قائمة الموقع

على عينك يا تاجر.. المقاومة تُلهب أروقة الاحتلال

2015-05-24T16:13:05+03:00
جرافات تبعد عن السياج الحدودي أقل من 300م
الرسالة نت- محمد هنية

لم يخطر ببال أحد أن يقف المقاوم في قطاع غزة داخل موقعه العسكري الذي لا يبعد سوى 300 متر عن أعين جنود الاحتلال المتمركزين على السياج الفاصل بين غزة والاراضي المحتلة عام48، يرصد تحركات الاحتلال على الجانب الاخر، بينما يتدرب رفاقه في الموقع ذاته وأصوات طلقاتهم تخترق آذان المستوطنين الاسرائيليين الجاثمين في مستوطنات غلاف غزة، ليزدادوا رعبا فوق رعبهم.

ليس هذا فحسب، بل أقدمت المقاومة على تعبيد طريق لا يبعد سوى 250 متراً من السياج الأمني على الحدود الشرقية من غزة، وهو الأمر الذي سبب ازعاجا لدولة الاحتلال بمستوييها الأمني والإعلامي.

فالتجارب الصاروخية في عرض البحر، واستمراريتها وانتظامها على مدار الاسابيع الماضية، بالإضافة الى التفاف سكان غزة حول فصائل المقاومة، واستمرار الأخيرة في ترميم وبناء الأنفاق الأرضية، جميعها تمثل تحديا أمنيا للحكومة الاسرائيلية الجديدة، والتي ترى بالجبهة الجنوبية صفيحا ساخنا قد يشتعل بأية لحظة.

ووفق د. عمر جعارة المختص في الشئون الاسرائيلية، فإن عمليات المقاومة منذ انتهاء الحرب الاخيرة والمتداولة باسم "الجكر"، تمثل رسالة بأن المقاومة قوية وتعافت من آثار الحرب، بل وتستعد للحرب المقبلة دون خوف أو ارتداع.

واعتبر جعارة أن بناء المواقع المتقدمة مفيدٌ إذ تمثل حصون حمايةٍ لقطاع غزة، مشددا على أن المقاومة قد أفشلت السياسة الاسرائيلية القائمة على الاستبداد وفرض الشروط بالقوة على الخصم، وباتت الكلمة الأقوى اليوم للمقاومة من خلال اقامة المواقع العسكرية لها على مرأى ومسمع من جيش الاحتلال الذي يراقب ولا يملك اطلاق رصاصة واحدة تجاههم.

ويبدو أن الهوس الاسرائيلي من أعمال المقاومة يسيطر على قادة الجيش، حيث أنهم باتوا يحسبون حسابا كبيرا للحدود الجنوبية، ودلل جعارة على ذلك بالقول: "إن الاحتلال قام بإخلاء ثلاث مستوطنات من غلاف غزة خلال الاسبوعين الماضيين، بالإضافة لقيامه بتحصينات عسكرية كبيرة لباقي المستوطنات"، وتابع: "عشرات المستوطنين في زيكيم قد غادروا منازلهم بلا عودة بعد الحرب الاخيرة وانتقلوا الى شمال فلسطين".

ولا يخلو يوم من عرض مشاهد على شاشات التلفزة الاسرائيلية تبين مدى الهوس الذي يلاحق سكان مستوطنات غلاف غزة، حيث بثت القناة الثانية مشهدا لامرأة تعيش في مستوطنة هتيف عتسرا، وقد سجلت اصواتا تعتقد أنها ناتجة عن حفر نفق أسفل منزلها، وبناء عليه تم استدعاء الشرطة الاسرائيلية.

وأورد جعارة تعليقا لأحد قادة جيش الاحتلال خلال لقائه مع القناة الثانية، "نحن نبحث عن قبة ليست فولاذية، وانما قبة ليزر لصد الصواريخ والقذائف التي لا حل لها".

وتصاحب تلك العمليات على الارض تحذيرات من اندلاع جولة جديدة مع غزة، كأن أبرزها ما جاء على لسان أحد جنرالات في جيش الاحتلال الذي وجه تحذيره للقيادة السياسية الاسرائيلية من أن تأخر الاعمار في غزة، سيتسبب باندلاع جولة رابعة مع حماس.

ويرى بعض جنرالات الاحتلال أنه كلما تأخر اعمار غزة كلما اقتربت المواجهة مع حماس، متسائلين في الوقت ذاته اذا ستستفيد (إسرائيل) من أي مواجهة مقبلة مع غزة، ما دامت لم تحقق أيا من أهدافها خلال الحروب الماضية؟

وتجري الاستعدادات الاسرائيلية لتطوير منظومة أسلحتها على قدم وساق، حيث كُشف مؤخرا عن صفقة سلاح أمريكي بقيمة 1.8 مليار دولار، وتحتوي على قنابل خارقة للتحصينات تحت الأرض، وقنابل مضادة للدروع وغيرها من الاسلحة، وعلق جعارة على ذلك بالقول: "هذه الصفقة لدعم أمن (إسرائيل)، وتعزيز هيبة جيشها الذي باتت في الحضيض نتيجة فشلها في حروب لبنان وغزة".

ومع ترجيح كفة الخطر نحو الجبهة الجنوبية، فيبدو أن لقطاع غزة نصيب من تلك الاسلحة في حال نشوب أي حرب جديدة، بحسب الخبير العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، والذي أكد وجود اقرار من قادة الاحتلال بالفشل المسبق لأي مواجهة قادمة، ولا أدل على ذلك من تصريح نفتالي بينيت أحد وزراء الحكومة المقبلة، "لم ننجز شيئا في الهجوم على غزة لقد فشلنا، هناك افلاس كامل في السياسة الاسرائيلية".

وأمام حالة الافلاس الاسرائيلية، وبسط المقاومة لخياراتها على الارض أمام مسمع ومرأى الجيش الاسرائيلي، يبقى الأفق مفتوحا للمزيد من الرسائل والخطوات على الارض، بينما يرقب المواطن الفلسطيني لحظة ازالة السياج الأمني الذي يحول بينهم وبين اراضيهم المحتلة.

اخبار ذات صلة
يِا قُدٍسِ
2019-07-28T12:43:00+03:00