د.إيهاب الدالي- كاتب من غزة
عشقناك يا وطن، بالثوب الأسود أول ما عرفناك واسمعنا قصتك من أجدادنا، وبكينا لما عرفنا انه اليهود سرقوا هالديار، هجروا أجدادنا وشردوهم ومن أراضيهم طردوهم وضلوا مفتاح العودة معاهم عارفين ومتأكدين إنهم راجعين، ولبسوا الثوب الأخضر وصاروا يزرعوا فينا حب الأوطان، وينبتوا أبطال وثوار يطردوا غاصب الديار، وبدلوا الثياب بالأبيض فرحين بأنه صار لفلسطين سلطة في الأربعة وتسعين، وعلقنا أمالنا كلها عليها بأنها تجيب النصر للمنكوبين، وبسرعة تعرت فلسطين وانكشف المستور مفاوضات وتنازلات وتهويد وتوطين.
فلبست الثوب الأحمر وبدم الغيورين ترتوي أرض المسلمين.
قصتنا صارلها من الثمانية وأربعين واحنا نقول بكرة راجعين، وكيف بدنا نعود واحنا بالمفاوضات ناسيين قضية اللاجئين، والأسرى منتذكرهم بيوم الأسير، والقدس هي أعداءنا شغالين فيها تهجير وتهويد ومن تحت الأقصى نازلين تحفير.
واحنا منصرخ ومنادي وينكم يا عرب وينكم يا مسلمين؟ أنقذوا إخوانكم المنكوبين !
لقينا العرب متخبيين ومن اليهود خايفين وبعد فترة طلعولنا ببيان شجب واستنكار مهين، وقالولنا انتظروا تنفيذ القرار ميه وأربعة وتسعين اللي بيضمن حق العودة للاجئين .
رحلنا وضلينا على باب الخيمة نتذكر هالحاكورة ويعزف هالختيار بعودة هالديار.
وقالها الجد عثمان اني بكره راجعان بستنى أولادي محمد واحمد وغسان يحملوا معي البندقية والقرآن.
ومنقول احنا إيد بإيد بنحرر هالبلاد وبنبقى إخوة مهما صار، ومصالحتنا عز قوتنا وما نفرط بثوابتنا، وما ننتظر صلاح الدين، لأنه علمنا الهزيمة من أي خيمة بتيجي، ناس مش متوضيين وصلاة الفجر مش مصليين.
بنقول لمشعل وعباس خيبتوا آمال الامريكان لأنكم تصالحتم وحتدوروا على مصلحة الأوطان ولا عودة للفلتان، وخلينا بسواعدنا نطرد محتلينا وبإدينا ومعانا مفتاحنا نروح على يافا وحيفا وعكا وعلى أرض بلادنا نغرس شجر زيتونا.