قائمة الموقع

الاحتلال يحتفل بـ (اسرائيل) تحت تهديد وجودي

2010-04-22T08:34:00+03:00

غزة _ أمل حبيب- الرسالة نت

بعدما يزيد عن ست عقود من الزمان على التهجير وضياع الأرض والهوية , والشعب الفلسطيني المقهور تتواصل نكبته وتدنس مقدساته , و"إسرائيل" تحتفل على أنقاض الضحايا والمنكوبين بمرور 62 عاما على تأسيسها, هل تسير "إسرائيل" اليوم نحو منحنى الصعود أم أن الصراعات الداخلية بين الأحزاب وتفكك الكيان اجتماعيا سيساعد على هدمها وزوالها ؟ وهل ولى زمن الانتصارات الصهيونية وأصبحت تواجه مخاطر من أطراف عديدة ؟ وما هو مدى تأثير المقاومة الفلسطينية على امن إسرائيل؟

أسئلة عديدة وجهتها (الرسالة) إلى المختصين في الشأن الاسرائيلي لمعرفة وضع الكيان بعد 62 عاما على تأسيسه.

بين الضعف والقوة

د. عدنان أبو عامر المختص بالشؤون الإسرائيلية أوضح بان إسرائيل وبعد مرور 62 عاما على تأسيسها تقدمت في جوانب معينة وتراجعت في أخرى وأنه ليس بالإمكان إعطاء إجابة حتمية على ما إذا كان وضع إسرائيل اليوم أقوى , عازيا ذلك إلى أنها تشهد تقدما ملحوظا في المجالات العلمية والحربية إلى جانب ضعف يتمثل في تراجع شعبيتها على مستوى العالم وزيادة التهديدات من قبل المقاومة المحيطة بها والتي تهدد أمنها .

أما بالنسبة للصراعات الداخلية الإسرائيلية بين الأحزاب والفصائل وإمكانية ذلك على هدم الكيان قال أبو عامر :" إسرائيل كدولة فيها الكثير من الأحزاب من اليمين إلى اليسار فمن الطبيعي أن يكون فيها خلافات ولكن لا ترقى إلى درجة الخلاف حول هوية الدولة وإنما هي خلافات تكتيكية ".

من جهته يرى المختص بالشؤون الإسرائيلية صالح النعامي بأن إسرائيل لديها نظام سياسي قوي وتعمل على محاربة الفساد ولديها قدرة اقتصادية وعسكرية في مواجهة العرب بالرغم من وجود بعض الصراعات المحدودة بين المتدينين والعلمانيين والاستقطاب بين المهاجرين الجدد والقدامى، مشيرا إلى أن النخب الحاكمة تمكنت من التعاطي مع الأمر في ظل وجود العدو الرئيس (العرب) .

زمن الانتصارات ولى

"زمن الانتصارات المطلقة لإسرائيل قد ولى" بهذه العبارات أجاب أبو عامر على ما إذا كان الكيان الإسرائيلي قادرا على خوض حروب جديدة بانتصارات ساحقة كفترة حكم شارون , وأضاف :" لم تعد إسرائيل تمتلك القدرات والإمكانات مثل العقود السابقة وخصوصا في ظل التطور الدراماتيكي للبنية العسكرية الحاصل لدى قوى المقاومة والدول المعادية لإسرائيل ",

وتابع :" هناك مشكلة بنيوية يعاني منها الكيان وهي غياب جيل التأسيس والذي خاض حروبها

واحتل الأراضي ".

وأشار المحلل أبو عامر إلى وجود قيادات حديثة وصغيرة في السن لم تعاصر حروب الدولة ولكن حجم القوة العسكرية والاقتصادية تجعلها الأقوى في المنطقة ورابع أقوى دولة في العالم , منوها إلى أن إسرائيل تعتمد على نظام المؤسسات وليس النظام الفردي للمحافظة على مكانتها وبقائها متقدمة .

ويخالفه الرأي النعامي حيث نوه إلى ضرورة التفريق بين الشعارات والواقع وأن إسرائيل حققت انتصارات بسبب تأييد الدول العظمى لها وتواطىء للأنظمة العربية , مطالبا بان يكون للدول العربية إرادة سياسية وقوة عسكرية وعلمية وان يكون قادتها معبرين عن الشعب وإرادته.

وكانت الحركة الصهيونية قد أعلنت في صبيحة الخامس عشر من أيار 1948 عن قيام دولة إسرائيل، ورفض الجزء الخاص بإنشاء دولة عربية في فلسطين حسب قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة ، وبقيت الأطماع في فلسطين تراود زعماء الحركة الصهيونية بقيام دولتهم على كل الأرض الفلسطينية ، بل ويتعدى ذلك لتحقيق الحلم الصهيوني بقيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .

التحدي الأخطر

وحول التحديات والمخاطر التي تواجه إسرائيل وتهدد أمنها أوضح أبو عامر بان الكيان الإسرائيلي يواجه تهديدات لم تكن موجودة خلال الفترة السابقة أهمها التهديد الإيراني وقوى المقاومة الفلسطينية والإسلامية والتي لم يعد بالإمكان القضاء عليها في عملية عسكرية خاطفة.

وذكر أبو عامر بان التحدي الأخطر الذي تواجهه إسرائيل هو عدم إقرار الفلسطينيين في أحقيتها في الوجود واعتبارهم جميعا على اختلاف فصائلهم أنها مشروع استيطاني سرطاني في المنطقة يجب اقتلاعه .    

وكان الكاتب يعقوب عمدرور قد ذكر في صحيفة (إسرائيل اليوم) بأن الدولة العبرية في بواكير وجودها واجهت تحديين كبيرين، تمثل أولهما في كيفية استيعاب ملايين اليهود من جميع أنحاء العالم, مشيراً إلى أنها نجحت في إنشاء مجتمع اتسم بحركة تطور دائم للتأليف بين القادمين الجدد إليها.

أما الثاني في نظر عمدرور فهو التحدي الأمني, حيث زعم أنه ليس في مقدور جيران إسرائيل إلحاق الهزيمة بجيشها في ميادين القتال مادام الجيش محافظا على قوته, مبينا بان التحدي السياسي الرئيسي الذي تواجهه إسرائيل هو أن تخسر شرعية كونها دولة لليهود، وحقها في الدفاع عن نفسها بنفسها.

من جهته ذكر النعامي بان المقاومة الفلسطينية تشكل خطرا على امن إسرائيل وان فصائل المقاومة ترهق وتزعج الاحتلال ولكن ليس لحد القضاء عليه .

و لعل مقولة بنسيون نيتنياهو "مادام الفلسطينيون يعتبرون أن يوم استقلالنا يوم نكبتهم فلن يحل هذا الصراع ابد الدهر" , تمثل المشكلة الحقيقية لإسرائيل مع الفلسطينيين .  

** التحالف الأمريكي الإسرائيلي

أبو عامر وصف التحالف الأمريكي الإسرائيلي بالاستراتيجي وانه لا يتأثر بهذه الأزمة أو تلك, معتبرا تلك الخلافات بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل بالآنية لان الطرفين قد مرا بمثل هذه الأزمات وحتى اخطر منها ولكن سرعان ما تجاوزاها نظرا لما يربطهما من تحالفات وارتباطات أقوى من الخلافات .

وقال أبو عامر في حديثه (للرسالة) :" سيستمر التحالف سنوات أخرى وسيشهد بين الحين والآخر فتورا عابرا  في ضوء النقاش الأمريكي الحاصل مؤخرا حول كون إسرائيل ما زالت ذخرا لنا أم أنها تحولت عبئا علينا ومن خلال الإجابة على السؤال الأمريكي ممكن للتحالف أن يستمر أو يتراجع ".

وفي معرض رد أبو عامر على سؤال ما إذا كانت إسرائيل ستستمر لـ 62 عاما قادما, أجاب: " مسالة بقاء إسرائيل قرار متروك للتاريخ ولكن في ظل القوة العسكرية والسياسية لها يمكن أن تبقى أعواما أخرى ".

وتبقى الإجابة على استمرار إسرائيل بعد 62 عاما في ما تبذله المقاومة الفلسطينية والدول العربية والعالم الحر من طاقات وجهود لتقصير عمر الطغيان الإسرائيلي.

 

اخبار ذات صلة