قائمة الموقع

ازدواجية خطاب بعض الفصائل يربك المقاومة

2010-04-26T09:57:00+03:00

حماس : سوء فهم وتدوير للمعلومة

الجهاد: حركتنا وحماس تمثلان عصب المقاومة

الشعبية: على وسائل الإعلام عدم تأويل الأخبار

غزة/ مها شهوان

خرجت في الآونة الأخيرة تصريحات من فصائل فلسطينية تتهم حركة حماس والحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بتقييد مقاومتها العسكرية ضد الاحتلال ، في الوقت الذي تخرج فيه تصريحات مضادة من ذات الفصائل تنفي فيها منع الحركة لأعمالها العسكرية مما يخلق حالة من الازدواجية في الخطاب الاعلامي تربك تكتيكات المقاومة وتمنح الاحتلال فرصة لكشف أسرارها.

حركة حماس من جهتها اعتبرت ما تردد على لسان بعض الفصائل مجرد سوء فهم وتدوير للمعلومة، بينما اعتبرت الجهاد الإسلامي أن حركتها و حماس هما عصب المقاومة، في حين طالبت الجبهة الشعبية وسائل الإعلام بعدم تأويل ما يردد من أخبار.

إستراتيجية الجهاد

وفي سياق متصل أكد القيادي في حركة حماس د. صلاح البردويل أن بعض الفصائل تعيش حالة من الارتباك في خطابها السياسي  بسبب الازدواجية في فهم القرارات أو التركيبة التنظيمية لهذه الفصائل ،بالإضافة إلى الازدواجية في مصالحها مما يكيف الخطاب بطريقة ساذجة ومكشوفة للتملص من الاستحقاقات المختلفة .

وقال البردويل:"نستطيع وصف بعض المواقف المزدوجة بالمرتبكة لسوء تدوير قيادات الفصائل للمعلومة ومن نفس الفصيل".

يشار إلى أن الفصائل الفلسطينية في اجتماعها الأخير توافقت على آليات الدفاع وطريقة الرد على الاحتلال وتكتيكات المقاومة، إلا أن بعضا من المراقبين للشؤون السياسية يرون أن بعض الفصائل تتعاطى مع القرارات من زاويتها الخاصة ، لاسيما التصريحات الأخيرة التي خرجت على ألسنة بعض قيادات حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية بأن حماس تمنعهم من إطلاق الصواريخ.

وحول ذلك رد البردويل:"هذا تخبط سياسي لان الإستراتيجية السياسية السليمة تبنى على فهم ووضوح وتحديد الأهداف"،مضيفا أن  الجهاد حركة مقاومة إسلامية تعمل إلى جانب حماس .

وفيما يتعلق بالتناقضات الفصائلية التي قد يستغلها العدو في كشف أوراق المقاومة لفت البردويل إلى أن العدو قد يستفيد من تلك المتناقضات الموجودة بطريقة غير مقصودة،مبينا أن بعضا من القرارات الصادرة هي ردود فعل شخصية لمن لديه فهما خاصا به  مما يؤثر على الخطاب الاستراتيجي.

عصب المقاومة

من جهته ارجع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب سبب حالة الارتباك في ازدواجية الخطاب السياسي لبعض الفصائل إلى عدم وجود التنسيق بينهم لاسيما في قطاع غزة، لافتا إلى أن كل فصيل ينفرد برأيه مما يؤول إلى تضارب التصريحات.

وأكد حبيب "للرسالة نت " أن ازدواجية الخطاب لبعض الفصائل يحتاج لمزيد من التنسيق والتشاور على صعيد القضايا كافة لحله بما فيها إطلاق الصواريخ للرد على الإسرائيليين.

وقال:"ما وقع في الفترة الأخيرة من تضارب بالتصريحات كان نتيجة تفسير بعض الحوادث والوقائع بما لا يرضى الطرف الآخر كما حدث مع بعض المقاومين من الجهاد الإسلامي"،مناشدا بضرورة العمل على وجود التنسيق بين الفصائل لان ازدواجية الخطاب يضر بالمقاومة والقضية الفلسطينية.

وأضاف القيادي في حركة الجهاد :" نطالب باستمرار حركة حماس بضرورة العمل على وجود تنسيق ووضوح بين الفصائل على أعلى المستويات لاسيما وأن الجميع مستهدف من الاعتداءات الإسرائيلية "،مطالبا بضرورة الانفتاح بين الحركتين لأنهما يمثلان عصب المقاومة على الساحة الفلسطينية.

تهويل الأمور

من جهة أخرى ذكر القيادي في الجبهة الشعبية رباح مهنا أن موقفهم  واضحا فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ وذلك منذ عام 2005 لأنه لا يجوز سياسيا القبول بالتهدئة مع العدو وهو يحتل الأراضي الفلسطينية ويتنكر لحقوق المواطنين.

وعن بعض التصريحات التي تخرج على لسان الجبهة الشعبية تناقض ما تم الموافقة عليه أثناء الاجتماعات الفصائلية قال "للرسالة":"هناك بعض التصريحات تأول ما نقوله ، وموقفنا واضح من بعض القضايا بما فيها إطلاق الصواريخ والمصالحة الوطنية التي نعتبرها ضرورة ملحة للإقدام عليها لأنها تخدم الثوابت الوطنية ".

وكانت الجبهة الشعبية في وقت سابق قد اتهمت حركة حماس بمنعها من إطلاق الصواريخ إلا أن الأخيرة نفت ذلك في تصريحات "للرسالة" وعن ذلك أضاف مهنا :"لم نقل أن حماس تقيدنا لكن نقول أن بعض عناصر الأجهزة الامنية تتعرض أحيانا للمقاومين وتمنعهم من إطلاق الصواريخ ،بالإضافة إلى اعتقال بعض المقاومين إلا انه أفرج عنهم في وقت لاحق "،معتبرا أن معالجة الأمور تتم من خلال الحوار الفصائلي.

وأكد أن وسائل الإعلام تعمل على تهويل الأمور وتستعجل في نقل بعض التصريحات قبل التأكد من مصداقيتها ، داعيا إياها إلى اعتماد التصريحات التي تخرج عن مسئولي الفصائل الرسميين.

واعتبر القيادي مهنا أن التضارب بالتصريحات يعمل على زرع التوترات في الوضع  الفلسطيني الداخلي.

المثيرات والمهيجات

في حين يرى المحلل السياسي مؤمن بسيسو أن بعض الفصائل الفلسطينية تعيش أزمة في كيفية التعاطي مع الواقع الفلسطيني الراهن،لاسيما بوجود بعض التناقضات في مواقف وتصرفات بعض الفصائل إزاء بعض القضايا السياسية والميدانية.

وحول الأهداف التي تؤدي إلى ازدواجية الخطاب السياسي لبعض الفصائل أوضح بسيسو أن البعض منها يحاول إبراز دوره على الساحة الفلسطينية في الوقت الذي تقلل فيه من حق الآخرين وتلصق بهم الاتهامات والشبهات مما يؤدي إلى حالة من الارتباك في التعاطي مع تفاصيل الواقع السياسي والميداني الفلسطيني الراهن.

وبحسب بسيسو فان بعضا من فصائل اليسار تسعى لتحقيق مصالحها من خلال إبقاء علاقتها مع سلطة رام الله ،بالإضافة إلى اتخاذها موقفا سياسيا مضادا في موازاة اتخاذها مواقف سياسية وإعلامية حيال حق المقاومة في غزة في الوقت الذي لا تمارس فيه المقاومة على ارض الواقع.

وبالنسبة إلى الآثار السلبية لازدواجية الخطاب السياسي بين انه يؤدي إلى حدوث خلل في طبيعة وأسس التواصل الوطني لاسيما فيما يتعلق بالحالة التي تربط قوى المقاومة ، مطالبا الفصائل بضرورة إعادة النظر في خطابها السياسي والإعلامي والابتعاد عن كل المثيرات والمهيجات التي يمكن أن تؤثر على العلاقات البيئية الصحية على الساحة الوطنية.

وفيما يتعلق بمدى استغلال الاحتلال لتلك المناكفات الفصائلية عبر وسائل الإعلام قال بسيسو "للرسالة":"الاحتلال الإسرائيلي يراقب الوضع الفلسطيني بشكل كامل ويستفيد من كل التناقضات الفلسطينية ويوظفها لصالحه على الدوام ،لذلك فأي خلل فلسطيني داخلي سيصب في مصلحة الاحتلال".

وعن كيفية الحد من ازدواجية الخطاب السياسي أضاف :"لابد من ضرورة العمل على بلورة ميثاق وطني جامع تظلله المصلحة الوطنية الجامعة ليتم التوافق من خلاله على القضايا كافة ذات العلاقة بالمقاومة وآلياتها وسبل عملها خلال المرحلة المقبلة"، لافتا إلى أن ذلك سيقلل من الجدل الداخلي فصائليا ويسهم في تكريس إستراتيجية وطنية مشتركة قادرة على التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية خلال المرحلة المقبلة.

 

 

 

اخبار ذات صلة