يواصل نشطاء أسطول الحرية استعدادهم للإبحار خلال الساعات القادمة من الموانئ اليونانية، وذلك بهدف كسر الحصار عن قطاع غزة الفلسطيني.
وقال رئيس "حملة الوفاء" الأوروبية أمين أبو راشد إن أعضاء الأسطول درسوا جميع الاحتمالات بشأن ردود الفعل الإسرائيلية، و"هناك إصرار من أعضاء الحملة على الوصول إلى غزة".
وأضاف أبو راشد للجزيرة نت أن مئة شخصية ستشارك في الأسطول الذي تقف وراءه منظمات مجتمع مدني، "وبالتالي فإن سلاحه الوحيد هو الإعلام والحق القانوني الذي تحمله رسالته، ولم يقم بأي تنسيق أو ترتيب مع أي جهة رسمية".
خمس سفن
وأوضح رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة مازن كحيل أن الأسطول "يتكون من خمس سفن تحمل شخصيات سياسية واعتبارية، وستنطلق سفن منه من اليونان لتلتقي في عرض البحر بالسفينة السويدية التي انطلقت منذ فترة".
وأضاف أن السفن "تحمل مساعدات رمزية مثل الألواح الشمسية بهدف الإشارة لأزمة الطاقة التي تعاني منها غزة بعد عشر سنوات من الحصار، فالهدف الأول للحملة ليس مجرد إيصال مساعدات للقطاع، بل وضع قضية الحصار على أولويات الأجندة السياسية الدولية".
وذكر كحيل أن نجاح الأسطول "لا يقاس بوصوله إلى القطاع، فالأسطول نجح فعلا في توصيل رسائل إلى المعنيين قبل أن يبحر، مفادها أن هذا الأسطول في مهمة سلمية وأن من واجبهم أن يقفوا بجانبه ويضغطوا على إسرائيل لعدم التعرض له"، مضيفا أنهم مع ذلك لا يستبعدون "قيام إسرائيل بحماقة جديدة ضد النشطاء".
من جهته، اعتبر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي مشاركته في الأسطول "تذكيرا بمأساة حوالي مليوني فلسطيني محاصرين بدون وجه حق"، وقال للجزيرة نت إنه خلال العدوان الأخير على غزة، حاول من موقعه كرئيس لجمهورية آنذاك عقد لقاء على مستوى الرؤساء العرب، لكن المحاولة لم تجد استجابة، مما دفعه لاعتبار أن هناك تقصيرا كبيرا من الأمة بحق هذا الشعب المحاصر.
زمن اللجوء
ويرى المرزوقي أن المشكلة اليوم "هي أنه إضافة للاجئين الفلسطينيين أصبح هناك لاجئون سوريون ويمينيون وسودانيون وغيرهم، مما يستدعي هبة ضمير في الأمة العربية، ولا بدّ أن يتواصل الضغط على إسرائيل وأن تستمر محاولات فك الحصار، ومن المهم أن يكون العالم واعياً أن هذه مسألة حق".
واعتبر الرئيس التونسي السابق السلطة المصرية "مسؤولة كذلك بكل وضوح عن الحصار، فلو أنها تحملت مسؤوليتها ورفعت الحصار عن غزة لكان قد انتهى منذ فترة طويلة، كما أن على الدول العربية جميعا أن تسهم في إعمار القطاع".
في هذه الأثناء كشف نشطاء في العاصمة اليونانية أثينا عن سعي "عدة جهات استخباراتية" لمعرفة مكان وجود الأسطول، وقالوا إنهم تلقوا اتصالات هاتفية من جهات أجنبية طلب المتصلون خلالها معلومات عن مكان الأسطول حاليا وعن موعد انطلاقه وبعض التفصيلات بهذا الخصوص.
واعتبر النشطاء -الذين رفضوا ذكر اسمائهم- أن القصد من الاتصال "مشبوه"، وأن أي معلومات ربما ستصل في النهاية إلى جهات معادية للأسطول بهدف إفشاله أو إحداث أعطال في السفن المشاركة فيه".
الجزيرة نت