نجحت المقاومة في تغيير قواعد اللعبة ضد الاحتلال بما يضمن استمرار حالة الارتباك داخل المجتمع الصهيوني في ظل حالة الترقب لرد فعل المقاومة.
وفجر اليوم، اغتال جيش الاحتلال 3 من قيادة سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في وقت أسفر العدوان على قطاع غزة عن 13 شهيدا وأكثر من 20 إصابة أغلبهم من النساء والأطفال.
ووفق مختصين، فإن حالة الصمت وعدم الرد السريع كما كان يحدث في وقت سابق، يأتي ضمن تكتيك غرفة العمليات المشتركة والتنسيق الكبير بين الفصائل في العمل المقاوم ضد الاحتلال.
نجاح بأول اختبار
المختص في الشأن السياسي، يوسف فارس، أكد أن الضغط (الإسرائيلي) سيتركز على محاولة عزل حركة (حماس) عن المعركة، في إعادة إنتاج لسيناريو "وحدة الساحات" في أغسطس الماضي.
وقال فارس في حديث لـ (الرسالة نت) إن تقديرات الاحتلال في هذا الجانب مخطئة، وخصوصا بعد ترسيخ (وحدة الساحات) والاتفاق بين حماس والجهاد الإسلامي في أيلول الماضي (حلف الدم).
وأضاف: "لا شك أن الاحتلال سيهدد ويرعد، سيدخل الوسطاء ويغري بالمال ويلوّح بقطع الرؤوس، غير أن هذه المعركة، نظيفة جدا، بدأها الاحتلال غدرا".
وأشار إلى "حلف الدم" الذي وُقّع في سبتمبر من العام الماضي، بين السرايا والقسام، "كي لا ينشق الصف، هذه الجولة لا بد أن تكون مفاجئة، ومغايرة لكل الحسابات (الإسرائيلية)".
وشدد على أن حالة الصمت لعدة ساعات بعد عملية الاغتيال للشهداء، تجعل الاحتلال في حيرة من أمره، وخصوصا أنه شلّ مناطق واسعة من كيانه بشكل كبير.
في حين، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية أن اغتيال قادة المقاومة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة.
وقال هنية في تصريح صحفي: "العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته، والمقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر".
وشدد على أن العدوان يستهدف كل شعبنا، والمقاومة موحدة في مواجهته.
المختص في الشأن (الإسرائيلي)، أيمن الرفاتي، يرى بأن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو أخطأ التقدير بتنفيذه عمليات اغتيال لقيادات المقاومة بقطاع غزة.
وقال الرفاتي: "لن يستطيع الاحتلال تمرير سياسة التفرد بفصيل أو جبهة واحدة، ولن يستطيع أن يستعيد الردع".
ولفت إلى أن الاحتلال يعمل على تصدير أزمته الداخلية، في وقت يعمل نتنياهو على تحسين وضعه الانتخابي، وهو ما دفعه لعملية الاغتيال.
وأشار إلى أن المقاومة ليست في عجلة من أمرها في الرد على الجريمة، "والزمان ما يفرضه الميدان وليس الاحتلال".
وأشاد بحكمة المقاومة وقدرتها على امتصاص الصدمة بعملية الاغتيال، "وهي قادرة على إرباك حسابات الاحتلال بجعل الرد متعدد الجبهات".
وأعلنت سلطات الاحتلال عن سلسلة إجراءات أمنية وتعزيز حالة الاستنفار الأمني تحسبًا لتصعيد بإطلاق الصواريخ من المقاومة.
ووفقًا لقناة (ريشت كان) العبرية، فإنه تقرر الدفع بقوات احتياط، كما تقرر الدفع بتعزيز قوات "الدفاع الجوي"، وفتح الملاجئ في معظم المناطق.
وتقرر تحويل مسار حركة الطيران من وإلى مطار اللد (بن غوريون).