في رمضان الماضي كان العنوان الحرب على غزه بكل ما فيها من شموخ وكرامه وصمود .... في رمضان الحالي العنوان حكومة ووزراء ومستوزرين وفتاوى من الكثيرين، من له علاقة ومن ليس له علاقة، لا تبدأ بالدكتور المجدلاني ولا تنتهي بعزام وما بينهما من امين مقبول وجميل شحادة وقيس أبو ليلى ومصطفى البرغوثي والغريب أن جميع من ذكروا ومن لم يذكروا يريدون اداره الدفة بالطريقة التي يريدون، أو تلك التي تحقق مصالح خاصة باعتبار أن المدرسة الفلسطينية الجديدة يسودها أخلاق الشخص والفرد وليس أخلاق الصالح العام، فالخلاص الفردي دمار جماعي .
أريد أن اذكّر الجميع أن تشكيل الحكومات كما جردت العادة والقانون وبالعرف تتم من خلال الرئيس والرئيس فقط الذي يكلف أحدا ما بذلك، اما أن تأتي اللجنة التنفيذية وأمناء عام الفصائل وأقاربهم ليقرروا أو يتحدثوا حول هذا الشأن فباعتقادي أن هذا يجرنا إلى متاهات نحن في غنى عنها في ظل الأزمات المركبة التي نعيش والغريب أن هناك وكما قيل لجنه من اللجنة التنفيذية كلفت بذلك وهذه اللجنة هي التي اختارت الزميل عزام الأحمد ليرأسها وهو ليس عضوا باللجنة التنفيذية .... أليس هذا غريبا ويدل على ثقة أعضاء اللجنة التنفيذية بأنفسهم واعتدادهم بقيادتهم
بالأمس كان شرط لوجود أي حكومة أو تشكيل أي حكومة أن يكون 80% من وزرائها من أعضاء المجلس التشريعي، وللعلم فالمجلس تنازل عن هذه الصيغة تحت باب تقاطع المصالح، اليوم أدخلت صيغه حكومة وحده وطنيه من الفصائل وقطعا الكثير منها لا يمتلك إلا أمينها العام وهؤلاء قطعا لديهم تقاطع مصالح ... الكثير منهم رأى أن يأخذ منصبا تحت مسمى رتبه وزير ليتقاضى راتب وزير ابدي ويورثونها لأطفالهم لان قسم منهم بدأ برحله زواج جديدة وإنجاب أطفال صغار جدد .
فتح تتحدث وحماس تشترط وبعض الفصائل يقطع بعدم مشاركته وآخرون يتلهفون لذلك ..بالأمس كان د. سلام فياض، وصفق له الكثيرون واعتبروا أن حكومته هي الأفضل واليوم يلاحق تحت دعاوي يفهمها البعض ولا يفهمها الكثيرين بين يوم وليله من رئيس وزراء يغلق الجمعيات ويحجز أموالها الى رئيس جمعيه محجوز عليها وعلى أموالها ... أليس هذا غريبا !!! واليوم د. رامي الحمد الله رئيس حكومة التوافق الوطني وأيضا صفق له كل الساعين لتبديله برئيس جديد ويتعرض يوميا لحمله تشهير لا أساس لها من الصحة سوى إسقاط رغبات هذا أو ذاك من الطامعين والحالمين والغريب انهم جميعا لهم حظوة عند الرئيس كما لرئيس الوزراء نفس الحظوة .
أي مستوى وصلنا إليه كساسة وقياده ونواب ومستوزرين أليس بيننا راشدا واحدا يدلنا على أخلاق الصالح العام !!!
برمضان الماضي الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفئاته كان يخرج يوميا قبل الإفطار وبعد الإفطار للشوارع متظاهرا ومؤيدا للمقاومة وصواريخها وإبطالها وشهدائها وجرحاها ولم نشاهد أحدا من الذين يفتون في أمر الحكومة تواجد في مسيره رغم أننا جميعا استمعنا لبيان يتيم اعتقدنا انه بيان رقم واحد للتحرير وطلاق كامل مع المفاوضات ونهجها وان ما قبل الحرب غير ما بعدها .
في رمضان الحالي الشعب لا يبالي من سيرحل ومن سيأتي من الوزراء والمستوزرين لأنه من كثرتهم لا يعرف أسمائهم وحتى لم يعد يهتم بارتفاع الأسعار الجنونية وقله ما باليد، ما نريده اليوم هو قياده جماعية تأتي مره أخرى عبر صندوق الاقتراع بعد أن سقطت كل الشرعيات عن كل القيادات فهم سيذهبون والشعب باق وكذلك القضية .
كلمتي الأخيرة للسيد الرئيس أبو مازن، آمل أن تختم فصل ألازمه بالدعوة الصريحة والواضحة لانتخابات عامه بموعد محدد فمن أراد المشاركة فليشارك ومن يمتنع فهو حر بذلك رغم حرصنا على مشاركه الجميع .