قائمة الموقع

غزة تتحول إلى مولد كهربائي كبير

2009-09-10T09:15:00+03:00

غزة - الرسالة نت-لمراسلتنا      

ما ان ينقطع التيار الكهربائي حتى ترتفع أصوات الضجيج..المحال التجارية و الأسواق الغزية وبعض المؤسسات والبيوت تصبح محطة لتوليد الكهرباء , بسبب كثرة عدد المولدات وارتفاع صوتها مما يشكل أزمة خانقة للسكان المجاورين ، فالسائر في الاحياء المقطوع عنها التيار الكهربائي يدرك مدى الأزمة وتشعبها وتأثيراتها المختلفة على الأجواء الحياتية .

ضوضاء مستمرة

المواطن عصام مقداد " 41عاما" من سكان شارع السوق في منطقة الشيخ رضوان يقول لـ " الرسالة ": كانت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في السابق تشكل أزمة بسيطة نسبياً لي ولعائلتي تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة أما اليوم فانقطاع التيار الكهربائي يعنى ارتفاع درجة الحرارة وإغلاق النوافذ هرباَ من صوت المواتير الكهربائية المترامية على طول الشارع .

ويتابع: ما أن تحل ساعات المساء حتى يبدأ كافة أصحاب المحال التجارية بتشغيل المولدات للتمكن من ممارسة تجارتهم بالشكل المطلوب ، ويضيف في العام الماضي كان أصحاب المحلات يشغلون الماتورات لدقائق معدودة أو كلما دخل إلى محلهم زبون بسبب الغلاء الفاحش آنذاك لأسعار المحروقات أما الآن فالأمور مختلفة " المواتير شغالة باستمرار"  .  

في حين تقول المواطنة أم لؤي المغربي" 48 عاماً" : " المشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم، فانقطاع الكهرباء يستمر لساعات طويلة، مما يعني أننا لا نستطيع تشغيل المراوح لتخفيف حدة الحر ، و تضيف: مع الوقت بإمكان الشخص التأقلم مع واقع انقطاع الكهرباء وترتيب حياته حسب جدول الكهرباء لكن الأزمة الحقيقة التي لا تستطيع أم لؤي الآن التعامل معها  حسب قولها " الضوضاء الحادثة بفعل تشغيل كافة جيرانها لمولدات كهرباء عالية الصوت لا تمكنها من سماء اى صوت داخل منزلها.

ضرورة ملحة

في حين يقول أبو احمد " 35عاماً " صاحب محل لصيانة الأجهزة المحمولة : ان وجود مولد كهربائي داخل محله الصغير ضرورة ملحة بالرغم من تشكيله أزمة ضوضاء كبيرة ، لكنه الحل الوحيد الذي يمكنه من ممارسة عمله في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي والذي يمتد في بعض الأحيان إلى عشر ساعات يوميا.

ويضيف: أدرك تماماً أن تشغيل الماتور خاصة في ساعات الليل يسبب إزعاجاً واضحا لجيراني سواء من المحال التجارية أو السكان لكن ما باليد حيلة .

ويشاركه بالرأي المواطن أبو حسن " 34 عاما " صاحب محل لبيع الجاتوهات والمعجنات والذي يعتبر انقطاع التيار الكهربائي عن محله " خربان ديار لمهنته "  والذي يجد في تشغيل ماتور زنته ثلاثة كيلو حلاً مناسباً للحفاظ على مهنته .

و يعترف أبو حسن أن تشغيل الماتور يسبب ضوضاء عارمة من شانها نزع راحته وراحة كل من يسمع صوته, موضحا أن حركة البيع أثناء تشغيل الماتور تكون متوترة ومشحونة أما في الأوقات العادية فإنها هادئة .

من جهته يقول أبو صخر دوله " 56 عاماً " صاحب محل لبيع مولدات الكهرباء أن أسعار المولدات الآن في متناول الجميع وعليها إقبال شديد لا سيما خلال شهر رمضان المبارك ، فتبلغ كلفة الماتور قوة كيلو واحد 500 شيكل والتي تكفى لإشعال الأضواء والتلفاز والمروحة في حين يبلغ سعر ماتور الثلاثة الكيلو والذي يمكنك تشغيل كافة الأجهزة الكهربائية عليه قرابة 2500 شيكل فقط .

نقص السولار

من جهته، قال المهندس كنعان عبيد، رئيس سلطة الطاقة بقطاع غزة:" إن سبب هذا الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي هو نقص كميات السولار الوارد إلى المحطة، التي لا تكفي سوى لإنتاج 55 ميجاوات، من طاقة المحطة القصوى، البالغة 85 ميجاوات، مما يستلزم وضع جدول محدد لقطع التيار الكهربائي تباعاً عن مختلف مناطق القطاع".

وأضاف: " نحن من يعاني أيضاً لا المواطن وحده  فنحن نفكر لساعات طويلة في كيفية تخفيف حدة هذه الأزمة الخانقة التي نمر بها، التي تتزامن مع ثلاثة مواسم لاستهلاك الكهرباء بشكل هائل، وهي: موسم الصيف، وقدوم شهر رمضان الكريم، ودخول العام الدراسي الجديد. مما يعني أن توريد الكهرباء إلى كامل مناطق قطاع غزة في ذات الوقت حمل يفوق طاقة المحطة في الوقت الحالي".

وناشد عبيد المواطنين لإيقاف ثلاجاتهم وأجهزة التكييف ساعة واحدة يومياً على الأقل، وتحديداً عند ساعة الفطور، مبرراً ذلك بقوله: "هدفنا تخفيف الأحمال عن المحطة، وتوفير استهلاك الطاقة، حيث إن المكيفات الكهربائية تستهلك كمية كبيرة من الطاقة، كما أن هناك ما يزيد عن ثلاثمائة ألف ثلاجة في قطاع غزة، وإيقافها ولو لساعة واحدة سيساهم في تقليل حدة الأزمة عند ساعة الإفطار، ولن يؤثر في الوقت ذاته على الثلاجات، أو الأطعمة المخزنة داخلها, وأتمنى أن يتعاون المواطنون معنا في هذا الأمر".  

 

 

 

اخبار ذات صلة