لا يختلف اثنان على أن الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى الرغم من حداثة سنها، وقلة إمكاناتها، وتواضع خبراتها، إلا أن إنجازاتها عظيمة، ونجاحاتها كبيرة، حيث استطاعت أن تفرض حالة من الأمن والطمأنينة والنظام لم يشعر بها المواطن سنوات طويلة، كما أعادت حقوق يئس أصحابها من نيلها، وأغلقت المئات من الملفات والقضايا والمشاكل العالقة منذ سنوات، فهذا مواطن عادت له أرضه من مغتصبيها، وذاك استعاد حقه من مال وعقار وغيره، كما أن حالة العربدة والمحسوبية والعائلية والجرأة على القانون التي أعيتنا زمناً طويلاً لم نعد نراها.
لكن المشكلة تقع في ضعف التغطية الإعلامية لانجازات وأنشطة هذه الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الشرطة والأمن الداخلي، والأدهى من ذلك وجود ماكنة إعلامية بإمكانات كبيرة وأقلام مسمومة تعمل ليل نهار على تشويه صورة هذه الأجهزة وتقلل من نجاحاتها، وتضخم سلبياتها، بل وتختلق الأكاذيب لتلصقها بها، وبين ضعف إعلام هذه الأجهزة وقوة دعاية المغرضين تصل الصورة مشوهة للمواطن، لذا يجب أن نعمل جميعاً لتصحيح الصورة، فيكون هناك برامج دورية في الإعلام المرئي والمسموع، وتصدر مطبوعات خاصة كالمجلات والنشرات والصحف وتكثر التغطيات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية التي تبين إنجازات هذه الأجهزة وتربطها أكثر بالمواطن.
كما يجب على هذه الأجهزة ممثلة بوزارة الداخلية ألا تبقى رهينة للحملات المغرضة والتشويهية وتخرج للرد على الإشاعات المتتالية والتي يقف وراءها أناس ربطوا مصيرهم بمصير أعداء الشعب الفلسطيني, بل عليها أن تبادر دائماً بإيصال المعلومة الصحيحة للمواطن, وتهاجم المجرمين بحق شعبنا وقضيتنا وتكشفهم وتعريهم وتجعلهم دائماً في موضع الاتهام وتحت طائلة القانون.