قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: مستر هاترك.. عباس..!!

عماد توفيق
عماد توفيق

عماد توفيق

كلمة هاترك التي ننطقها بالعربي ويتم استخدامها كثيرا هي عبارة عن مصطلح انجليزي يتكون من كلمتين: Hat وتعني قبعة، وTrick وتعني خفة الحركة او الخدع أو الالعاب اليدوية.

 أُطلق المصطلح في البداية على الخدع والالعاب اليدوية والتي تؤدى باستخدام قبعة الرأس، ثم تطور المفهوم وأصبح يشمل المناورات ذات المهارات العالية خاصة في المجال السياسي، واخيراً اصبحت تطلق على اي ثلاث نقاط ناجحة في غالبية الالعاب الرياضية بما في ذلك تسجيل ثلاثة اهداف بواسطة لاعب واحد في مباراة واحدة في كرة القدم، بينما يطلق اسم سوبر هاترك على من يحرز 4 اهداف، فيما يحتل لقب مستر هاترك من يحرز 5 اهداف.

الرئيس محمود عباس المولود عام 1935م من القرن الماضي، الخيار (الإسرائيلي) لوراثة الراحل ياسر عرفات، هو الرئيس الثالث للسلطة منذ 15 يناير 2005 ولا يزال في المنصب رغم انتهاء ولايته دستوريا في 9 يناير 2009.

أصبح محمود عباس يستحق وعن جدارة لقب مستر هاترك، فهو يحتكر أعلى خمس مناصب في السلطة:

1-  رئيس السلطة الفلسطينية.

2- رئيس دولة فلسطين.

3- رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

4- رئيس حركة فتح.

5- امين سر اللجنة التنفيذية، قبل ان يسندها لاشبينه المخلص صائب عريقات.

يقولون ان عباس يضم بين جنبيه روح ياسر عرفات الدكتاتورية، حيث احتفظ عرفات لنفسه بكافة المناصب العليا ولكن للأمانة ليس بهذه الفضاضة التي يمارسها محمود عباس.

عباس كعرفات يعترف "بإسرائيل" وبأحقيتها في الوجود على الأرض التي احتلتها قبل 1967، وقد كان أول رئيس وزراء في السلطة في الفترة ما بين مارس إلى أكتوبر 2003، حيث استقال بسبب خلافات بينه وبين ياسر عرفات حول الصلاحيات، وقد قاد قبل ذلك المفاوضات اوصلتنا الى نفق اوسلو المظلم.

خلافا لعرفات أعلن عباس تنازله عن حقه في العودة الى صفد التي ولد فيها، ورغم ان ياسر عبد ربه يشاركه وجهة النظر بالتنازل عن حق العودة، الا ان عباس لم يشأ ان يحتل ياسر عبد ربه مكانه حال موته، علما ان تعيين عباس امينا لسر المنظمة عام 1996 جعله الرجل الثاني عمليا في ترتيبه القيادة الفلسطينية.

يقول محمود عباس أنه ضد المقاومة والكفاح المسلح، وضد الانتفاضة المسلحة، وضد إطلاق الصواريخ من غزة، وضد العمليات الاستشهادية والتي يصفها بالانتحارية، ومن الأقوال التي لن ينساها التاريخ لمحمود عباس "وأقول للمخابرات أي واحد بشوف أي واحد حامل صاروخ يضربه يقتله يطخة منيح هيك".

توقع الشيخ أحمد ياسين عام 1999م أن يتولى عباس مقاليد السلطة خلفاً لياسر عرفات، أي قبل تولي عباس الرئاسة بست سنوات، كان ذلك خلال لقاء مع الجزيرة، عندما سأله المذيع: عمن سيخلف عرفات في السلطة؟ فأجاب: "هناك أسماء مطروحة في الداخل، منها محمود عباس وأحمد قريع، وأنا في رأيي أن الذي يخلفه هو الأكثر طواعية في يد أمريكا ويد (إسرائيل)، والراجح أن المراهنة تمشي بأن يكون محمود عباس هو الخليفة، لأنه صاحب اتفاقية أوسلو ورجل الاتفاقات والمحادثات، فهم مطمئنون أن يظل في الطريق".

إقالة عباس لعبد ربه جاءت بعد قيام أجهزة الأمنية بمداهمة مكاتب جمعية قريبة من سلام فياض للاشتباه بضلوعها في قضايا فساد، حيث قرر القضاء فيما بعد براءة الجمعية من تهم الفساد.

"مؤامرة لتقويض السلطة" هي التهمة التي وجهت لعبد ربه، وهي تهمة سريالية ليس من المستوعب ان توجه لمن كان حتى زمن قريب من الأزلام الأكثر قربا من عباس.

لكن بالمجمل لا يمكن فصل هذه القضية عن قضية خلافة الرئيس الذي تخطى عتبة الثمانين عاما، والذي ازدادت معدلات زياراته لأطبائه في العاصمة الأردنية.

منذ تخطى الحديث عن خلافة الرئيس دوائره المقربة والمغلقة، الى الحديث وبشكل واسع على مستوى الإعلام والشارع والقيادات، تعالت الأصوات في أوساط القيادات والنخب الفتحاوية بضرورة تعيين نائب للرئيس لضمان سد الطريق على حماس من جانب، ولتفويت الفرصة على مزيد من الصراعات الداخلية في حركة فتح المتشظية من جانب آخر.

وكياسر عرفات يرفض عباس الخوض في قضية تعيين نائبا له، ما ينذر بسقوط السلطة في أزمة دستورية وسياسية مع حماس، حيث يتيح القانون الفلسطيني لرئيس المجلس التشريعي (عزيز دويك) تولي المرحلة الانتقالية خلفا لعباس، وممكن ان يظل دويك رئيسا للمرحلة الانتقالية حتى تتفق القوى السياسية المنقسمة على نفسها على اجراء انتخابات جديدة، الامر الذي ينذر بمرحلة انتقالية طويلة.

خطوة عباس الانقلابية على ياسر عبد ربه الذي كان يعد من أبرز حلفائه تعد مؤشر بارز على سيطرة عباس على زمام القيادة بشكل كامل، واشارة قوية من عباس للجميع بانه لن يقع في الفخ الذي وقع فيه سلفه ياسر عرفات عندما اجبرته الضغوط الدولية والداخلية على تعيين عباس رئيسا للوزراء ومنحه جزء مهم من صلاحياته، وان الحديث عن نائب او خليفة له يجب ان يتم من خلاله وبموافقته، وليس عبر الضغوط عليه.

يلاحظ ان الرئيس عباس يقوم في الآونة الاخيرة بإغلاق الباب بإحكام امام كل الطامعين في خلافته بداية من محمد دحلان، مرورا بسلام فياض وليس انتهاء ربما بياسر عبد ربه، حيث لا يتصور عباس نفسه محمولا في نعش يسير خلفه رئيس آخر، كما سار هو خلف نعش ياسر عرفات، ليبقى الشعب اسير المحبسين، محبس الاحتلال ومحبس الاحتمالات

البث المباشر