غزة _ رائد أبو جراد- الرسالة نت
يواصل الثلاثيني أبو أحمد المصري صاحب ورشة لدهان الأثاث المنزلي عمله ليل نهار عله ينجز الأعمال التي تراكمت عليه نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وعدم توفر البدائل.
المصري وستة من العمال يبدأون عملهم فجر كل يوم ويغادرون منازلهم الواقعة وسط مدينة غزة ليبدأو مشواراً جديداً في الكد والعمل والنشاط في الورشة الواقعة بالقرب من مناطق التماس شرق بلدة جباليا.
تواصل العمل نجاح
"الرسالة نت" زارت ورشة النجارة التي تساعد العمال في توفير لقمة العيش التي باتت صعبة في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة للعام الرابع على التوالي ومع استمرار إغلاق المعابر.
كان الجميع منهمكا في أعماله، أحد العمال يعمل على تجهيز قطع الأثاث المنزلي الخشبية للدخول في آخر عملية لانجازها للبيع وآخر يحضر آلة بخ البويات اليدوية علها تنجح في مواصلة العمل بدلاً من الآلة الكهربائية.
ويقول صاحب الورشة المصري الذي انشغل في التدخين عبر (الاجيلة):"كل شئ مربوط في عملنا هنا بأساسيات لا بد منها أهمها التيار الكهربائي واستمرار انقطاعه يضع العقدة في المنشار، وللأسف كل عملنا وأدواتنا مرتبط بما يتم استيراده عبر الأنفاق".
وأشار العامل الغزي الذي اضطر قبل 5أعوام لفتح ورشته هذه بعد فقدانه عمله السابق داخل الأراضي المحتلة عام 48 بعد أن تعلم المهنة.
ويأمل أحد العمال الذي شارك زميله بالحديث بتجدد دخول البوية الإسرائيلية لقطاع غزة عبر المعابر المغلقة من جديد، مبيناً أن البوية المصرية جيدة في انجاز عملهم واتقانه لكنها ليست بنفس سعر الإسرائيلية.
وعاد صاحب الورشة ليؤكد على أن الكهرباء تشكل المعيق الأكبر لهم في انجاز عملهم، مستطرداً:"الكهرباء هي كل الشغل وكل الأدوات والأجهزة لدي تعمل بها وبدونها يتوقف العمل ونضطر للأسف إما للانصراف لبيوتنا أو الانتظار لعودة التيار الكهربائي مما يدفعنا لمواصلة العمل لساعات متأخرة من الليل".
الخشب المصري
وأوضح أنه بحاجة لانجاز طقم النوم أو الاثاث الذي يتفق في دهانته وصيانته مع صاحب إحدى معارض الاثاث الغزية بين يومين وثلاثة أيام فقط، مبيناً أن عماله يكدون ويتعبون ويصلون نهارهم بليلهم لانجاز الأعمال المتراكمة عليهم والتي زادت مؤخراً مع دخول الخشب المصري عبر الأنفاق.
أما المواطن فتحي الشقرة 46عاماً صاحب منجرة لصناعة الأبواب والنوافذ بشارع الصحابة وسط مدينة غزة فأشار إلى أنهم يعتمدون بشكل أساسي في صناعتهم للأثاث والأبواب على الخشب المستورد من الأراضي المصرية عبر الأنفاق.
وأوضح أنه ليس بكفاءة الخشب الذي كان يدخل عبر المعابر من "إسرائيل" وتوقف الاحتلال عن إدخاله للعام الرابع على التوالي مما اضطر بعض تجار الخشب الغزيين لإدخال الخشب المصري عبر شريان الحياة الوحيد لمواطني القطاع(الأنفاق).
وقال الشقرة لـ"الرسالة نت" وعلامات السرور بعودته للعمل بعد انقطاع لعامين بدت على تجاعيد وجهه :"الحمد لله الآن العمل تحسن، فبعد عامين من انقطاعي عن العمل ومكوثي طوال هذه الفترة في المنزل أستطيع الآن أن أوفر لقمة العيش لأبنائي".
فيما قال الأربعيني أبو تامر صاحب منجرة ومعرض لبيع الاثاث المنزلي:"العمل يسير على أتم وجه منذ دخول الخشب المصري للقطاع، ورغم منع دخول الخشب الإسرائيلي إلا أننا لا نواجه صعوبات ونعمل بالخشب الموجود بعد ما كنا نستخدم خشب "المشاطيح" سابقاً".
ورأي النجار الغزي أنه بالرغم من غلاء أسعار الخشب المصري الذي ساهم في ارتفاع سعر الاثاث في القطاع المحاصر، إلا أن الصناعة قد ازدهرت بين مناجر وورش صناعة الاثاث والأبواب بسبب الطلب المتزايد لإقبال الشباب على الزواج ورغبة الناس في صيانة أثاثهم القديم.
جودة ورخص
وبين أن الخشب المصري يواصل الدخول عبر الأنفاق للشهر السابع على التوالي، لافتاً إلى أن الخشب الإسرائيلي يتميز عن منافسه المصري بالجودة ورخص الثمن، وأن سعر كوب منه يصل لـ3200 شيكل بينما كانوا سابقاً يشترون الخشب القادم عبر المعابر بتوفير ألف شيكل عن الوضع الحالي.
ويشير أحد تجار الخشب في قطاع غزة إلى أن الاحتلال سمح الخميس الماضي بإدخال شاحنة واحدة فقط من صنف "سوين" المستعملة في صناعة الاثاث والأبواب لقطاع غزة، موضحاً أن الكمية التي سمح بإدخالها لا تكفي لتشغيل كافة مناجر القطاع.
وكان م.ررائد فتوح رئيس لجنة إدخال البضائع لقطاع غزة أكد أن سلطات الاحتلال وافقت على إدخال الأخشاب والألومنيوم يوم الخميس الماضي, موضحاً في تصريح خاص لـ "الرسالة نت" أن أول الشاحنات ستدخل القطاع يوم الخميس وبمعدل 6 شاحنات يومياً. وأشار فتوح إلى أن الاحتلال سيسمح بإدخال الخشب والألمنيوم لمدة غير محدودة.