يبدو أن حالة الصمت لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لا تزال تشكل كابوسا لدى الأجهزة الأمنية في (إسرائيل)، التي بات لديها هاجس من طبيعة الرد القادم.
وتتخوف الأجهزة الأمنية من طبيعة رد المقاومة وعلى أي جبهة، ما دفعه إلى الاستمرار بحالة الاستنفار في صفوف الجيش (الإسرائيلي) على حدود قطاع غزة.
ويرى مختصون أن الأهداف الاستراتيجية البعيدة للمقاومة تضاعف من استنزاف مقدرات الاحتلال، الذي سيضطر لرفع حالة الجهوزية والتعبئة بالكامل خلال هذه الفترة.
تخوفات الاحتلال
بدوره، أكد المختص في الشأن الأمني، إسلام شهوان أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تسجل الضربات المؤلمة في مرمى العدو، مشيرا إلى أن صمت المقاومة لا يزال مخيفا ومربكا للأجهزة الأمنية والعدو.
وقال شهوان في حديث لـ "الرسالة نت" إن "عدم رد المقاومة حقق الكثير من الأهداف الاستراتيجية على المدى البعيد، "عن الأهداف التي كان سيحققها لو كان الرد آنياً".
وأضاف: "على أرض الميدان ثبتت الكثير من المعادلات"، مشيراً إلى أن "الاحتلال متخوف من صمت المقاومة وما هي آليات الرد وكيف يمكن تمرير ما حدث في المسجد الأقصى وعلى أي جبهة يمكن أن يكون التحرك".
وأكد على أن الضبط الكامل من غرفة العمليات المشتركة يزيد من قوة وصلابة ووحدة العمل المقاوم في قطاع غزة.
ويتفق المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أيمن الرفاتي، مع سابقه في أن المقاومة الفلسطينية أدخلت الاحتلال في حالة استنفار كبير سبقت مسيرة الأعلام، وتزامنت معها، ولا زالت مستمرة حتى اليوم.
وقال الرفاتي في حديث لـ "الرسالة نت" إن الاحتلال متخوف في ظل حالة الصمت المريب من المقاومة وحالة الانضباط الكبيرة في الميدان بين الفصائل، "وهو ما انعكس على الوضع الأمني للاحتلال وتحركات الجنود على الحدود مع غزة".
وأوضح أن الأجهزة الأمنية تحاول فهم ما يدور في ذهن المقاومة، ولكن دون جدوى وهو ما يبقي المنظومة الأمنية في حالة ارهاق مستمرة واستنزاف دون أي طلقة.
وأكد الرفاتي أن ما حدث يوم الأحد، هي نقطة تُحسب للمقاومة التي استطاعت إدارة المعركة مع العدو بطريقة ذكية ومختلفة.
وخلال الأيام الجارية، يكثّف جيش الاحتلال من إجراءاته على حدود القطاع، خشية ردّ غير متوقع من المقاومة.
وأفادت مصادر ميدانية أن قوات الاحتلال لا تزال متخفّية عن الأنظار على طول الحدود، فيما تمنع السلطات (الإسرائيلية) المستوطنين من الوصول إلى المناطق الزراعية القريبة من غزة، بعد إخلائها عدداً من مستوطنات الغلاف بشكل شبه كامل.
وتجنبت المقاومة الدخول في معركة غير محسوبة مع (إسرائيل) في ظل حالة استنفار كامل لوحدات الاحتلال القتالية وتحضير لـ"مسيرة الأعلام" عبر مناورة ضخمة بدأت قبل 3 أسابيع.