دقّت ساعة الصفر لإبحار قافلة الحرية الثالثة من أثينا اليونانية آخر أماكن انطلاقها، إلى قطاع غزة خلال الساعات المقبلة، بعدما أتمّت تجهيزاتها الكاملة.
ألف مشارك على رأس القافلة من شتى جنسيات العالم، من بينهم نواب أوروبيون وعرب، ورؤساء دول سابقين كالرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وقيادات اتحادات دولية، في محاولة منهم لكسر الحصار البحري عن غزة، والمطالبة بفتح ممر مائي بينها وبين العالم.
قيادة الاحتلال منذ اللحظة الأولى اطلقت وابل من تهديداتها لمنظمي القافلة والنشطاء، متوعدة بالتصدي لها، بعد إعطاء ما تسمى بالقيادة السياسية الضوء الأخضر لقيادة جيش الاحتلال، في محاولة عربدة جديدة كنظيرتها إبان انطلاق الأسطول الأول عام 2010م، وقد ارتكبت فيه (إسرائيل)، مجزرة بشعة راح ضحيتها 9 أتراك مدنيين.
ودفعت الحادثة الأولى بالعلاقات بين تركيا والاحتلال نحو الحضيض، إذ أعلنت الأولى عن قطع علاقاتها السياسية والدبلوماسية معها، وبات واضحًا حجم الفتور في العلاقة التي اشترطت انقرة مقابل استعادتها فك الحصار عن غزة بشكل كامل.
منظمو القافلة يدركون خطورة السيناريوهات التي تقف أمامهم من جانب الاحتلال، مستندين في الوقت ذاته على عدالة قضيتهم وسلمية موقفهم الذي من شأنه ان يفضح مزيدًا من هنجعية الاحتلال ويعريه امام الموقف الدولي، بتأكيدّ منسق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة زاهر البراوي.
وأشار البراوي في حديثه لـ"الرسالة نت"، إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة في مقدمتها أن يواجه الاحتلال القافلة بدموية، خاصة بعد إعطاء القيادة السياسية "لإسرائيل" الضوء الأخضر للجيش بمهاجمته، أو مهاجمتها لكن دون استخدام العنف، أو يستفيد الاحتلال من الدرس ويسمح للقافلة بعبور المياه الدولية.
وأكدّ أن المشاركين بالأسطول أنه ليس لديهم ما يواجهون به هذا المحتل سوى العمل السلمي، مضيفًا أن مقدرة الأسطول على حشد الطاقات الإعلامية والسياسية خلال الفترة السابقة في الساحة الأوروبية دليل نجاح كبير في تحقيق أهدافه.
وقال:" إن المتضامنين لن يكلوا عن أهدافهم، وسيستثمرون حماقات الاحتلال ضد الاسطول في المزيد من تعرية وكشف سوأة (إسرائيل)، مشددًا على أن معنويات المشاركين عالية ومرتفعة.
من جانب آخر، حذرت الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة من مغبة هجوم الاحتلال على القافلة، داعية المجتمع الدولي إلى ضرورة توفير الحماية للأسطول.
وأكدّ مازن كحيل رئيس الحملة لـ " للرسالة نت " أن ثمة مراسلات أجراها منظمو القافلة مع دول أوروبية وأجنبية، مشيرًا إلى أن جميع الدول الأوروبية ستشهد حراكًا جماهيريًا مناصرًا وضاغطًا امام السفارات الإسرائيلية من أجل الضغط على الاحتلال لعدم التعرض للقافلة.
وطالب كحيل الجامعة العربية بوصفها ممثلة لمجموع الدول العربية، بضرورة التحرك لحماية القافلة، والقيام بدورها في رفع الحصار عن القطاع، وهي دعوات كررتها منظمات حقوقية أعربت عن اسفها من الموقف العربي الصامت في وقت تتفاعل فيه النخب الغربية مع الحقوق الإنسانية لعدالة هذه القضية.
وخلال الاتصال بالأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية محمد صبيح، فضّل أن تبحث هذه المسألة بعيدًا عن أعين الاعلام، وفق تعبيره، دون ان يبدي سببًا لذلك.
وأكدّ القائمون على حملة كسر الحصار أن مساعيهم لن تتوقف بهذا الأسطول، وهو ما اكده أنور الغربي مستشار الرئيس التونسي السابق للرسالة، أن الاستعدادات بدأت فعلًا لتجهيز اسطول الحرية الرابع، في رسالة تحد واضحة للاحتلال، بأن المساعي لن تتوقف ما لم يكسر الحصار وللأبد عن القطاع.