قائد الطوفان قائد الطوفان

نتنياهو يصفع وأوباما ينحني وعباس يعود "للحظيرة"

باسم عبدالله أبوعطايا (الرسالة نت)

بعد طول غياب عاد ميتشل في جولة لم يتم الإعلان عنها مسبقا ، ظاهريا يبدو من هذه الجولة الجديدة انه حصل اختراق في جدار المواجه الأمريكية – الإسرائيلية فيما يتعلق بموضع الاستيطان بالقدس وعن القضايا النهائية .

لكن نتنياهو وضع حدا للمتفائلين والمروجين للموقف الامريكى الداعم للفلسطينيين حين أعلن عشية الزيارة انه لن يتم بأي حال من الأحوال وقف الاستيطان في مدينة القدس .

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة لماذا عاد ميتشل إذا ؟ وخاصة بعد امتناعه في الفترة السابقة بحجة انتظار الرد الاسرائيلى على مطالب أوباما .

أوباما وعباس ينحنيان

يبدو أن كل من كان ينتظر من حكومة نتنياهو تغيير موقفها هم من غيروا ، تحت وطأة التعنت  " الاسرائيلى" بالموقف الرافض تقديم أي تنازلات في مسألة تعتقد أنها غير قابلة للمساومة أو النقاش حتى ولو كانت مطلبا أمريكيا ، والدليل على ما سبق تراجع إدارة أوباما عن شرطها بربط جولة مبعوثها للشرق الأوسط جورج ميتشل بالرد الاسرائيلى ،  وليس هذا فحسب بل وتخليها عن المطالبة أصلا برد إسرائيلي بل على العكس من ذلك تفهمها لموقف الحكومة الإسرائيلية في تعنتها .

هذا ما عبر عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنه من خلال اتصالات جرت مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية عدة أفكار، جزء منها كان ردا على الطلبات التي طرحت في المحادثة المعروفة بين وزيرة الخارجية ورئيس الحكومة نتنياهو قبل عدة أسابيع". وأضاف أن الإدارة الأمريكية فهمت من خلال تلك الاتصالات، أن إسرائيل تنوي الاستمرار في موقفها غير المباشر بخصوص استمرار البناء في القدس، وبعد اتصالات مستمرة أقر في النهاية إرسال ميتشل إلى المنطقة .

أما صحيفة "يديعوت احرنوت" نقلاً عما سمته عنصرا سياسيا إسرائيليا قالت "أن الأمريكان وافقوا على الدخول في المباحثات التقريبية بين إسرائيل والفلسطينيين دون إلزام إسرائيل بإعلان عن تجميد البناء في القدس".

وأضاف العنصر " نحن نأمل أن الحكومة الأمريكية فهمت أننا لا نستطيع تجميد البناء في القدس، والآن نأمل أن يوافق الفلسطينيون على ذلك " .  

صفقة نتنياهو

تساؤل أخر مشروع: ماذا قدم نتنياهو من بدائل لحكومة أوباما من اجل تغيير موقفها من البناء في القدس وحمل السلطة على تغير موقفها في الجهة المقابلة ؟

صحيفة هآرتس تحدثت عن صفقة قدمها بنيامين نتنياهو إلى الحكومة الأمريكية لتهدئة التوتر بينهما  ، وأشارت الصحيفة  إلى أن الرئيس الأمريكي زال غضبه على نتنياهو وهو يعمل على تطوير العلاقات مع إسرائيل.

مع العلم أن نتنياهو يرفض تجميد البناء في القدس، واقترح على أوباما مسارا سياسيا أخر وفي المقابل أرسل أوباما رسائل ودية إلى إسرائيل ولمح عن رغبته في إنهاء الأزمة .

وقدرت الصحيفة بناءً على تصريحات علنية وسرية لشخصيات إسرائيلية وأمريكية محتويات الصفقة التي تلوح في الأفق وهي كالتالي :-

* تبادر إسرائيل بحل وسط في الضفة الغربية من شأنه أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود مؤقتة مقابل إرجاء الحديث بشان القدس، ومع ذلك يعتقد نتنياهو أن محمود عباس غير مؤهل للتقدم للحل الدائم وعلى هذا فهو يتملص وبطريقة غير مباشرة من تجديد المفاوضات .

 كما عبر نتنياهو للأمريكيين عن رغبته التقدم في الحل الدائم ولكن ليس له شريك وفي النهاية الكل يتجه للحل الوسط، كما يعارض الفلسطينيون وبشدة الحل الوسط ولكن إذا رفضوا مرة ثانية مبادرة إسرائيلية يوافق عليها أوباما فسيتم اعتبارهم الطرف الرافض .

* تنسق الولايات المتحدة وإسرائيل مواقفهما بخصوص الأمور المختلف عليها لمنع وقوع أزمات متبادلة بينهما، ويؤكد ذلك ما جاء على لسان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال "جيم جونز" في خطابه في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، حيث قال "ستحدث بيننا وبين إسرائيل خلافات ولكن سنحلها كشركاء " .

* يشدد أوباما موقفه من إيران وسوريا بهدف لجم القنبلة النووية الإيرانية، ومنع اشتعال حرب في الشمال وتوطيد الصلة الأمنية مع إسرائيل .

عباس عاد للحظيرة

نفهم عودة أوباما للمصالحة ورفع الضغط عن نتنياهو ، فلا نشك في العلاقات(الأمريكية -  الإسرائيلية) وان تعارضت أحيانا لمصالح خاصة بهما لكن الغريب وغير المقبول موقف سلطة رام الله وعباس الذي بادر من تلقاء نفسه لتقديم التنازلات من اجل العودة للمفاوضات وإنقاذ عنق نتنياهو بل وألقى للإدارة الأمريكية أيضا سلم الهبوط من الشجرة التي كان أوباما قد طلع إليها بمطالبته وقف الاستيطان أو تجميده في القدس ، فقد وافقت على مبدأ مبادلة الأراضي الذي طرحه ليبرمان ووافقت وبشكل غريب ومفاجئ على العودة للطاولة دون وقف الاستيطان في القدس وقصر مطالبتها على وقف البناء في الأحياء القديمة فيها ، وهذا يعنى انه حتى سقف مطالب سلطة رام الله أوطأ بكثير من سقف  أوباما  الذي كان يطالب بتجميد البناء  في القدس  ووعد بوقف بناء 6500 وحدة سكينة جديدة .

عباس عاد  حسب ما ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "هآرتس" أن محادثات التقريب أو المفاوضات غير المباشرة بين السلطة وإسرائيل ستستأنف منتصف الشهر المقبل، إذ تلقى – عباس-، دعوة من الرئيس الأميركي، للمشاركة في هذه المحادثات، فيما ذكرت مصادر في سلطة رام الله  للصحيفة أن عباس سيرد خلال الأيام القليلة المقبلة بالإيجاب على الدعوة، خصوصاً وأن نتنياهو، كان قد استجاب في السابق لدعوة مماثلة.

وحسب الصحيفة، فإن الرسالة التي بعث بها أوباما لعباس، أكد فيها أنه لم يستطع الضغط على نتنياهو للحصول على تعهد رسمي بتجميد الاستيطان في شرق القدس، لكنه أبدى ثقته أن إسرائيل ستمتنع خلال المفاوضات عن القيام بمشاريع في الأحياء العربية في المدينة المحتلة.

وأضافت الصحيفة أن أوباما أوضح لعباس أن محادثات التقريب ستتطرق لكافة القضايا الجهورية، بما فيها القدس، وفقاً لما جرى الاتفاق عليه في مؤتمر أنابوليس في العام 2007.

ايا كان ما سيتم الحديث عنه فان نتنياهو سجل اختراق آخر في السياسة الأمريكية وسجل نقطة  مرمى عباس وفريقه الذي فشل حتى في دعم الموقف الامريكى المتعلق بالاستيطان ليسقط كالعادة فريق رام ويعود من جديد ليدور في ساقية المفاوضات كثور أغلقت عينيه وسار في الساقية فأصبح لا يستطيع التوقف عن الدوران حتى ولو لم يكن مربوطا بها حتى يعود إليها .

 

 

البث المباشر