قائمة الموقع

مقاومة غزة "كَوَت وعْي" الاحتلال وفرضت معادلات جديدة

2015-07-02T09:11:13+03:00
صورة قسامي بجانب قاذفة صواريخ
الرسالة نت - لميس الهمص

تخطت ارتدادات الحرب (الإسرائيلية) على قطاع غزة سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا حدود القطاع، وشغلت الرأي العام الدولي، الذي بات يدرك أن أحوال غزة لا يمكن أن تبقى على حالها بعد ثماني سنوات من الحصار. 

بعد عام على العصف المأكول، بدأت معالم المعادلة الجديدة التي فرضتها فصول الحرب بالظهور بعد أن كان للاحتلال اليد الطولى وهو الآمر والناهي في المنطقة منذ تاريخ نشأته.

الجانب العسكري كان اللاعب الأساسي في تلك المعادلة، خاصة وان النتائج العسكرية للمعركة خلفت آثارا عميقة بين المحتل والمقاومة الفلسطينية.

للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع العدو (الإسرائيلي) تتحقق قوة الردع رغم حجم التضحية التي قدمها الغزيون، وفي تغير استراتيجي واضح بات الاحتلال لا يؤمن بجدوى الحل العسكري مع قطاع غزة وهو الأمر الذي بدا واضحا في تصريحات العديد من قيادات دولة الاحتلال منهم رئيس إدارة عمليات الجيش (الإسرائيلي) المنتهية ولايته الجنرال يواف هار إيفين، والذي استبعد جدوى الحل العسكري لمشكلة قطاع غزة، بعد قرابة عقد من العمل العسكري ضد قطاع غزة، منذ خروج قوات الجيش (الإسرائيلي) من القطاع في عام 2005.

وقال إيفين في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إنه ليس هناك حلول عسكرية لمشاكل سياسية، هناك دائما حلول مجتمعة، استخدام القوات العسكرية جزء من السياسة".

تلك التصريحات تمثل تغيرا جذريا في نبرة الاحتلال في التعامل مع القطاع، في ظل عدة مظاهرات شهدتها مدينة (تل أبيب) المحتلة تطالب بإيجاد حل سياسي بعيد الأمد في غزة.

حرب العصف المأكول هزت عمق الاحتلال وجبهته الداخلية التي كانت في مأمن على الدوام حيث اعتاد الاحتلال أن يخوض حروبه في ارض أعدائه دون المساس بمواطني دولة الاحتلال وهو الأمر الذي حدث لأكثر من مرة في لبنان وتونس والسودان من خلال اقتناص الأهداف بعيدا عن أي تأثيرات تطاله.

هذه المرة كان الأمر مختلفا فـ(إسرائيل) لم تستطع تأمين جبهتها الداخلية ولم تقف صفارتها عن الدوي طول واحد وخمسين يوما، كما أصيب عصب حياتها بعد أن شلت مرافقها الحيوية في أول مرة في تاريخها، وهو الأمر الذي مثل حالة "كي وعي" لمواطنيها.

رئيس الشاباك (الإسرائيلي) السابق، يوفال ديسكين اعترف بذلك وأقر بفشل جيش الاحتلال قائلا من يكرر مصطلح "كيّ الوعي" عليه أن يفحص بصدق كيف تم "كي وعي" إسرائيليين كثيرين اضطروا إلى إخلاء بلدات بأكملها في الجنوب.

واعترف بخيبة الأمل (الإسرائيلية) من عدم قدرة "أقوى جيش في الشرق الأوسط والمسلح بأفضل الأسلحة" على هزيمة "منظمة في بقعة صغيرة" خلال أكثر من 50 يوما من القتال، مقترحا البحث عن بدائل سياسية.

الدعوات للبحث عن حلول سياسية بدأت دولة الاحتلال بتطبيقها فعليا على أرض الواقع وذهبت تجري بحثا عن وسطاء إقليمين ودوليين لتمديد عمر التهدئة، وبعدما كان الاحتلال دائما يضع شروطه، بدأ الآن يفكر بالطريقة التي سينفذ بها شروط المقاومة الفلسطينية في ظل تحذيرات ومخاوف نقلها موقع واللا العبري من ان المواجهة العسكرية ربما لن تبقى على أرض قطاع غزة.

ونقلت مواقع عبرية أن المنطقة المتاخمة لحدود غزة بمسافة 10 كم بدت ساقطة أمنيا، واشتكى عدد من المستوطنين مؤخرا من سماع أصوات حفر في باطن الأرض ولم تنجح جهود الجيش (الإسرائيلي) في تهدئة روعهم.

الفشل الأمني والذي بات يلاحق دولة الاحتلال منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة انعكس على الوضع السياسي والاقتصادي لذا تحولت سياسات الاحتلال بشكل استراتيجي، وبدى مقتنعا بعدم تجاهل حركة حماس.

في ذات الوقت بدأت أطراف اقليمية ودولية تصل إلى ذات القناعة، كما ترى أنه من الصعب تمرير أي اتفاق سياسي دون أن تكون حماس جزء أساي فيه، فتحولت الشروط التي كانت تهدف لعزل حماس قيدا على أصحابها، لذا بدت غزة مزارا لعدد من الدبلوماسيين والمبعوثين الأمميين ووزراء الخارجية مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط توني بلير والذي ارتبط اسمه لسنوات بعذابات غزة.

أما على الصعيد الداخلي لأبعاد الحرب الاستراتيجية فأظهرت تلك التجربة أن خط المقاومة في تصاعد بينما يتراجع المفاوض الفلسطيني، وهو الأمر الذي قد يغير مسار القضية الفلسطينية بعد أكثر من عشرين عاما من المفاوضات دون جدوى.

الحرب الأخيرة أظهرت مسارا جديدا قادرا على التغيير والتأثير، خاصة وان كل نتائج الحرب لم تظهر بعد فهناك الكثير من الأمور التي لم تتضح خصوصا في ملف الأسرى الفلسطينيين الذين وعدت المقاومة لأكثر من مرة بفك قيدهم، وذلك بمقابل الكشف عن الصندوق الاسود الذي تمتلكه. وان حصل ذلك فعلا، فهذا يعني ان المقاومة استطاعت أن تصنع نصرا حقيقياً، في المقابل ستضطر (إسرائيل) لوضع رأسها في التراب.

اخبار ذات صلة