يعمل الشاب السوري خلدون سنجاب لدى عدة شركات عالمية من سريره، في مجال برمجة أجهزة الحواسيب، وتركيب برامج الحماية ومديرا لـ"سيرفرات لينكس" منذ سنوات طويلة.
تعرض سنجاب وهو في الـ17 من عمره لحادث أثناء ممارسته السباحة على شاطئ مدينة طرطوس السورية، أدى إلى إصابته بشلل رباعي في جميع أنحاء جسده عدا عضلات الوجه، وشلل "الحجاب الحاجز"، جعله يستخدم جهاز تنفس اصطناعي بشكل دائم، ليبقى على قيد الحياة.
لا قيود تقيد أحلام وطموحات سنجاب، الذي يرى أنه بالإصرار والمثابرة والتحدي والتوكل على الله يمكن للإنسان أن يحقق ما يصبو إليه، قائلا بصوته الهامس "رسالتي للجميع هي أن على الإنسان أن يستغل وقته، وصحته، ليكون منتجا قبل فوات الأوان.
وضعت شاشة حاسوب قربه، وأمام شفتيه فأرة صُمّمت خصيصا لحالته، حيث يغوص نحو "عشرين ساعة يومياً" في ذاك العالم الافتراضي، عالم الإنترنت والبرمجة، مستخدما لسانه وشفتيه فقط.
صمم سنجاب تطبيقات كثيرة أبرزها المكتبة البرمجية -التي تستخدم لتصنيع تطبيقات ورسومات ثلاثية الأبعاد- وتطبيق لتعليم الصلاة، ومكتبة برمجية لحساب مواقيت الصلاة، وبرنامج خاص لمؤثرات الفيديو، وألعاب ثنائية وثلاثية الأبعاد، إضافة للوحة مفاتيح فعلية للكتابة باستخدام فأرة الحاسوب.
ويوضح سنجاب -الموجود حاليا في بيروت- أنه اضطر أيضا ليعكس طريقة تفكير عقله في تحريك الفأرة, وأضاف أنه "عندما وضعوا الفأرة أمام فمي باتجاهها الطبيعي، أصبح الجزء غير الفعال منها هو الأقرب إلى فمي فاضطررت لقلبها".
ويلفت إلى أنه يمتلك الكثير من المشاريع التي يرغب بتنفيذها في المستقبل وفق جدول زمني محدد، مشيرا إلى أن ما ينقصه قليل من الوقت، بعيدا عن العمل الرسمي.
وضع سنجاب الصحي لم يحرمه من أن يكون ربا لأسرة، فتزوج عام 2008 من "يسرا"، التي تقف دائما بجواره في أي مقابلة فخورة به، وموصلة صوته الهامس لمن حوله، ما يجعل سنجاب يعتبرها جوهرة، وملاكا أرسله الله إليه من السماء.
ولا تغيب جمل الحمد عن لسان سنجاب، الذي يعتبر نفسه يعيش بنعمة كبيرة، مردداً "طالما أنا على قيد الحياة، فأنا بنعمة عظيمة جدا، وطالما أن عقلي سليم فهذه نعمة أكبر من أي نعمة أخرى"، مشددا على حمد الله دائما "وأنا أدعوه أن يعافيني، بالرغم من أنني بنعمة كبيرة الآن".