فاز إشبيلية بالدوري الأوروبي الموسم الماضي، ووصل أتلتيكو مدريد إلى نهائي دوري الأبطال بالنسخة قبل الأخيرة، وقدّم فالنسيا عرضا مميزا في الدوري، لتتحوّل "الليغا" الإسبانية إلى بطولة مثيرة خلال السنوات الأخيرة.
وباتت الأمور في مسألة المنافسة على اللقب غير متوقفة على صراع الغريمين "برشلونة وريـال مدريد"، لتصبح المسابقة أكبر من وصفها صراع "توم وجيري، كما أكد المنتقدون.
أتلتيكو مدريد
واجه دييغو سيميوني مشاكل هجومية جمّة، خلال الموسم الماضي، بسبب عدم القدرة على الحسم في الثلث الأخير، وظهرت هذه المعضلة بوضوح خلال مواجهتي ريـال مدريد في ربع نهائي دوري الأبطال.
ولهذا عمل سيميوني، منذ اليوم الأول في "الميركاتو" على نسف نقاط ضعفه، ببيع الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، ثم التعاقد مع الثنائي لوسيانو فييتو وجاكسون مارتينيز، أرجنتيني شاب يفيد الفريق أثناء التحولات، وكولومبي خبير يجيد الحسم في المواجهات المعقدة.
وطوّر أتلتيكو قدراته بالتعاقد مع يانيك فيريرا كاراسكو كمعوض لرحيل أردا توران، مما جعل الشكل الهجومي يبدو رائعا قبل أيام من بداية النسخة الجديدة من "الليغا".
البطل السابق لم يكتف بالعمل الأمامي، بل نجح في تقوية خط دفاعه أيضا، خاصة بعد انتقال جواو ميراندا لإنتر ميلان، وكان الحل عن طريق فيورنتينا، بالمبادلة الاستراتيجية، إذ انتقل ماريو سواريز إلى "الفيولا"، وحصل "الروخي بلانكوس" على ستيفان سافيتش.
فالنسيا
حصد فالنسيا 77 نقطة في الدوري الأخير، وهو رقم فاز به الفريق بلقب الدوري موسم 2003-2004 تحت قيادة رافائيل بينيتيز.
ويرغب "الخفافيش" في عودة الأمجاد مع المدرب البرتغالي نونو سانتو، خاصة بعد الدعم المالي غير المحدود من المالك الجديد، ورجوع الثقة الجماهيرية داخل مدرجات "الميستايا".
عمل صاحب المركز الرابع الموسم المنصرم، على تقوية خط الهجوم بعناصر شابة مثل: سانتي مينا من سيلتا فيغو، وزكريا بقال من أيندهوفن، فالأول جناح قادر على تسجيل الأهداف بالدخول إلى العمق، والثاني بمثابة المهاجم الخفيف المهاري الذي يصلح للعب في أكثر من مركز في الأمام.
الكرة البرتغالية بمثابة الكنز الثمين للنادي الإسباني، فبعد شراء عقد رودريغو مورينو بشكل كامل، استعار فالنسيا دانيلو باربوسا من سبورتينغ براغا.
وينقص فالنسيا فقط التعاقد مع لاعب واحد في مركز الدفاع إذا انتقل نيكولاس أوتاميندي لمانشستر يونايتد.
إشبيلية
كرة القدم لعبة الشغف والطموح، يتحدث أوناي إيمري مدرب إشبيلية عن أكبر نصيحة أعطاها له والده بعدما قال له: "إذا حصلت على فرصة ما، يجب عليك بذل كل ما تملك من أجل الحفاظ عليها".
ويطبق الفريق "الأندلسي" هذه النصيحة تحت قيادة إيمري بنجاح حتى الآن، إذ أنه وبعد الفوز ببطولة الدوري الأوروبي موسمين على التوالي، جاء وقت التدعيمات الرائعة في سوق الانتقالات الحالي.
إشبيلية أفضل فريق إسباني في "الميركاتو"، صحيح أنهم باعوا كارلوس باكا، وأليكس فيدال وأسماء أخرى، إلا أن "العبقري" مونشي المدير الرياضي، نجح في تدعيم خطط ناديه بأسماء مميزة على الصعيد الفني والتكتيكي، عندما استعار تشيرو إيموبيلي من بوروسيا دورتموند لتقوية الهجوم، والتعاقد مع أفضل لاعب أوكراني في صفقة انتقال حر يفغن كونوبليانكا نجم دنيبرو.
كما تعاقد النادي مع مايكل كرون ديلي ليكون أفضل بديل ممكن للراحل ستفان مبيا، بالإضافة إلى ستيفين نزونزي
وجلب أيضا عادل رامي لتعزيز الدفاع، والظهيرين سيرجيو إسكوديرو على اليسار، وماريانو فيريرا على اليمين.
وبهذا وصل مونشي إلى مبتغاه، نتيجة دعم عبقري بأقل تكاليف مالية ممكنة، ويبقى فقط الرد داخل الملعب، في موسم كروي رفيع المقام، سيحفل بالمنافسة الشرسة من البداية إلى النهاية، ليس فقط على لقب الدوري، بل من أجل الحصول على مقعد مؤهل لدوري الأبطال، في ظل وجود أكثر من فريق تنافسي لا يهاب، بجانب برشلونة وريـال مدريد.