ملموسة في محكمة الجنايات الدولية، "ولن تخاطر السلطة في قطع علاقاتها مع أمريكا من اجل الجنايات".

حماس والمجتمع الدولي

في المقابل، قال إن حركة حماس وضعت أهدافًا معقولة في مقاومتها للإسرائيليين، "لكنها تعتمد بشكل مفرط على الكفاح المسلح"، مؤيدًا فكرة تعزيز المقاومة الشعبية والانخراط في تنظيم مظاهرات ضخمة بالتنسيق مع حركة التضامن الدولية للعمل على فتح المعابر (الإسرائيلية).

لكنه رأى أهمية العناية بما أسماه "الكنز الأكبر" الذي يملكه الفلسطينيون خارجيًا والمتمثل بالدعم الكبير الذي يحظون به جماهيريّاً حول العالم، معتقدًا أن المقاومة الشعبية يمكنها أن تحرج المجتمع الدولي الأمر الذي سيدفع به العمل لإنهاء وجود الاحتلال، "وقد أظهرت الانتفاضة الأولى امكانية حصول ذلك"، وفق تعبيره.

ورأى أنه من الصعب تطوير العلاقة بين أوروبا وحركة حماس في ضوء قرار رفع الأخيرة عن قوائم الإرهاب، بفعل أسباب تتعلق بالعداء والخوف من الإسلام في أوروبا، مستدركًا "إذا وضعت حماس أهدافاً معقولة وانخرطت في مقاومة شعبية مدنية سلمية ونسقت جهودها مع حركة التضامن العالمية، فقد تحظى بالكثير من دعم الرأي العام الأوروبي بما يخدم القضية الفلسطينية".

وبيّن أن حماس من ناحية سياسية بحاجة إلى مزيد من الرأي العام العالمي الذي بات ينقلب ضد (إسرائيل)، وعليها أن تستفيد بشكل أفضل من هذه الأمور القيمة والتي تمتلكها.

اخبار ذات صلة