لا يزال الحديث عن جهود التهدئة، مستحوذًا على اهتمام الغزيين والمراقبين على حد سواء، لما تشكله من نافذة امل حول مستقبل القطاع المتفاقم بالأزمات.
الجهود التي أخذت شوطًا مهمًا في النقاش بتأكيد أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية لحركة حماس للرسالة، سرعان ما اصطدمت بعقبات سياسية إقليمية ومحلية، وفق ما صرّحت به مصادر سياسية للرسالة.
وقد أكدّ زياد الظاظا عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وصول عدد من العروض لحركته عن طريق طوني بلير ممثل الرباعية الدولية السابقة ومن قبله المبعوث الاممي روبرت سيري، إضافة لعروض من شخصيات (أممية وأوروبية وامريكية وعربية، بالإضافة لشخصيات فلسطينية).
وقال الظاظا لـ "الرسالة"، إنّ هذه الأطراف هم وسطاء يأخذون طابع الرسمية، غير أن هذه الأفكار لم تتبلور في برنامج بعد كي تصل الى الفصائل ويتم عرضها عليها.
مصادر كشفت للرسالة لقاء بلير بحركة حماس ثلاث مرات، للحديث حول القضية إلى تلك اللقاءات لم تثمر برنامج عمل مكتوب ليتم عرضه على حركة حماس، وهي بدورها تناقشه مع الفصائل للخروج برد موحد.
وأفادت المصادر، أن حماس طلبت ان يكون البرنامج قد حصل على موافقة (إسرائيلية)، إذ ان حماس من البداية أكدّت أن مسار المباحثات لن يستمر ما لم تكن الأطراف الوسيطة قد حصلت على موافقة (إسرائيلية) ومخولة بالتفاوض عنها.
وأوضحت المصادر أن بلير تحرك بطلب (إسرائيلي) واوروبي وابلغ الحركة بهذا، وأن الحركة في آخر لقاء لها طلبت شيئًا مكتوبًا ورسميا، وتكون مقدمة من جهة رسمية سواء من (إسرائيل) او من الأوروبيين كي يتم الرد عليها.
وتدور الأفكار بحسب حمدان، حول تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال، وتطبيق شروط وقف إطلاق النار برفع الحصار كاملًا عن غزة، لمنع اندلاع حرب جديدة.
وذكر حمدان، أن الحركة كتبت افكارًا واضحة في هذا الصدد وسلمته للوسطاء الذين التقوا مع الحركة.
ورغم أن حديث التهدئة مازال في بدايته إلا أن الأهمية تكمن في التحول السياسي لدى الأطراف الأوروبية التي غيرت من نهجها في التعامل مع حماس ورفعت فيتو الحوار معها، ما يعنى أنه انجاز سياسي ومتغير جدير بالاهتمام
الدكتور حافظ الكرمي رئيس منتدى فلسطين بأوروبا ومطلع على مسار المباحثات، يوضح أن ما تم نقاشه هي الأفكار العامة، إضافة الى مناقشة تفاصيل حول الميناء والمعابر تحديدا، لكن لم يتم كتابتها ضمن برنامج لهذه اللحظة، مشيرًا إلى أنه من المقرر أن يتم عقد لقاء بين بلير وقادة حماس في الفترة القريبة لكي يسلمها برنامجًا مكتوبًا حول هذه الأفكار.
وأشار الكرمي للرسالة، إلى أن كل ما يدور تطلع عليه (إسرائيل) وامريكا وأوروبا، وأطراف أخرى، سيما وأن هناك رغبة (إسرائيلية) بعدم اندلاع حرب وإعطاء غزة كل وسائل الحياة.
ولفت إلى أن المباحثات تتجه نحو انشاء ميناء عائم بالقرب من قبرص، وأفكار تدور حول تسلم جهات دولية لهذا المقترح، بالإضافة الى مسألة المعابر والتي لا تزال قيد النقاش.
وحول المدة الزمنية التي يدور حولها النقاش، نفى الكرمي وجود حديث عن فترات طويلة بشأن الهدنة، وان ما طرح هي فترة استكمال وقف إطلاق النار فقط، دون الخوض في المدة الزمنية.
وبحسب الكرمي، فإن ما طرحه بلير من مدة هي ست أشهر، يتم بعدها اعلان تثبيت وقف إطلاق النار.
وفي سياق ذلك، أرجعت مصادر سياسية مطلعة تورط سلطة محمود عباس وأطراف إقليمية في تعطيل هذا المسار وابطائه، وهو الامر الذي دفع بقادة الاحتلال بعث رسائل لعباس تطمئنه فيها عدم وجود أي اتصالات بين حماس و(إسرائيل) لهذه اللحظة.
وأرجع بعض المراقبين هذا الموقف، في محاولة من (إسرائيل) لدفع عباس قدمًا نحو عملية المفاوضاتـ وتخليه عن المصالحة، بينما ذكرت المصادر ان القاهرة أبلغت (إسرائيل) رفضها أي مسار تفاوضي مع حركة حماس سواء كان بشكل مباشر او غير مباشر.
وأوضحت صحيفة هآرتس العبرية، أن مسؤولين مصريين، أكدوا رفضهم لأي مباحثات تجرى مع حماس بعيدًا عن القناة المصرية.