يبدو أن السيمفونية التي عزفت خلال حفل زفاف الصحفي محمد عوض في الضفة لم تعجب جهاز الأمن الوقائي في ظل غياب "الطلقة الأولى" عن مراسم الاحتفال، ففرغ غضبه بفرقة القدس الفنية ومصادرة أجهزتها واعتقال العريس من جديد!
حالة أشبه ما تكون بمحاولة لاختلاس الفرح من وجوه الحاضرين أو لربما هي "الدحية" وأناشيد الحفل الاسلامية من زعزعت استقرار وأمن الضفة!
وبالتزامن مع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل تنفذ السلطة حملات اعتقالات في صفوف أنصار حركتي حماس والجهاد الاسلامي وكأنه نفير لنصرة الاحتلال وارضائه بنكهة التنسيق الأمني !
احتفال زعزع الاستقرار!
وكأنه مشهد يتكرر بتغيير في الممثلين حيث يتم تبديل "الشفت" الصباحي والمسائي بين قوات الاحتلال وأجهزة وقائي السلطة، حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية، ثمانية مواطنين من بينهم ستة منشدين، فيما مددت اعتقال معتقلين سياسيين لديها دون أن توجه لهم أي تهم.
ومن اللافت أن السلطة باتت تعتقل في الآونة الأخيرة أي مواطن فلسطيني يحرض على (إسرائيل) أو يسعى إلى تصعيد الأوضاع في الضفة سواءً كان ناشطا أو غير ناشط في حركات المقاومة الفلسطينية.
الكاتبة والناشطة في متابعة شأن الاعتقالات السياسية بالضفة لمى خاطر علقت على حادثة اعتقال الصحفي عوض والفرقة الفنية متسائلة: "ما هو يا ترى مبرر اقدام الوقائي على اعتقال أعضاء فرقة القدس الفنية ومصادرة أجهزتها بعد احيائهم حفلة عرس الصحفي محمد عوض؟".
ما حصل في حفلة الزفاف دفعنا لاسترجاع تصريحات الناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري بأن الاعتقالات التي تستهدف نشطاء وأنصار "حماس" في الضفة الغربية هي "أمنية، وستوجّه المعتقلين تهمة الإخلال بالأمن العام، وأي شخص يحمل سلاحاً غير شرعي سيطبق عليه القانون"، نافياً أن تكون هذه الاعتقالات قد جرت على خلفية الانتماءات السياسية لأصحابها، ويبقى التساؤل هل الاحتفال زعزع الاستقرار العام لعناصر الضفة؟!
وفي السياق ترى الكاتبة خاطر أن افلاس السلطة بلغ حدودًا غير معقولة ودائرة الغيوم السوداء التي تظلل الضفة تتسع ولا تتناقص.
حيث تأتي الاعتقالات في سياق التنسيق الأمني المستمر بين السلطة والاحتلال وهو الأمر الذي بات لا مجال للنقاش به.
ولم تتوقف اعتقالات السلطة لنشطاء في حركة حماس بل شنت حملة استدعاءات واعتقالات في صفوف الجهاد الاسلامي حيث جاء أمس الأحد على الشريط الاخباري بلونه الأحمر خبر عاجل يفيد بأن المخابرات العامة تستدعي القيادي بالجهاد أحمد العوري.
وقال مصدر مسؤول في "الجهاد الإسلامي" أن أجهزة السلطة تشن حملة الاعتقالات والاستدعاءات بسبب النشاطات التي تقوم بها الكوادر في الجنازات وبيوت عزاء الشهداء.
احتجاج ورفض!
وقفات احتجاجية تعدت أصابع اليد للتنديد بالاعتقالات السياسية في الضفة، ومن ضمنها ما شارك فيها القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان حيث أكد بأنن الاعتقال السياسي بحق أنصار عناصر المقاومة في الضفة تجاوز كل الأعراف والقوانين الإنسانية، معبرا عن غضب حركته واستهجانها "لهذه السياسة التي تتبعها الاجهزة الأمنية.
ويرى رضوان أن الاعتقال السياسي يأتي في إطار التعاون الأمني مع الاحتلال وطعناً في صمود وثبات الشعب الفلسطيني، وهو جريمة مرفوضة حسب الاتفاقات المنصوص عليها مع الفصائل الفلسطينية، مطالبًا بضرورة إنهاء هذه السياسة والإفراج الفوري عن جميع "المعتقلين السياسيين" والذين وصل عددهم إلى نحو "12 ألف" معتقل منذ الانقسام الفلسطيني في 2007م.
الجبهة الشعبية هي الأخرى اعتبرت التنسيق الأمني بمثابة السرطان للقضية الفلسطينية على لسان القيادي فيها محمد طومان، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة الاحتلال بشتى الطرق والكف عن اعتقالهم، واحتضانهم لتنمية العمل المقاوم لدحر الاحتلال.