قائمة الموقع

مقال: الفيفا عار جديد للسلطة ورئيسها

2015-06-01T05:09:01+03:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

 في الفيفا حديث طويل يحتاج إلى كثير كلام كونه ليس حدثا منفردا أو عارضا وأن التصرف هو تصرف شاذ غير مرتبط بمنظومة سياسية تحدد المسار وتبين الأهداف وتحدد الأولويات، فهل ما حدث في الفيفا خارج عن نطاق السياسة العامة التي تتبعها السلطة ورئيسها في التعامل مع (إسرائيل)؟، وهل (إسرائيل) في نظر السلطة عدو أم صديق يمكن التفاهم معه للوصول إلى نتائج ايجابية في القضايا الخلافية؟.

الإجابة على هذا السؤال تحل الإشكالية المتعلقة بموقف السلطة وليس موقف جبريل الرجوب من ما حدث من سحب طلب إسقاط عضوية (إسرائيل) من الفيفا، فإذا كانت السلطة وأدواتها يعترفون بـ (إسرائيل) ولا يرون فيها عدو وأن ما يمكن أن نصل إليه عبر المفاوضات واللقاءات هو ما يمكن أن نصل إليه عبر القضايا والشكاوى واللجوء للمؤسسات المختلفة لتقديم شكاوى ضد ما تقوم به (إسرائيل) من جرائم ومخالفات واعتداءات، فالأولى من وجهة نظر السلطة هو الجلوس والتفاوض وإجراء الأحاديث لحل الإشكاليات بل اللجوء إلى المحاكم وغيرها التي يمكن ان تفسد العلاقة بين الأصدقاء الأمر الذي سينعكس على العلاقات القائمة بين الجانبين وعلى رأسها التعاون الأمني المرتبط به كل شيء بالنسبة للسلطة ومحمود عباس.

الغريب في ردة الفعل على تصرفات الرجوب والتي شكلت انعكاس لموقف السلطة السابق، إن هذه الردود يمكن أن تكون كما وردت لو كان الموقف من (إسرائيل) مختلف وأن السلطة ترى أن (إسرائيل) عدو يجب محاسبته، ولكن موقف السلطة من (إسرائيل) ليس كما تصور أصحاب ردود الفعل الذين تصوروا جدية السلطة في خطواتها اتجاه محاكمة (إسرائيل) في كافة المحافل والأماكن التي يمكن لنا كفلسطينيين من الوصول إليها.

أصحاب ردود الفعل على حق فيما أبدوه من مواقف؛ ولكنهم نسوا سياسة السلطة والتي ترى بعدم جواز المس بـ (بإسرائيل) وأن الحملة التي جرت من اتحاد الكرة التي يرأسه (اللواء) جبريل الرجوب ليس الهدف منها تخويف (إسرائيل) أو المس بها ولكن هي وسيلة تهدف إلى تضليل الشعب الفلسطيني وجعله يعيش في أوهام كبيرة وكأن شيئا قد حدث وأن هناك تغيرات في موقف السلطة من (إسرائيل) وأن هذه التحركات تهدف الى ردع (إسرائيل) وتخويفها حتى تتوقف عن جرائمها بحق الرياضة والرياضيين أو في جرائمها المختلفة التي تصل إلى حد ارتكاب جرائم حرب أدلتها متوفرة ومحامي متدرب صغير لو طرحها دون أن يشرحها ستدين (إسرائيل) وتقدم قادتها للمحاكم الدولية على جرائم كاملة الأركان، ولكن كيف لسلطة ترى في (إسرائيل) الجار والصديق، فهل تعتقدون أن من يرى في (إسرائيل) صديق وشريك يمكن له أن يقبل بالمس به، هذا هو مختصر القول فيما جرى في الفيفا من خذلان وتراجع يصل حد الخيانة الوطنية.

لدي قناعة كبيرة أن السلطة ومحمود عباس لن يقدموا على أي أمر يشكل حرجا لـ (إسرائيل) لذلك وطنوا أنفسكم على أن موقف السلطة لم ولن يتغير مع قادم الأيام، فالموقف من تقرير جولدستون على سبيل المثال كان بداية الموقف الحقيقية التي كشفت سوء السلطة وخداعها للشعب الفلسطيني، ثم موقف السلطة في الفيفا بعد الضجة والجعجعة التي أثارتها السلطة والتي ختمتها بخذلان الشعب الفلسطيني وأصدقاء الشعب الفلسطيني، وهذا الذي سيكون في محكمة الجنايات الدولية أو أمام أي مؤسسة دولية يمكن أن يشكل التقدم إليها خطرا على (إسرائيل).

فلا نامت أعين الجبناء، هذه هي سلطة محمود عباس التي لم تعد تمثل الشعب الفلسطيني بعد أن تخلت عن حقوقه وثوابته وباتت تعمل على حماية أمن (إسرائيل) والحفاظ على مكانتها في المؤسسات الدولية وغير الدولية.

اخبار ذات صلة