أكدّ الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني، أن العملية التي شهدتها مدينة القدس، هي تعبير عن حالة السخط والغليان الجارية في الضفة المحتلة، بفعل انسداد الأفق في مسيرة القضية الفلسطينية وفشل عملية المفاوضات، عدا عن استمرار تهويد الضفة واعتداءات المستوطنين تحديدًا في المناطق المجاورة للمستوطنات.
وقال الشيخ صلاح في تصريح لـ، إن أجواء الغليان بالضفة تزداد يومًا بعد يوم، عدا عن خطورة ما تنذر به الأوضاع في القدس من انفجار قادم.
وأشار إلى أن أي تصعيد قد يقع فجأة من جانب الاحتلال في المدى القريب أو البعيد، فإن الأخير هو من يتحمل مسؤولية تبعاته، لا سيما في ظل ازدياد أجواء الاحتقان في المدينة.
وعرّج على سياسة الابعاد بالمدينة المقدسة والتي استهدفت ما يزيد عن ألف مواطن مقدسي من داخل الأراضي المحتلة، متوقعًا أن يصّعد الاحتلال من هذه السياسة، خاصة و"أنه لا يمضي أسبوع دون ابعاد مجموعة من المواطنين".
وأوضح ان الاحتلال يهدف للتعجيل بتهويد القدس بغرض السيطرة على الأقصى، معتبرا أن الاحتلال واهم إذا اعتقد أنه سينجح في فرض التقسيم الزماني والمكاني بالمدينة لإقامة هيكلهم المزعوم.
ورجّح الشيخ صلاح المبعد عن مدينة القدس منذ عام، وعن المسجد الأقصى منذ عام 2007م، بأن يمدد الاحتلال مدة ابعاده خلال الأيام القريبة.
يهودية الدولة
وفي سياق متصل، حذر الشيخ صلاح من خطورة تمرير أي مخطط سياسي يهدف للاعتراف بيهودية الدولة بما في ذلك المقترح الفرنسي، معتقدًا أن ذلك يعني الإقرار بمبدأ نكبة احتلال فلسطين.
وقال إن يهودية الدولة، تعنى "ترحيلنا نحن أصحاب الوجود الشرعي، وتحويلنا لغرباء ومجرد أصحاب وجود مؤقت وطارئ على هذه الأرض.
وأكدّ أن الإسرائيليين يتجهون نحو التضييق على فلسطينيي الداخل، فيما لا يملك الفلسطينيون سوى تبني استراتيجية الصمود والمواجهة، مستندين على ارادتهم واستثمار الأدوات القانونية والحقوقية لمواجهة الاحتلال وتوحيد لجنة المتابعة التي تمثل القوى السياسية بالداخل.
محكمة الجنايات
وإزاء ذلك، استبعد صلاح أن ترفع السلطة قضايا باسم فلسطينيي الداخل في محكمة الجنايات الدولية، مطالبًا إياها بضرورة التحرك الفوري لتفعيل قضايا تجريم الاحتلال، مبينًا وجود حراك حقوقي مدعوم بمراكز حقوقية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحقهم.
وعلى نحو متصل، طالب الشيخ صلاح بضرورة الإسراع في بناء منظمة التحرير على مبدأ الانتخابات المباشرة، كي تفتح الافاق بتمثيل الداخل الفلسطيني وتفعل دوره في الدفاع عن قضيته.
وأكدّ أن الوجود الفلسطيني لا يحتمل أي مقامرة من أي جانب فلسطيني، وينبغي أن تبحث القيادة سبل انقاذ الواقع بكل ابعاده في الأراضي الفلسطينية.
وأخيرًا، أعرب صلاح عن فخره بأسطول الحرية القادم إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، وقال إنه كان يتمنى المشاركة فيه، لكن الاحتلال حال دون ذلك.
وقد شارك الشيخ صلاح في اسطول الحرية الأول عام 2010م، ونجا من محاولة اغتيال آنذاك.