"المية تكذب الغطاس" في علاقات السلطة مع الأردن

جبريل الرجوب
جبريل الرجوب

الرسالة نت- رامي خريس

لم يكن موقف السلطة الفلسطينية في "كونغرس الفيفا" هو المؤثر السلبي الوحيد على علاقتها مع الأردن التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة "برودا" أو "توترا" كما أشارت بعض وسائل الاعلام، وظهر جليا في تصريحات مسؤولين أردنيين، فالمعطيات السلبية أكبر من (الفيفا) والطموح الأردني الوصول إلى رئاستها رغم شعور بعض الأردنيين بما وصفوه بالخيانة.

شعور المسؤولين الأردنيين بـ(الخيانة) سبقت الموضوع (الكروي) فقد كان لافتا ما قاله رئيس الحكومة الأردنية عبد الله النسور قبل شهر تقريبا، وعبر من خلاله عن "خشية" الأردن من مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، تنتهي إلى "اتفاق هزيل" مثل اتفاق أوسلو.

ويبدو أن المخاوف الأردنية بدأت منذ الحديث عن مساع فرنسية للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، عبر مبادرة تستهدف عودة المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وفق مدة زمنية لا تتجاوز 18 شهرا، تستند إلى مبدأ حل الدولتين وإعلان دولة فلسطينية على حدود العام 1967 مع إمكانية تبادل أراضٍ بين الطرفين، ولم تغفل المبادرة الفرنسية مسألة تعويض اللاجئين، مما يعيد للذاكرة الخلاف المستمر حتى اللحظة بين السلطة والأردن حولها.

فأصل الخلاف يعود لانعدام ثقة الأردن بالسلطة، فقد كانت السلطة في مفاوضات سابقة تطلب تدخل الأردن في المفاوضات للضغط على الاحتلال للقبول ببعض القضايا، ولاحقا تكتشف أن السلطة قد تنازلت عنها"، وتكررت هذه الحالة عبر مسيرة المفاوضات، وما سببه من احراج متكرر للأردن أحدث شرخا للثقة في السلطة.

إضافة الى ذلك الخلاف حول ملف تعويض اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، رغم عدم انشاء صندوق لتعويضهم حتى اللحظة، إلا أن السلطة تصر على أن تتولى مهمة توزيع أموال التعويض على اللاجئين، وهو ما يلقى معارضة أردنية.

وما يؤكد تجدد الخلاف مرةً أخرى ما جاء في حديث رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري لقناة الأقصى قال فيه ان "هناك احتجاجات أردنية، نتيجة تصرفات السلطة الفلسطينية الفردية المتكررة، ومن ذلك اتفاق أوسلو في العام 1993، حيث ذهبت السلطة لتوقيع اتفاق أوسلو دون علم الأردن".

السلطة من جهتها لا ترغب في تفاقم أزمة العلاقات مع عمان فسارعت إلى نفي وجود أي مفاوضات جديدة مع الاحتلال، وقال وزير خارجيتها رياض المالكي في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين أمس الأحد إن: "القيادة الفلسطينية ليست معنية بتشكيل طواقم تفاوضية جديدة نظرا لعدم وجود أي مبادرات إقليمية أو دولية للعودة إلى المفاوضات".

وأضاف أن العودة الى العملية التفاوضية كما كانت في السابق غير مجدي وغير مقبول، وبالتالي يجب أن تكون هناك ميكانيكية جديدة حمل في طياتها ما يكفي من أسس ومقومات لضمان النجاح.

ومثل المالكي فعل جبريل الرجوب عندما صرخ في أكثر من فضائية نافيا انتخابه لجوزيف بلاتر في رئاسة "الفيفا" ومدعيا أنه انتخب الأمير على بن الحسين.

ومع ذلك فإن تداعيات ما جرى في "الفيفا" وقبله في أروقة السياسة يشيران إلى ان تصدعا كبيرا وقع في علاقة السلطة بالأردن، وأن الأيام المقبلة ستحمل في طياتها كشفاً للحقائق الغائبة، وما إذا كانت السلطة قد بدأت فعلاً في مفاوضات جديدة مع الاحتلال، وما إذا كان الرجوب قد انتخب بلاتر أم الحسين؟ والمية تكذب الغطاس.    

البث المباشر