أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "خيبة أمله الكبيرة" لعدم سريان هدنة إنسانية توسطت فيها المنظمة الدولية في اليمن في مطلع الأسبوع، وسط استمرار المواجهات على الأرض بين قوات المقاومة الشعبية وجماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقال سيتفان دوجاريك -المتحدث باسم بان كي مون- للصحفيين إنه "رغم الضربات الجوية المستمرة ورغم القتال فإن زملاءنا في مجال الإغاثة الإنسانية وشركاءهم تمكنوا من توصيل بعض المساعدات الحيوية لسكان اليمن اليائسين".
وأضاف -في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك الاثنين- إن "هناك اتصالات أجرتها الأمانة العامة مع كبار المسؤولين السعوديين بشأن الهدنة الإنسانية، ولا تزال الاتصالات جارية حتى اللحظة".
وأكد أن المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، "كان قد حصل على التزامات من جميع أطراف الأزمة بشأن الهدنة الإنسانية"، كما أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أخبرهم أنه "تحدث مع السعودييين بشأن الهدنة الإنسانية".
وبيّن المتحدث باسم بان "لا أعتقد أنه بالإمكان توجيه اللوم إلى الوسيط الأممي وإنما يجب أن نشير إلى هؤلاء الذين يحملون السلاح، نحن لم نتسرع أبدا في الدعوة إلى الهدنة، ومستمرون في دعواتنا بضرورة تنفيذ وقفة إنسانية".
هدنة وموقف
وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن بدء هدنة إنسانية منتصف ليل الجمعة تستمر حتى العيد.
يشار إلى أن الحكومة اليمنية الشرعية لم تعلن رسميا موافقتها على هذه الهدنة التي لا تستجيب لشروطها، ولم تتقدم بطلب إلى التحالف لوقف الغارات، في حين استمرت المواجهات المسلحة بين الأطراف المتقاتلة.
وبحسب الأمم المتحدة فإن 80% من السكان -أي 21 مليون شخص- يحتاجون للمساعدة أو الحماية وأكثر من عشرة ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي أوقع أكثر من ثلاثة آلاف ومئتي قتيل نصفهم من المدنيين منذ أواخر مارس/آذار الماضي.
فشل وغضب
يأتي ذلك في الوقت الذي يحتدم فيه غضب اليمنيين إزاء فشل الهدنة الإنسانية، إذ استمرت الغارات والقتال على الأرض في ظل تدهور مستمر للأوضاع الإنسانية.
من جهته قال ياسر منير مبارك، وهو أحد سكان مدينة عدن "ليس هناك هدنة إنسانية، أين هي الهدنة والقصف متواصل على بيوتنا؟".
أما الناشط الحقوقي محمد مساعد فصرّح لوكالة الصحافة الفرنسية "لم تصل أي مساعدات إنسانية إلى عدن منذ إعلان الهدنة".
وأضاف أن "عدن تعيش مجاعة وهي بحاجة إلى هدنة لكن من نوع آخر، وليس هدنة إسماعيل ولد الشيخ (المبعوث الأممي) وإنما هدنة ترفع الحصار عن عدن بما يسمح بدخول المساعدات سواء عبر البر أو البحر".
أما ردفان الدبيس فقال إن "الهدنة فشلت تماما ولم يعد هناك شيء اسمه هدنة".
الجزيرة نت