قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد عام على حرب غزة

اخفاق (إسرائيل) في الحرب يدفن رأسها في التراب

جنود الإحتلال الإسرائيلي بعد عودتهم من الحرب (الأرشيف)
جنود الإحتلال الإسرائيلي بعد عودتهم من الحرب (الأرشيف)

غزة-ياسمين ساق الله

أحدث العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة تحولات مهمة داخل الكيان الصهيوني الذي خرج خاسرا بعد مواجهة استمرت واحد وخمسين يوما مع المقاومة التي بدورها كشفت عورة الردع (الإسرائيلي) رغم التدمير الشديد الذي احدثته هذه الحرب في غزه.

ومع اقتراب الذكرى الأولى للعدوان ما زالت (إسرائيل) تعترف بفشلها في تحقيق أهدافها المعلنة لعدوانها على القطاع ومنها تدمير سلاح المقاومة والانفاق بحجة جلب الهدوء لسكان المستوطنات المحاذية لغزة.

غزة لم تتغير

حرب غزة بشهادة القادة العسكريين والأمنين غيرت لدى الكيان معايير الصراع وافقدته مكانته بالمنطقة كقاعدة متقدمة في حماية مصالحه ومصالح الأخرين كالولايات المتحدة والغرب ما أفقده هذا الواقع الهيبة العسكرية التي دوما يفتخر بها.

الخبير العسكري (الإسرائيلي) يائير ليفي يؤكد أن مظاهر فشل جيش الاحتلال في حربه على غزة كثيرة أهمها عدم تحقيقه أهدافه، وقال: "المقاومة ما زالت تطور امكانياتها وقدراتها الصاروخية ما يعني أن قوة الردع في غزة لم تتغير بل تصاعدت رغم أنف (إسرائيل) ".

وحسب ليفي فإن الحرب على غزة أحدثت حالة من السخط العالمية ضد القوة المفرطة التي استخدمها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، حيث بات العديد من كبار القادة العسكريين في الجيش (الإسرائيلي) عرضة للملاحقة أمام المحاكم الدولية ما يثير ذلك حفيظة العدو.

كما أوضح أن أكثر من يغيظ الكيان الصهيوني خروج حماس قوية من الحرب واستطاعتها رغم العمليات العسكرية المحافظة على كيانها وقوتها وبقائها في غزة، مؤكدا أن الحرب أثبتت مجددا أن (إسرائيل) لم تعد تمتلك قوة ردع كافية في صراعها مع الفلسطينيين.

وعلى ما يبدو وفقا لبعض المراقبين فإن العدوان الأخير على غزة خلق تحولات مهمة داخل الكيان الصهيوني أثرت على الوضع الداخلي لحكومة بنيامين نتنياهو التي قادت العدوان ما أدى إلى تراجع شعبيتها واظهار ضعف رئيسها بعد وصول ضربات المقاومة الفلسطينية للداخل المحتل.

ووفقا للمختص في الشأن (الإسرائيلي) عمر جعارة، فإن انتصار المقاومة في الحرب الأخير أفقد (الإسرائيليين) الثقة بقيادتهم السياسية والعسكرية بالإضافة إلى زيادة عدم شعورهم بالأمان والتفكير بالهجرة إلى الخارج.

يوضح جعارة أنه ومنذ انتهاء الحرب أصبح الرأي العام (الإسرائيلي) يدرك جيدا نقاط ضعف جيشه الذي فشل في انهاء المعركة مع المقاومة بعد بدايتها، قال: (إسرائيل) أخفقت كثيرا بعدوانها على غزة فهي تملك قرار البدء ولكنها لا تسيطر على نقطة النهاية بفعل قدرات المقاومة المتطورة ".

لم تعد كالسابق

وبحسب مراقبين، فإن الاحتلال يعتبر العدوان الأخير الأخطر من حيث الأهداف والطموحات (الإسرائيلية) وحجم الخسائر والتدمير الذي لحق بالقطاع بالإضافة إلى حجم الخسائر على الجانب (الإسرائيلي) وفشل الحكومة (الإسرائيلية) في توفير غطاء سياسي يفسر أسباب العدوان.

فـ(إسرائيل) كما يشير المختص بالشأن (الإسرائيلي) سعيد مضيه فشلت خلال الحرب في فرض واقع سياسي جديد يقود إلى عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتقويض تجربة المصالحة وإفشال حكومة التوافق الوطني.

لذا من المؤكد وفقا لمضية أن (إسرائيل) لم تعد قادرة على أخذ قرار الحرب والانتصار على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية كما كان سابقا، وقال: "هي تفكر كثيرا قبل شن الحرب وتداعياتها على كافة المستويات وخاصة الدولية لاسيما بعد تهرب العديد من الدول الأوروبية من دعمها لأي عملية عسكرية ضد الفلسطينيين".

ويشير مضية، إلى أن الاحتلال خرج من هذه الحرب وهو يعلم تماما أن تطور قدرات المقاومة بغزة بات يشكل عاملا كبيرا في دفع (إسرائيل) ثمنا سياسيا وعسكريا خلال أي مواجهة قادمة.

وفي السياق ذاته أجمع المختصون على أن الاحتلال كان يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية من

عدوانه الأخير على غزة من أبرزها سلب شرعية المقاومة وجعلها حالة منبوذة فلسطينيا وعربيا واختبار طبيعة العلاقة بين مصر و(إسرائيل) بعد الثورة وحدود ضبط النفس لدى القيادة المصرية وشعبها بعد الربيع العربي، اضافة إلى المسّ بالروح المعنوية لفصائل المقاومة وإفقادها ثقتها بنفسها وتقليص قدرتها على المشاركة في معارك مستقبلية ضد (إسرائيل).

البث المباشر