قائمة الموقع

في الضفة.. اللقاءات مع الاحتلال "على عينك يا تاجر"

2020-10-31T17:48:00+02:00
في الضفة.. اللقاءات مع الاحتلال "على عينك يا تاجر"
غزة- محمود فودة  

باتت مشاهد العلاقة التي تربط الفلسطينيين أصحاب المصالح في الضفة الغربية المحتلة، بالاحتلال الإسرائيلي، أكثر وضوحا في الفترة الأخيرة، ما يضع علامات استفهام أمام عمق هذه العلاقة وحيثياتها ونتائجها على المشروع الوطني.

وفي التفاصيل، قال أحد وجهاء مدينة الخليل لـ"الرسالة" إن العلاقة الحالية التي تربط عشرات الفلسطينيين من رجال الأعمال والوجهاء والمسؤولين بقيادات في الاحتلال الإسرائيلي وضباط في جيشه، ورجال أعمال (إسرائيليين)، لم يسبق لها مثيل على مدار سنوات الصراع مع الاحتلال.

وأضاف أن العلاقة باتت أكثر علنية حتى وصلت مرحلة "البجاحة" بأن يحضر مسؤولون أمنيون وعسكريون ورجال أعمال ونشطاء (إسرائيليون) إلى منازل فلسطينيين للمشاركة في المناسبات المختلفة، ولا يلقى هذا التصرف أي إدانة أو استهجان من أي طرف كان.

وأوضح أن رؤية المسؤولين )الإسرائيليين( في اللقاءات بات مشهدا معهودا في الضفة، وكذلك رد هذه المجاملات لأصحابها من خلال زيارات يقوم بها فلسطينيون إلى المناسبات )الإسرائيلية( المختلفة، ويشاركون صورا لهذه اللقاءات على مواقع التواصل الاجتماعي دون أي شعور وطني بالذنب على هذه الأفعال المشينة.

ويشار إلى أن التنسيق الأمني في الضفة الغربية المحتلة بين الاحتلال والسلطة لم يتوقف، وعمل على السماح بدخول )الإسرائيليين( إلى الأراضي الفلسطينية، وتأمينهم في حال دخولهم عن طريق الخطأ، وكذلك عدم السماح لأي فلسطيني بمعارضة وجودهم أو إيذائهم.

كما رصد الإعلام الفلسطيني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي دخول شخصيات فلسطينية ورجال أعمال يوميا إلى مدن الداخل المحتل بسياراتهم الخاصة وبتصريحات أمنية من الاحتلال، وفقا للعلاقة التي تربطهم بالمسؤولين الأمنيين والعسكريين.

وفي التعقيب على ذلك، يقول المختص في الشؤون الإسرائيلي سعيد بشارات في حديثه لـ"الرسالة" إن العلاقة بين الطرفين ليست وليدة اللحظة وعمرها من عمر الاحتلال في الأرض الفلسطينية لكنها تعمقت وتعاظمت في السنوات الأخيرة، لعدة عوامل وأسباب.

وأضاف بشارات في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن هناك علاقة طردية بين مشروع الضم )الإسرائيلي( لمدن الضفة وحاجته إلى مروجين في الشارع الفلسطيني للقبول به، وبين زيادة هذه العلاقة وتطورها في الآونة الأخيرة.

وأوضح أن حكومة الاحتلال برعاية بنيامين نتنياهو ساهمت بشكل كبير في تعاظم هذه العلاقة، وكذلك تزايدت في عهد قيادة ليبرمان لوزارة الحرب )الإسرائيلية(، والتي ثبتت علاقة العصا والجزرة في الضفة، وفشلت في غزة بفضل المقاومة الفلسطينية

وأكد أن علاقة الاحتلال مع الوجهاء وأصحاب المصالح منبوذة في الشارع الفلسطيني، برغم حاجتهم لهذه الشخصيات في إنهاء الكثير من المعاملات لدى الإدارة المدنية التابعة للاحتلال والتي توسع عملها وصلاحيتها في الضفة، في ظل اهمال السلطة الفلسطينية.

وبيّن أن الإعلام الإسرائيلي ينقل مشاركة الشخصيات الفلسطينية في لقاءات رسمية في المستوطنات وكذلك مؤتمرات في القدس تؤسس لها وسائل اعلام (إسرائيلية)، وغالبيتها برعاية المؤسسة الانجيلية التي تقف وراء تقوية الاستيطان على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.

اخبار ذات صلة