قائمة الموقع

مقال: إقالة عبد ربه وصمت حماس

2015-07-16T06:32:02+03:00
إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

 صمت حماس أمام الصراعات الدائرة داخل أروقة منظمة التحرير والسلطة الفلسطيني سلبي. وسيضر ضررا كبير بمستقبل القضية، وهي بذلك تترك الساحة خالية لاستفراد الرئيس عباس ومن حوله باستمرارهم في تفتيت المنظومة الوطنية وتشتيتها، كما أنها تنأى بنفسها عن صناعة الأحداث والغوص بتفاصيل مهمة يجب أن تقف عندها وتشارك بها، وعليها أن لا تسمح بأي تجاوز ضد النظام والقانون والوطنية، فما يحدث من إقالات وملاحقات لقيادات سابقة في المنظمة وحركة فتح والسلطة بالتأكيد لن يكون قانوني أو يصب في الصالح الوطني العام.

قد يقول قائل منهم هذا شأن فتحاوي داخلي، ونحن لسنا عضوا في المنظمة، وهذا غير صحيح فالمنظمة رسميا تمثل شعبنا واي خلل فيها يصيب جميع القطاعات ويؤثر على تفاصيل الصراع، ويقول آخر إن عبد ربه ودحلان وفياض خصوم حماس السابقين ولا يمكن أن تدافع عنهم، ويستحقون كل الذي يجري لهم من عقوبات، وهذه النقطة ما يستغله أبو مازن في الامعان بالاستفراد واحتكار القرار والتلاعب بالمصير.

 وللأسف لم يكتفِ أبو مازن بدوره الكارثي في إدارة السلطة وما نتج من انقسام داخل الجسد الفلسطيني العام من جهة، وداخل الجسد الفتحاوي الخاص من جهة أخرى، فهو يريد أيضا رسم مستقبل الاحداث التي تلي حقبته، فيقرب رجال ويستبعد آخرين، ولا يقرب ولا يستبعد لمصلحة وطنية او لغاية تصب في صالح إصلاح البيئة السياسية الفلسطينية، بل يريد ضمان إبقاء مصالحه ومصالح عائلته في مأمن من اي عملية محاسبة او ملاحقة.

انصح حماس اتخاذ مواقف واضحة من أي قرار استبعاد او تعين لاحد الرموز، والتحجج بالخصومة السياسية ليس مكانه الان فلا وقت للتشفي، فهذا يعزز منظومة الفوضى والاستبداد وعربدة الشخص الواحد، وهذا يؤصل لعبثية القرارات المصيرية واليات ترتيب البيت الفلسطيني، ويجنبنا بناء مؤسسات وطنية سليمة، فكيف لنائب ان يفصل من البرلمان دون قانون اللهم الا غضب السيد الرئيس، وكيف لمؤسسة تتبع وزير ونائب برلماني تلاحق وتغلق وتصادر أموالها دون وجه حق، وكيف لقيادي يعزل من ثاني أهم مركز في المنظمة بجرة قلم وبموقف انفعالي  ودون اتباع حتى الاجراءات الشكلية؟

ان كان هناك خصومة سياسية مع دحلان وياسر عبد ربه وفياض فمن الذي اتى بهم؟ انه الرئيس عباس هو من تحدى عرفات وحماس وفرضهم على الشعب بدعم امريكي، واليوم هو يريد ان يتخلص منهم بعدما استنفذت أوراقهم، فالمشكلة الرئيسية ليس بهم وانما بمنهجية الرئيس في ادارة الشأن العام.

أدرك أن شخصية ياسر عبد ربه مثيرة للجدل، وتم استخدامها بمرحلة حساسة من قضيتنا وهو مشارك بأوسلو الذي يلعنها الآن، ولكن كل ذلك لا يبرر معالجة الخطأ بخطأ أكبر، ولهذا الحالة الفلسطينية تحتاج إصلاح وتكاتف ووقفة ضد جنون فرد ومجموعة تريد الاستئثار على السلطة، وجميع من يصمت قد يدفع الثمن بعد ذلك فهذه نار عبثية  ستحرق الجميع، لا بد للعودة للقانون والعمل وفق ارادة واعية ومؤسساتية، ولهذا اتمنى من حركة حماس ان تعيد نظرتها لصمتها أمام هذا التلاعب بمصير ومستقبل وتركيبة السلطة والمنظمة، وعليها أن تقف في وجه حالة التفرد والعبثية.

 

اخبار ذات صلة