قائمة الموقع

فواكه الصيف توفر أرزاقا موسمية للغزيين

2009-08-03T10:35:00+03:00

غزة- محمد أبو قمر

استوقف طفل أبيه أمام بائع الفواكه طالبا منه شراء المانجا عندما رآها للمرة الأولى في بداية موسمها ، وفور مبادرة الأب بالسؤال عن سعر الكيلو تفاجأ بثمنه البالغ اثني عشر شيقلا ، لتكون ردة فعله السريعة بتعنيف ابنه وإبعاده عن المكان .

وتظهر في غزة فواكه الصيف من مانجا وبطيخ وعنب وتين وخوخ وتفاح واجاص وموز و " بعض اللوزيات ، جزء منها من الناتج المحلي وآخر مستورد من الاحتلال  ، يتخذهاعدد من العاطلين عن العمل مهنة موسمية لهم .

** مهن موسمية

ويترقب بائعو الفواكه الموسمية حر الصيف الذي يوفر لهم مصدرا للرزق في حين يشكل لبقية المواطنين مصدرا للحرارة الحارقة .ويستغل أبو كرم فصل الصيف لعرض بعض أصناف الفواكه بجانب بقالته ليضيف مصدر دخل جديد عله يساعده في توفير مصاريف أسرته .

ويقول أبو كرم " أن معظم الفواكه تستورد من الجانب الإسرائيلي والقليل منها كالعنب والتين والبطيخ من إنتاج محلي " ، مشيرا إلى أن أسعارها ملتهبة إذا ما قورنت بالأعوام الماضية .

وبحسب البائع فان الناس مضطرين لشراء الفاكهة رغم ارتفاع ثمنها لعدم توفر البدائل ، ويقول: " في بداية الشهر عند صرف الرواتب نشهد إقبالا على شراء الفاكهة ، وبعد مضي أسبوع تبدأ الحركة تقل بعد نفاد الراتب " .

ويعكس ذلك المشهد الوضع الاقتصادي الصعب الذي يحياه المواطنون وعدم تمكنهم من تلبية جميع احتياجات أبنائهم ، في حين يتمكن قلة من شراء الفواكه رغم غلائها .

وتسمح قوات الاحتلال خلال الفترة الحالية بدخول أصناف محدودة من الفواكه كالمانجا والتفاح والاجاص والموز والسنطروزة والخوخ ، فيما ينتج السوق المحلي كما يقول حمدي زقوت صاحب شركة استيراد وتصدير العنب والشمام والتين والبطيخ الذي شارف موسمه على الانتهاء .

ويعزو زقوت ارتفاع أسعار العنب هذه الأيام إلى رفض إسرائيل إدخال الاشتال التي تزرع في غزة ، موضحا أن أسعار الموسم الحالي مرتفعة إذا ما قورنت بالعام الماضي ، وقال " كميات الخوخ قليلة وبالتالي أسعارها مرتفعة " .

وبحسب المعلومات المتوفرة فان غلاء الأسعار من المصدر وذلك في ظل تصدير الاحتلال للفواكه إلى بلاد عربية أخرى عبر الأردن .

ويشير زقوت إلى أن كميات الفواكه المتوفرة في السوق كافية ، لكن الإقبال عليها ضعيف ، وتابع: " لو هناك زيادة قليلة في الكميات فلن يتمكن السوق من استيعابها " ، ولفت الى أن نهاية الاسبوع الماضي وصل القطاع ثلاثة أطنان من البلح وزعت في السوق بالجملة بسعر عشرة شواقل للكيلو ، ومع هذا لم يستوعبها السوق وزاد أربعمائة كيلو .

ونفى زقوت الحديث الدائر عن دخول فواكه عبر الأنفاق ، وأوضح أن كمية من المانجا دخلت في وقت سابق عبر الأنفاق لكن تكلفتها كانت مرتفعة مقارنة بالتي تدخل عبر المعابر ، ولذلك التفت التجار عن تلك الفكرة .

** معايير الاستيراد

وحول المعايير التي تتخذها وزارة الزراعة لاستيراد الفواكه قال المهندس حسن أبو عيطة وكيل مساعد وزارة الزراعة أن هناك قرارا بمنع استيراد الفواكه والخضروات التي تنتج محليا وبشكل يكفي حاجة السوق ، وقال: " لا نستقبل الحمضيات والبطيخ والبصل من قبل الاحتلال ، ونعتمد على الإنتاج المحلي وذلك حماية للمنتج الوطني والمزارع " .

ويستقبل القطاع باقي أنواع الفواكه بالتنسيق بين التجار والجهات الموردة بما يكفي حاجة السوق المحلية ، وأشار أبو عيطة إلى أن الأسعار تحدد بناء على العرض والطلب .

وكشف الوكيل المساعد أن وزارته بصدد التوسع بزراعة بعض الفواكه التي تستورد من دولة الاحتلال في محاولة منها لتحسين الاكتفاء الذاتي تحت سياسة إحلال الواردات .

وقال: " تمكنا هذا العام لأول مرة من زراعة الخوخ والتفاح في غزة بكميات قليلة ، ونأمل أن تزداد تلك الكميات العام القادم وبالتالي ينعكس على انخفاض الأسعار " .

وعزا أبو عيطة الارتفاع في أسعار الفواكه إلى الغلاء العالمي ، لافتا إلى أن التجار يطلبون من الاحتلال الكميات حسب حاجة السوق .

وأكد أن تأرجح أسعار الفواكه ما بين الصعود والهبوط يعود إلى الموسم نفسه ، حيث أنه في بدايته يكون العرض قليل وبالتالي الأسعار مرتفعة ، وفي منتصفه تكثر الكميات فتنخفض الأسعار ، وفي نهايته تعود للارتفاع ، وتابع: الأسعار تأخذ منحا طبيعيا .

ودعا الوكيل المساعد المواطنين إلى تقديم شكوى لوزارة الاقتصاد في حال احتكار التجار لهم.

وينتظر التجار والمزارعون على حد سواء موسم قطف البلح والجوافة التي كانت تصدر في أوقات سابقة إلى خارج القطاع ، وستبقى في هذا الموسم داخل السوق المحلي في ظل إغلاق المعابر ومنع التصدير .

ومع مغادرة الصيف وهبوط درجات الحرارة تختفي المهن الموسمية ، وتغيب فرص العمل في انتظار موسم جديد .

 

اخبار ذات صلة