قائد الطوفان قائد الطوفان

ردا على تقرير صحيفة العرب والمعنون:

مقال: (أدباء غزة وفنانوها: حماس خنقت الثقافة في القطاع) 2-2

وكيل مساعد وزارة الثقافة في قطاع غزة
وكيل مساعد وزارة الثقافة في قطاع غزة

مصطفى الصواف

أما ما تحدث به عثمان حسين فهو أمر بعيد عن الواقع وهو منطلق من إيديولوجية مخالفة لفكر حماس وكارهة لوجودها في الحكم بعد أن اختارها الشعب ولا ذنب لحماس أن عثمان حسين لا يحبها ولو كان الأستاذ حسين منصفا لتحدث عن إغلاق اتحاد الكتاب ولماذا أغلق؟، هل أغلقته حماس؟، وما تحدث به لا علاقة له بالأدب والفن بقدر ما هو خلاف سياسي، بل تجاوز الأمر عندما يقول ويردد ما يردده الصهاينة من أن حماس اتخذت الشعب الفلسطيني دروعا بشرية في الحروب، وليسأل عثمان حسين الشارع الفلسطيني من الذي أطاح بالقيم العليا ؟، ولماذا رفضه المواطن الفلسطيني في انتخابات 2006 واختار حماس؟ ، وليسأل من الذي شكل درع الحماية للشعب الفلسطيني بالتصدي لقوات الاحتلال على مدى ثلاثة حروب وقفت فيها المقاومة وحماس جزء منها والتي كان آخرها العصف المأكول وليسأل الشارع الغزي عقب نهاية العدوان كيف خرج إلى الشارع ليهتف للمقاومة وحماس وكتائب القسام، بل خرج ليؤكد التفافه حول المقاومة خلال العدوان وسقوط الشهداء والدمار، ولا ادري عن أي شرعية يتحدث حسين التي يريد أن يعود إليها قطاع غزة بعد أن تخلت الشرعية عنه، أما إذا حدث أي استدعاء أو اعتقال لأديب أو فنان فهو على خلفية مختلفة وليست على خلفية أدبية أو شعرية ولم يكن هناك قبول لمثل هذه الإجراءات ورفضت وتوقفت ولم تعد موجودة ، أما بيان داعش الذي استشهد به فإذا لم تكن تعلم فأعلم أنه كان بيانا كيديا من بعض الأدباء والشعراء والمثقفين ضد بعضهم البعض ولم يكن بيانا داعشيا أو حماسيا وتم تسوية الأمر بعد صلح بين الطرفين .

مغالطات كبيرة تحدث عنها الشاعر جمعة منها على سبيل المثال لا الحصر موضوع رابطة الكتاب ، هذه الرابطة وجدت بعد أن أغلق الاتحاد أبوابه أمام عضوية أي شاعر أو أديب أو كاتب يعتقدون انه إسلامي فكان لابد من إنشاء بيت يجمع الأدباء والشعراء ولم يغلق أمام أحد كما فعل اتحاد الكتاب، ثم أين اتحاد الكتاب والذي أغلق أبوابه كما اشرنا بعد أن تخلت عنه السلطة ورفضت دفع أجرة المكان؟، أما إغلاق جاليري الاتحاد ، فإذا كان الاتحاد يا أستاذ جمعة نفسه أغلق فهل سيبقى الجاليري التابع للاتحاد مفتوح !!، أما المركز الفرنسي فلم يغلق وهو يعمل وإن توقف عن العمل بعد أحداث مؤسفة مرفوضة من حماس قبل أن ترفضها أو يرفضها غيرك.

أما أن حماس لا تؤمن يا أستاذ جمعة بالفن والأدب إلا بما يخدم إيديولوجيتها الأصولية أما غير ذلك فهو في خانة البدعة والكفر وهذا الوصف غير صحيح ولن أكثر فيه كلاما وارد جمعة إلى خليل المزين والسجادة الحمراء ليؤكد له أن نجاح مهرجانه ما كان له أن ينجح لولا الشرطة في قطاع غزة التي وفرت كل الإمكانيات من أجل إنجاح هذا المهرجان بعد أن نسقت ورتبت وزارة الثقافة لذلك وتعاونت مع القائمين على المهرجان من بدايته حتى نهايته، واعتقد أن خليل المزين ومن معه لا ينتمون لحماس لا عقديا ولا إيديولوجيا.

لو كان كلام الزميل والأستاذ موسى أبو كرش صحيحا لضيق عليه بعد هذا الكلام أو قبله ، أما الحديث عن الصحف وعدم إدخالها فهي مسألة لها علاقة بالندية وهو أن الصحف منعت من الدخول إلى قطاع غزة بعد أن منعت صحف القطاع من الطباعة والتوزيع في الضفة الغربية ، ورغم ذلك سمح للصحف من دخول قطاع غزة رغم منع السلطة المتواصل لصحف غزة من الطباعة والتوزيع في الضفة، أما جاليري الميناء يا أستاذ أبو كرش فهو تابع لوزارة الثقافة وأغلق لأسباب مادية متعلقة بالإيجارات وغيرها من الأمور الإدارية وليس لأن حماس أغلقته، وإلا لماذا أغلق اتحاد الكتاب؟ ، ثم يا أستاذ موسى في أي يوم طلبت من وزارة الثقافة أمرا ولم يتحقق هذا الأمر لمن يتقدم به لأنه لا تنتمي إلى حماس وليسأل كل من توجهوا لوزارة الثقافة هل أغلقت الأبواب في وجوههم ولم تقدم لهم أي مساعدة في ما يطلبون والوزارة تقف معهم من البداية حتى النهاية، أما الصحف يا موسى هي بين يدي الناس بعد حكومة الوفاق رغم منع السلطة لصحف غزة ، ثم ما ذنب حماس في ضعف التمويل الاتحادات الذي تسببه السلطة في رام الله ، ثم أن باب تأسيس المراكز والمؤسسات والجمعيات الأدبية والثقافية مفتوح على مصرعية، أما الكتب من الذي يمنع إدخالها أو استيرادها فلتسأل المكتبات الكبرى في غزة أو دور النشر إن كان هناك منعا لهذه الكتب ومن الذي يمنع؟، وكان الأولى بكاتب التقرير أن يكلف نفسه ليسأل عن صحة هذه المعلومات ويفندها بمهنية.

أما ما يتحدث به الشاعر يوسف القدرة والذي يعيش في القاهرة وليس غزة فهو كلاما مرسلا يصلح للمناكفات السياسية ولا يعبر عن الأدب والفن، كنت أتمنى أن يضرب القدرة مثالا لحالة القمع لشاعر أو أديب أو ملاحقة ، وإن حدث فسرعان ما يتم معالجة الأمر ولا يسكت عليه، ولا يوجد عمل نقي مائة بالمائة.

أما ما يقوله أبو خطاب فقد بيناه في موضوع بيان داعش المزور والكيدي والذي صدر بعد خلافات بين بعض المثقفين وقد اشرنا إلى ذلك ، فلا علاقة لحماس وحتى لا علاقة لداعش بالأمر، وكل ما يدعيه أبو خطاب لا أساس له من الصحة، ولا يوجد منع لأي نشاط ثقافي أو فني أو أدبي وأنا المسئول عما أقول بل بالعكس هناك تسهيلات وكان آخرها كما قلنا مهرجان السجادة الحمراء الذي يفند مثل هذه الادعاءات المغلوطة، ثم يا أبو خطاب فرق الراب تعمل وتقدم أعمال فنيه ولم تمنع بل وسائل الإعلام المختلفة في قطاع غزة تقدم عنها التقارير وتقدمها للناس على أنها وسيلة فن موجودة في الوسط الفلسطيني ونحن في وزارة الثقافة نقدم لهم كل التسهيلات عندما يتوجهون إلينا، أما الإرهاب الفكري هو هذه الدعاية السوداء وغير الحقيقة النابعة من عقدة الكراهية ، أما موضوع التراخيص والسماح وعدم السماح فهذا مردود على أبو خطاب حيث لم تمنع فعالية أو أمسية ما قبل التقرير بكثير ومن يمنع لا يذكر بالقياس للمسموح، وهل الأمن كان يعلم بفحوى القصيدة حتى يتدخل لمنعها بالقوة ولو كان الأمر كذلك لقام باعتقال الشاعر قبل وصوله للمكان وإن حدث تدخل فهو لأمر أخر، ثم يناقض جمعه نفسه ويتحدث عن مجلة (28) والموجود منها نسخة بين يدي أقرأها من أجل القراءة والتي تصدر منذ عامين ولم تمنع رغم أنها لا تتوافق مع حركة حماس فكريا أو سياسيا أو إيديولوجيا، يتحدث جمعة عن أمسيات ومعارض تقام وهي كثيرة ولا تمنع بل يسهل لها العمل وأنا العالم بذلك والقائم عليه.

أما من يمشي جنب الحيط فهذا شأنه لأنه لا يملك الشجاعة للمواجهة فمن يعتقد أن الأمور مفروشة بالورد فهو مخطئ ومن يملك فكرا أو رأيا لتكن لديه الجرأة على الحديث دون خوف أو وجل طالما انه لا يطعن ولا يسب ولا يتلفظ بألفاظ نابية خارجة عن أخلاقنا وما تعارف عليه شعبنا.

نتعامل كوزارة ثقافة مع الجميع من مسافة واحدة لأننا نؤمن بأن الثقافة والأدب والفن ليست حكرا على احد، ونؤمن أننا مختلفون في كثير من الأمور، وأن هذا الاختلاف ظاهرة صحية وأبواب الوزارة مفتوحة للجميع دون تمييز وأسالوا من أردتم ، ما ارجوه أن نقول الحقيقة بعيدا عن شخصنة الأمور أو حب وكراهية ، لا نريد مجاملة أو شكر بل نريد مهنية تنصف الجميع بعيدا عن التحريض والتهويل المنطلق من عقد نفسية بعيدة عن الفن والأدب.

البث المباشر