قائمة الموقع

مقال: حماس تذيب الجليد مع السعودية

2015-07-23T05:31:39+03:00
الكاتب مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

حتى لا نقع في الأوهام وتضخيم النتائج فزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس والوفد المرافق له للمملكة السعودية ذات أهمية كبيرة وتعطي دلالات ايجابية في المستقبل ولكنها لم تحمل نتائج يمكن التعويل عليها  إلا أنها فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين المملكة وحركة حماس بعد انقطاع استمر عدة سنوات بين الجانبين وصل إلى مرحلة خطيرة في أواخر عهد الملك  تعبد الله حيث جرى التضييق على الحركة وصل حد اعتقال عدد من كوادر ونشطاء متواجدين في المملكة السعودية.

هذه الزيارة والتي رتبت قبل اللقاء بفترة من الزمن وبعد تولي الملك سليمان مقاليد الحكم في أعقاب وفاة الملك عبد الله إلا أن الظروف الداخلية في المملكة وحرب اليمن أجلت الزيارة حتى موعدها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، واعتبرها الكثيرون بأنها صفحة جديدة في العلاقة ستترتب عليها في المستقبل القريب نتائج ايجابية تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وليس خدمة لحماس وحدها وإن كان الحديث عن إعادة العلاقة مع حركة حماس سيكون مفيدا أيضا للحركة على صعد متعددة.

هذه الزيارة لم يترتب عنها الكثير من النتائج ولكن من المنتظر أن يكون في المستقبل نتائج ولكنها فتحت ملفات كثيرة على الصعيد الفلسطيني الداخلي وعلى صعيد علاقة حماس بالسعودية والمنطقة الإقليمية وكذلك على الصعيد الدولي ولعل الملف الداخلي هو الأكثر سخونة في ظل تعطيل المصالحة الفلسطينية خاصة أن المملكة كان لها دور متقدم في محاولة جمع الشمل وكان ذلك واضحا في اتفاق مكة الذي أفسدته أطراف فلسطينية وعربية، ويبدو أن المملكة تريد أن تعيد هذا الدور بقوة بعد أن فسدت العلاقة بين حماس وبين الجانب المصري وتخلي الحكومة المصرية عن دورها الطليعي في الموضوع الفلسطيني إضافة إلى تراجعها في المحيط العربي والإقليمي وتخليها عن الدولة الرائدة والمنطقة الإقليمية بحاجة إلى دولة تقود والسعودية اليوم تعد الدولة الأقوى عربيا بعد مصر.

حاول البعض الطعن والتشكيك في الزيارة ونتائجها وتحميلها أكثر مما تحتمل وهناك من رأى في الزيارة تجاوزا لشرعيته وتعزيزا للانقسام وفكرة دولة غزة الوهم الجديد الذي يعشعش في العقول الخربة، ولكن اغرب ما خرج في هذا الأمر ما نشرته وكالة فارس الإيرانية من أن حماس ستشارك بمقاتلين من عناصرها في عاصفة الحزم وان الحركة وافقت على طلب سعودي بهذا الشأن، هذا الطرح يدل على غيظ أصاب بعض القادة في إيران من زيارة مشعل للسعودية وكأنهم لم يتعلموا من التجربة السابقة بعد الثورة السورية رفض حماس أن تكون ورقة في جيب أحد أو تأتمر بأمر من هذه الدولة او تلك ما افسد العلاقة بين حماس وإيران ، هذه العلاقة الآخذة بالتحسن على غرار تحسن العلاقة مع السعودية، ما نشرته وكالة فارس جملة من الأكاذيب لأن ما تحدثت به يخالف إستراتيجية حماس ويضرب المبادئ التي حافظت عليها وهي أن ساحة مواجهتها هي فلسطين وأن قتالها ضد المحتل وأنها لا تتدخل في شئون الغير وفي نفس الوقت أنها صاحبة قرارها ولا تأثير لأحد على قرار حركة حماس وأن حركة حماس بحاجة إلى علاقات متوازنة مع الجميع لأن فلسطين بحاجة للجميع، وهذا يعني أن حماس لن تبني علاقتها مع ايران على حساب علاقاتها مع أي من الدول العربية أو غير العربية، وان فلسطين بحاجة للجميع ومن يريد أن يخدم القضية الفلسطينية دون شروط أو مطالب فأهلا وسهلا به ودون ذلك فلا حاجة لفلسطين له.

الخلاصة أن الزيارة التي قام بها مشعل أهم نتائجها إذابة الجليد وفتح صفحة جديدة بين الجانبين والمستقبل سوف يكشف عما ترتب عن هذه الزيارة وعلينا ألا نبالغ في نتائجها أو أن نتوقع الكثير فالأمر لازال مبكرا؛ ولكن عودة العلاقات هو فاتحة خير لفلسطين والسعودية وستلقي بظلالها على الإقليم العربي لأن الملف الفلسطيني مازال هو الملف الذي لم يغلق بعد ولن يغلق الا بعودة الحقوق، وعودة الحقوق بحاجة الى الجميع.

اخبار ذات صلة