قائد الطوفان قائد الطوفان

موقف السلطة من قرارات القضاء المصري.. شماتةٌ بالمقاومة

القاضي الذي اصدر الحكم على الفلسطينيين
القاضي الذي اصدر الحكم على الفلسطينيين

غزة – محمود فودة

لم تكترث السلطة الفلسطينية ومعها حركة فتح لقرارات القضاء المصري المجحفة بحق رموز المقاومة الفلسطينية الشهداء والأسرى، وكأنهم ليسوا من الفلسطينيين التي تعتبر نفسها -أي السلطة- وليًا لأمورهم أمام المجتمع الدولي، لتقف موقف الشامت من الأذى الذي لحق بالمقاومين في قبورهم ومعتقلاتهم.

توالت ردود الفعل المنددة بالقرارات، من الفصائل الفلسطينية والجهات الدولية كافة، إلا أن السلطة وحركة فتح كان لها موقف آخر بالوقوف إلى جوار قضاء مصر في وجه الفلسطينيين في غزة، بادعاء دعمها لنزاهته في كل قراراته بما فيها المتعلقة بإعدام شهداء وأسرى فلسطينيين.

الموقف الفتحاوي جاء على لسان القيادي في الحركة يحيى رباح بقوله "لا يمكن لأي سياسي فلسطيني أن يتدخل أو يعلق على قرار قضائي مصري، كما أنه لا بد من الاستفادة من المجال الواسع للقضاء للاستئناف على قرار الحكم الصادر ضد أسرى وشهداء فلسطينيين بالإعدام"، واصفا القضاء المصري بـ"العريق والكبير".

قد يرى البعض أن الأمر لا يحوي كثيرًا من الغرابة، فالسلطة خلال الشهور الماضية قدّمت بشكل رسمي للسلطات المصرية تقارير مفبركةٌ تتهم فيها حركة حماس بالتدخل في الشأن المصري، وشكلت مجموعة أمنية تتلخص مهمتها في تزويد وسائل الإعلام المصرية ببيانات ومعلومات مغلوطة وفق ما أعلنه القيادي في حماس إسماعيل الأشقر.

وبناءً على ما سبق، ينتقل دور السلطة من الحياد إلى المشاركة في إلحاق الأذى بالقضية الفلسطينية، عبر تشويه صورة المقاومة الفلسطينية بزعم تدخلها في شؤون الدول العربية الأخرى، مما يزعزع حاضنتها العربية.

ولم يرَ المحلل السياسي عصام شاور أي مبرر للسلطة في موقفها السلبي اتجاه القرارات المصرية؛ لأنها تعتبر نفسها ممثلة للكل الفلسطيني، فكان لزاما عليها إبداء موقف حازم اتجاه الأحكام، وعدم الوقوف على الحياد فضلًا عن عدم الاشادة بالقضاء المصري.

وأمعنت السلطة في سلبية الموقف؛ بعدم استجابتها لطلب القضاء المصري عبر الإعلام إثبات أن من حكم عليهم في عداد الشهداء أو في سجون الاحتلال، إذ من السهل على السلطة اصدار بيان رسمي بذلك، بما لا يسبب لها الإحراج أمام السلطات المصرية –وفق شاور-.

وبرغم حالة الانقسام الحاصلة بين حركتي فتح وحماس، والتي يعتبر معظم المتهمين من أبناء الأخيرة، إلا أن ذلك لا يمنع السلطة وفتح من الوقوف لجوار الحق الفلسطيني، ورفض كيل الاتهامات للمقاومة الفلسطينية، إذا احتكمنا للمصلحة الوطنية العليا.

واعتبر المحلل السياسي طلال عوكل موقف السلطة "المؤسف"-حسب قوله- بأنه عنوان لبؤس الحالة الفلسطينية، بأن يسمح من هم في مستوى المسؤولية بنهش اللحم الحي الفلسطيني، في إشارةً للاتهامات والقرارات المصرية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وأبدى عوكل استغرابه من تعامل السلطة مع العداء المصري لغزة ومقاومتها، وأن وصل الحال بأن يشمت أخٌ من أخيه، بدلا من أن تسعى السلطة إلى معالجة سريعة للأزمة القائمة بين مصر وحماس ولتحييد الفصائل الفلسطينية عن اضطرابات مصر؛ لأنها تضر بالقضية والشعب الفلسطيني ككل وليس بحزب فقط.

ولا تقف آثار موقف السلطة السلبي عند زيادة التوتر في العلاقات بين الأطراف الفلسطينية؛ بل أنه يمتد ليصب في خانة التحريض المصري المستمر ضد غزة، ومددا لطاحونة الاتهامات التي طالت غزة ومقاومتها منذ شهور طويلة – وفق عوكل-.

البث المباشر