قائمة الموقع

جدل إسرائيلي حول شكل صفقة التبادل المرتقبة

2015-07-14T07:30:43+03:00
عائلة "إسرائيلي" مفقود في غزة
الرسالة نت- فادي الحسني

يثور جدل واسع داخل (إسرائيل) حول شكل وصورة صفقة التبادل التي يمكن أن تبرم مع حركة حماس، خصوصا بعدما قالت مؤخرا أنها فقدت مواطنين اثنين لها داخل غزة، وتخشى أن يلوي فقدان هذين الشخصين ذراع الكيان ويدفعه تجاه دفع ثمن باهظ مقابل اطلاق سراحهما.

يأتي هذا الجدل في الوقت الذي اعربت فيه المنظومة الأمنية الاسرائيلية، عن نيتها عدم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل المدنيين اللذين فُقدا في غزة، حيث أن المحلّلين العسكريين في (إسرائيل) مُجمِعون على أنّ حكم الاثنين ليس كحكم الجنود المقاتلين، فيما لم تعط حماس اجابة واضحة حول امكانية أن يكون هذان المفقودان بحوزتها.

ورفض رئيس دائرة العلاقات الخارجية في "حماس" أسامة حمدان، الخوض في أرقام واعداد جنود الاحتلال المأسورين لديهم، موضحا أن شروط حركته للدخول في أي مفاوضات حول الجنود، هو اعلان الاحتلال بشكل دقيق عن عدد جنوده المفقودين، وتقديم اشارة واضحة باحترامه للمفاوضات، والتزامه بالصفقة السابقة وإطلاق سراح جميع الأسرى الذين تم اعتقالهم من محرري صفقة وفاء الأحرار.

وفي وقت تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية عن نية (إسرائيل) اجراء مفاوضات منفصلة حول إطلاق سراح مدنيّين فُقدوا في غزة وحول إعادة جثث الجنديَين "آرون شاؤول" و"هدار غولدن"، واللذين اختفيا في الحرب على القطاع قبل عام، أشار حمدان إلى أن محاولات الاحتلال التذاكي عبر إرسال أطراف دولية للحصول على أي معلومة حول جنوده المختطفين أو بث الاشاعات، أمر مرفوض.

وتتفق وجهة نظر المحلّلين العسكريين في (إسرائيل) على أنّه يحظر على الحكومة الإسرائيلية دفع ثمن باهظ على شكل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين كبار مقابل إطلاق سراح مدنيين اسرائيليين، داعين للتشدد تجاه المفاوضات مع حماس، وفق ما نقلته وسائل اعلام عبرية.

وقد تتعارض وجهة النظر هذه، مع موقف (اسرائيل) السابق فيما يتعلق بصفة وفاء الاحرار التي استمرت مباحثاتها خمس سنوات من عمر احتجاز الجندي "جلعاد شاليط"، حيث رضخت لشروط المقاومة في الافراج عن ألف أسير، وسبقهم الافراج عن 25 أسيرة بمقابل فيلم من دقيقتين يعطي اشارة إلى أن شاليط على قيد الحياة.

ولهذا يركز المحلّل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، "ألكس فيشمان" على ضرورة التشدد في التعاطي مع مفاوضات الاسرى، مطالبا بضرورة وضع حدود لعدد الاسرى الفلسطينيين الذين يجب أن يفرج عنهم مقابل الإفراج عن الاسرى لدى حماس، وذلك خشية من النزول عند رغبة المقاومة وكسر شوكة (اسرائيل).

ويحاول الاحتلال خلط الأوراق من خلال دمج ابرام صفقة تبادل مع توقيع اتفاق تهدئة في قطاع غزة، وذلك لدفع أقل الأثمان، غير أن حماس ترفض هذا الأمر. وجاء على لسان حمدان "البحث في مفاوضات الأسرى منفصل عن مسار اتفاق التهدئة، الذي تصر الحركة على حسمه بشكل نهائي عبر تطبيق الاتفاق الذي جرى بعد المعركة الأخيرة، عبر الوسيط المصري".

وأوضح أن كتائب القسام لا تزال تمتلك عددًا من أوراق القوة التي لم تفصح عنها بعد، في اشارة إلى العرض العسكري الذي نظمته الكتائب في غزة الأسبوع الماضي ووضع مجسم ليد قابضة على اسم الجندي هدار جولدن وعلامتي استفهام أخريين.

وبذلك يتضح أن حماس ما تزال ممسكة بأوراق قوتها دون الافصاح عن أي منها إلا بثمن، وهذا ربما ما يدفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، للإبقاء على الهدوء الهشّ بين غزة وإسرائيل، وسيستمرّ في بحث امكانية الوصول إلى تهدئة مع حماس، وكذلك صفقة تبادل تحفظ له ماء وجهه وتحافظ على مستقبله السياسي.

اخبار ذات صلة