تمدد الدكتور أيمن أبو نقيرة على سرير الإصابة بجوار نعش ابنه البكر عبد الرحمن، والذي ارتقى شهيدًا ظهر اليوم الخميس، بانفجار جسم من مخلفات الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ليلقى عليه النظرة الأخيرة، بينما بالكاد نطق لسانه: "كلنا فداء فلسطين".
اصطف الوالد المصاب إلى جوار الابن الشهيد، في مشهد أبكى الحضور، بعد إصراره المشاركة في جنازة ولده عبد الرحمن، و4 من ذويه، رغم خروجه من عملية جراحية قبل ساعة نتيجة اصابته بالانفجار.
بكلماتٍ معدودة تحدث الدكتور أيمن لـ"الرسالة نت"، قال فيها وآثار الإرهاق تكسوه "دمائي وكل عائلتي وما نملك رخيصة لفلسطين".
بينما يستذكر أهل غزة في هذه الأيام لحظات العدوان "الإسرائيلي" الأخير على غزة، فاحت رائحة الدم مجددًا بين أزقة مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد أن قدمت عائلة أبو نقيرة 4 شهداء من شبابها في منزلهم المقصوف في الحرب.
ومع انتصاف شمس الظهيرة، دوّى انفجار قوي في أرجاء المدينة، لتتدحرج الأنباء الواردة من مكان الانفجار، وتعلن بعد وقت قصير عن نبأ استشهاد عبد الرحمن أيمن أبو نقيرة (20 عاما)، وحسن أحمد أبو نقيرة (38 عاما) ونجله أحمد (16 عاما) وبكر محمد أبو نقيرة (21 عاما) وإصابة العشرات، ليرسموا بدمائهم لوحة جديدة في معرض التضحية والصمود.
الدكتور أيمن أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية، أصيب بجروح متوسطة في هذه الحادثة، فيما ارتقى ابنه البكر عبد الرحمن شهيدا، وقد دمرت طائرات الاحتلال منزله في العدوان "الاسرائيلي" الأخير الصيف الماضي، ليمثل بذلك انموذجا متكاملًا في التضحية من أجل القضية بابن شهيد وبيت مهدم وإصابة مباشرة.
عائلة أبو نقيرة المعروفة بتضحياتها العظيمة في سبيل القضية الفلسطينية على مدار سنوات الصراع مع العدو "الإسرائيلي"، ما فتأت تقدم أبناءها شهداءً وجرحى وأسرى، عدا عن حصتهم من تدمير المنازل في كل عدوان على غزة منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى صيف العام الماضي.
أما حسن أبو نقيرة، والذي استشهد برفقة ولده أحمد، كان ينوي تزويجه خلال الفترة القريبة المقبلة، إلا أنهما زفا سويا في جنازة انطلقت من ميدان العودة وسط رفح بمشاركة الآلاف من أبناء المدينة.
ويقول أحد أقارب الشهداء: "تفاجأنا بسماع صوت انفجار ضخم، ثم توجهنا لمنزل حسن بعد أن رأينا الدخان المتصاعد من منطقته، فوجدنا النيران مشتعلة في المنزل والجثث متناثرة في المكان".
عشرات الاصابات من العائلة والجيران وصلت لمستشفى أبو يوسف النجار، عددٌ منها في حالة الخطر الشديد، إضافةً إلى الأضرار الجسيمة التي أحدثها الانفجار في منطقة أبو نقيرة غرب مخيم الشابورة برفح.