معركة البقاء وخشية المصير السبب الاساسي

صراع السلطة يدخل مرحلة "جزّ الرقاب"

أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه
أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه

الرسالة نت- محمود هنية

تتنامى الصراعات بشكل ملحوظ داخل اروقة السلطة الفلسطينية في الآونة الاخيرة، خصوصا بعد اقالة أفراد ومحاولات اعتقال واستدعاء لقيادات كانت لوقت قريب أطفال مدللة بالنسبة لرئيس السلطة محمود عباس.

وبعد يومين من اغلاق مؤسسة تابعة لـ"سلام فياض" رئيس وزراء عباس السابق، واستدعائه للتحقيق، طال الدور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والذي اعفاه عباس من منصبه، وقد علم الرجل الخبر عبر وسائل الاعلام، دون أن يبلغ بذلك بشكل رسمي، ما يفصح عن فصل جديد من فصول الصراع المحتدم داخل المنظمة.

وحرص عباس لوقت قريب أن يقصي خصومه بصمت، غير أن حالة العداء تجلت للعيان، في نظرة لا تخطئها عين المراقبين، بعدما تحولت سياسة الصمت إلى سياسة جز الرقاب وكسر العظام، وفق توصيف المراقبين.

وقبل اقالة عبد ربه حجز على مال فياض، ومن قبل كان الصراع على أوجه بين عباس وغريمه السياسي المفصول من حركة فتح محمد دحلان. ويوجه عباس اتهاما لعبد ربه بالتآمر مع دحلان ضده، وقد فجر ابو مازن في خصامه حيث همّش نوابًا وقيادات حسبت على تيارات اخرى داخل الحركة، بل وصل الامر لاعتقال إبراهيم خريشة امين عام المجلس التشريعي وبسام زكارنة عضو المجلس الثوري، وقيادات أخرى.

عبد ربه تهجم في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، على قرار عباس وقال إنّ الأخير يمارس عملية اقصائية غير مقبولة، متحديًا قراره بأنه لا يملك الصلاحية التي تخوله باتخاذ قرار كهذا.

وعزا عبد ربه موقف عباس لحالة الخصومة والافتراء التي غذّتها أطراف مناوئة له داخل السلطة، وفق تعبيره، قائلًا " عباس يكره من ينصحه ويشكّ في كل شيء، هذا منطقه بالتعامل".

وقلل من أهمية هذا القرار تحت بند " القانون بيننا"، ولن "يسمح لأبو مازن بممارسة دكتاتورية ضده"، لأن موقفه " شخصنة للخلافات، وعربدة على القوانين".

قبل ذلك تفشت حالة الخلاف بين الطرفين، بعدما كشف محضرّ اجتماع عقد بين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه، وعضو اللجنة حنا عميرة، وصف فيها عبد ربه عباس بالدكتاتوري وقال إنه يتعمد افشال مشروع السلطة في مجلس الامن، وشنّ عليه انتقادً لاذعًا.

ويؤكد الدكتور محمود العجرمي مستشار وزير الخارجية السابق، أن الخلاف بين الرجلين قديم، إذ يتهم عباس بأن عبد ربه كان يعمل "جاسوسًا" لدى عرفات في المفاوضات السرية التي كان يجريها عباس مع الإسرائيليين.

وقال العجرمي لـ"الرسالة نت"، إن أبو عمار كان يستخدم عبد ربه للتجسس على أبو مازن ابان لقاءاته العديدة في مباحثات "عباس_بيلن" التي تعلقت بملف اللاجئين، وكشفه آنذاك أبو مازن، مشيرا إلى أنه حاول ابعاده بعد وفاة عرفات وتوليه الرئاسة، الا انه اعاده ضمن الأدوات التي تستخدم " في ملفات قذرة"، خاصة بعد تورطه في مباحثات لتصفية قضية اللاجئين بجنيف.

وأرجع العجرمي موقف عباس إلى شعوره بأن عبد ربه هو جزء من الفريق الذي يتآمر عليه مع محمد دحلان، تحديدًا في ظل الحديث عن نشاط دولي ترعاه بعض الدول الإقليمية للبحث عن بديل عباس.

وقال إن ما يحدث هو صراع سلطوي وليس مبدأي قائم على خلاف تقاسم النفوذ بين عناوين فريق السلطة، تحت مسمى " أصدقاء الماضي أعداء الحاضر".

وكانت مصادر سياسية قد كشفت عن وجود توجه لإبرام لقاء في شرم الشيخ، للبحث عن بديل لعباس، تزامنًا مع نشر تقرير لصحيفة واشنطن بوست من 50 صفحة تناول فيه السير الذاتية لأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، والحديث عن ايهما اقرب فرصة لتولي منصب نائب عباس أو خلفًا له.

وذهب الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح، للتأكيد بأن ما يجري هو تعبير عن حالة التآكل داخل منظمة التحرير، واصفًا إياه بـ"بتآكل عصابة السياسيين"، خاصة أن أغلب شخصيات اللجنة التنفيذية لم تعد تعبر عن قواعد حية في الشارع وقد وصلت إلى حائط مسدود.

واعتبر قاسم، خطوة عباس بالتعبير عن الأزمة التي تعيشها السلطة سياسيًا واداريًا، عدا عن ازمة عباس الشخصية التي تتمثل في خشيته من اعداد فريق بديل عنه، معتبرًا أن هذه الخطوة بمنزلة ضربة استباقية ليصل بأقل الخسائر الممكنة في معركة البقاء التي يقودها.

البث المباشر