عهدت حماس أن لديها القدرة والجرأة على التعبير من مواقفها وسياساتها وعلاقاتها بالآخرين دون وجل أو خوف لأنها حركة مسئولة عن أفعالها وأقوالها ولا تعير اهتماما لمن يحاول تشويه مسارها وتقويلها ما لم تقله أو ينسب إليها أفعالا لم تفعلها رغم أنها نفت ذلك أكثر من مرة ويعود محمود عباس وأزلامه بتكرر نفس الاسطوانة ثم يقول إن لديه وثائق حول تفاوض حماس مع (إسرائيل) حول جندي إثيوبي في الأسر لدى حماس يدور التفاوض على إطلاق سراحه إلى جانب وجود صفقة سياسية.
والسؤال لماذا لم يُخرج عباس هذه الوثائق التي تدين حماس ويفضحها على الملأ لو كان بالفعل لديه هذه الوثائق فلا يكفي الكلام المرسل والحديث عن تفاوض وكأن التفاوض في شرعة عباس من المحرمات ويجب أن يكون محرما على حماس، والواقع والحقيقة يقولان غير ذلك لأن من شرعن التفاوض بعد الاعتراف هي منظمة التحرير ومن انتهج عقد الصفقات والاتفاقيات في السرية والعتمة هو محمود عباس رغم أنه محرما لدى الشعب الفلسطيني وقواه الحية إلا قلة تلحق في ذيل عباس وتابع له يوجهها حيث يريد.
ونسي عباس هذه المرة الحديث عن سيناء وزيادة قطاع غزة بالمساحة بالامتداد إلى الأراضي المصرية، وأن حماس وافقت على الأمر وهي على وشك توقيع الاتفاق مع الجانب (الإسرائيلي)، إلا أن سدت مقامه في هذه الأكذوبة صحيفة الدستور الأردنية التي استوحي عباس منها قصة الجندي الإثيوبي الأسير لدى حماس وحتى أكمل الرواية غير الموثقة من أحد أن هذا الجندي تقاذفته الأمواج حتى وصل إلى أحد شواطئ غزة فأسرته حماس، وهي رواية فقط في خيال عباس لم تعلنها حماس ولم تتحدث عنها (إسرائيل) المعنية بنفي الرواية أو تثبيتها، وزادت صحيفة الدستور الأردنية في أكذوبتها أيضا أن حماس تريد إقامة دولة غزة وتمتد مساحتها جغرافيا على الأرض المصرية في سيناء إضافة إلى إنشاء ميناء في غزة.
الجميع يعلم عباس وكل صحف وإعلام العالم العربي وغير الغربي أن حماس مشروعها اكبر من غزة وأكبر من الضفة الغربية واكبر من غزة والضفة الغربية وأن هدف حماس هو فلسطين كل فلسطين الأمر الذي ألب عليها(حماس) العرب والعجم، وفي نفس الوقت حماس والشعب الفلسطيني لا يقبل غير فلسطين وطنا أو أرضا وإلا ما قبل أن يعيش حتى اليوم في مخيمات اللجوء يكابد فيها ويعاني إلا على أمل العودة، فهل بعد 67 عاما من اللجوء تتحدثون أيها الأغبياء عن ارض سيناء كامتداد جغرافي لدولة غزة وبديل عن فلسطين!، وحتى فرضا لو تقبلنا ما يروجه عباس والإعلام العربي السطحي الهزيل هل سيقبل الشعب الفلسطيني ما تدعون أن حماس قبلته.
فلسطين لمن يريد أن يعي ويفهم هي بصورتها التي لا يخلو منها بيت في فلسطين بل وفي كثير من بيوت العرب، أما الخونة الذين اعترفوا بحق (إسرائيل) في الوجود على ارض فلسطين ويقفون إلى جوارها ويمنعون مقاومتها ويقفون حائلا أمام تحريرها، فنقول لهم لا تخدعوا شعوبكم ولا تدلسوا على شعب فلسطين فشعوبكم والشعب الفلسطيني يعرفون فلسطين ويحفظونها عن ظهر فلب وأن الفلسطيني لا يطمع أن تكون دولته إلا داخل حدوده ويرفض أن يكون محتلا لأرض العرب لأنه يدرك معنى الاحتلال، فمحاولاتكم تشويه من يريد فلسطين ويسعى لتحريرها سواء حماس وشقيقاتها من قوى المقاومة أو غيرها ستبوء بالفشل، وان الشعب الفلسطيني المتمسك بالجهاد وهذا سر قوته لن يقبل عن فلسطين بديلا وطالما انه متمسك بالجهاد سيصل بكم أو بدونكم إلى هدفه لأنه آمن بما قاله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( ما ترك قوم الجهاد حتى ذلوا ) ولأجل ذلك لن تذل غزة أو تكسر طالما أنها تعلن الجهاد وتحض عليه.