قائمة الموقع

مقال: حرق الرضيع الفلسطيني

2015-08-03T05:03:06+03:00
حرق الرضيع الفلسطيني
سمير الحجاوي

الجريمة الإرهابية النكراء التي ارتكبها المستوطنون اليهود بإحراق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة ووالده ووالدته وشقيقه بمهاجمة منزلهم بالزجاجات الحارقة أثناء نومهم، ليست الأولى في سجل الإرهاب اليهودي المتطرف ضد الشعب الفلسطيني، إلا أن هذا الإرهاب يزداد عنفاً وشراسة وبشاعة وهمجية يوماً بعد يوم.

حرق الطفل الرضيع علي دوابشة، الذي يبلغ من العمر عاماً ونصف العام، حتى تحول إلى كتلة من الفحم، يكشف عن بربرية المستوطنين اليهود الذين يعيثون فساداً في فلسطين، خاصة في الضفة الغربية والقدس.

الرضيع علي دوابشة ليس الضحية الوحيدة، فوالده سعد ووالدته ريهام وشقيقه أحمد الذي يبلغ 4 سنوات من العمر يصارعون الموت وهم في حالة خطيرة جداً وحياتهم في خطر، فوالده ووالدته مصابان بحروق من الدرجة الثانية على 90 بالمائة من جسديهما، وشقيقه يواجه خطر الوفاة، لأنه 60 في المائة من جسده تعرض للحروق الشديدة، كما أن فتاة أخرى نقلت إلى المستشفى بسبب الحريق.

هذا الهجوم الهمجي نفذه إرهابيون يهود من المستوطنين ينتمون إلى جماعات ومنظمات إرهابية تنفذ هجمات عنيفة ضد الشعب الفلسطيني وتمارس أعمالاً إرهابية تشمل القتل والحرق والتخريب وتدمير المساجد والكنائس وإتلاف الممتلكات واقتلاع أشجار الزيتون، وهم لا يتعرضون للعقاب، بل يحظون بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.

جريمة حرق الرضيع علي دوابشة، ليست عملاً معزولاً، بل تعد نهجاً مستمراً، وجزءاً من العقل الإسرائيلي اليهودي، تستدعي تذكر الجريمة الإرهابية العنصرية البشعة التي قام بها 6 من المستوطنين اليهود، بينهم حاخام وابنه، بحق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير، عندما صبوا كمية من البنزين في فم الطفل محمد، ثم أحرقوه حياً.

قتل الأطفال والرضع الفلسطينيين، يشكل جزءاً من العقل اليهودي، والعقيدة التوراتية التلمودية، ففي كتاب "شريعة الملك" الذي يعتبر أحد أهم كتب التشريع اليهودي كتب الحاخامان "يتسحاق شابيرا" و"يوسيف اليتسور" من مستوطنة "يتسهار" المجاورة لمدينة نابلس: "قرّر حكماؤنا العظماء أنّ أفضل الأغيار في فترة الحرب "هو الميّت"، إذ لا يوجد مجالٌ لإصلاحهم لأنّ خطرهم وخبثهم عظيمان. أمّا بشأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم واحد وسنّ الرّشد، والذين بطبيعة الحال لا يخالفون الفرائض السّبع لعدم إدراكهم لها أو سماعهم عنها، فبالإمكان قتلهم "بسبب الخطر المستقبليّ الذي يشكّلونه إذا سمح لهم بالعيش ليكبروا فيصبحون أشراراً مثل أهلهم.. بطبيعة الحال يُسمح بقتل الأطفال، والمدنيّين الآخرين كذلك، الذين يحتمي بهم "الأشرار"، فيجب قتل "الأشرار"، حتّى وإنْ أدّى ذلك إلى قتل الأطفال والمدنيّين".

ويستشهد الحاخامان بنصوص من التوراة في الكتاب الذي ترجمته دار الشروق المصرية: "اقتلوا كل ذكر من الأطفال، واقتلوا أيضًا كل امرأة"، ويرى الحاخامان، شابيرا وإليتسور، أنه بالإمكان قتل الرُّضَّع أيضًا، لأنهم يمنعون تقدم اليهود نحو السيطرة على العالم وإصلاحه! فأولئك الأطفال، عندما يكبرون، سيلحقون باليهود ضررًا. وفي تلك الحالة يشدد المؤلفان على وجوب قتل الأطفال الرُّضَّع، وليس قتل البالغين فحسب.

ما يقوم به المستوطنون اليهود في فلسطين من قتل للأطفال والرضع وإحراق "للأغيار" هو تطبيق لعقيدتهم الإرهابية التي يؤمنون بها، فحاخاماتهم يصدرون الفتاوى التي تشرع قتل الفلسطينيين بدم بارد، حتى الرضع، ولهذا فإن حرق الرضيع علي دوابشة وعائلته وصب البنزين في فم الطفل أبو خضير وحرقه، وقتل 500 طفل فلسطيني في قطاع غزة خلال 50 يوما من العدوان، يشكل نهجا عقائديا توراتيا تلموديا إرهابيا ضد الشعب الفلسطيني، لأن الفلسطيني الجيد هو "الفلسطيني الميت" كما يؤمن اليهود الصهاينة الذين يحتلون فلسطين.

صحيفة الشرق القطرية

اخبار ذات صلة