قائمة الموقع

بشهادة معتقلين.. السلطة تحول معتقلات الضفة لـ "مسالخ تعذيب"!

2015-08-17T15:11:14+03:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت - لمراسلنا

لأكثر من ثمانية وأربعين ساعة لم تعرف أسرة المعتقل السياسي محمد اشتيه مصير نجلها، حتى طافت مراكز مدينة الخليل المحتلة، وفي كل مسعى تفشل في الحصول عن معلومة تجاه نجلها، حتى باتت تبحث عنه في سجون الاحتلال.

وبعد مساع حثيثة بذلتها العائلة قضت خلالها على اعصابها، جاء اتصال من خليل عساف رئيس لجنة الحريات بالضفة يطمئن العائلة بأن نجلها معتقل داخل أجهزة الامن الوقائي بالمحافظة.

هي واقعة اعتيادية في الضفة بتوصيف عساف، إذ أن أحسن المعتقلين حولًا هم أولئك الذين يتم استدعاؤهم من قبل ويسلمون أنفسهم، ولكن من يأبى لا يعرف مصيره الا بعد تدخل من لجنة الحريات وبعض الجهات.

كما وأصبح امرًا اعتياديًا أن تترصد أجهزة أمن السلطة لبعض الشبان، في الأماكن العامة، وتعمل على اختطافهم، حتى لو كانوا في حدث رياضي كما الحال مع محمد نجل القائد الشهيد عبد الله القواسمي.

ورغم ما تشكله هذه الوقائع من صدمة على الكثيرين من المعتقلين وعوائلهم، الا ان الفاجعة أكبر حينما يخرج هؤلاء من أقبية الشبح والتعذيب التي تمثلها مراكز التحقيق التابعة لأجهزة امن السلطة في الضفة.

الشبح المتواصل لأيام عدة مصحوبًا بالتعذيب الشديد، واستخدام الكهرباء والمياه، كل هذه لقطات من مسلسل يومي مستمر في الضفة يشاهده أهل الضفة واقعًا ملموسًا في اقبية التحقيق التابعة للسلطة.

ويؤكد معتقلون سابقون أن أقبية التحقيق تحولت إلى "مسالخ تعذيب"، تتعمد السلطة خلالها إيقاع الأذى الجسدي والمعنوي بحق المعتقلين السياسيين، وهي شهادات موثقة لدى مراكز حقوقية وفق ما تحدثت به الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، عدا عن الذين التزموا الصمت خشية تعرضهم لرد انتقامي من السلطة.

ووصل التعذيب في سجون السلطة إلى حد التهديد باعتقال وتعذيب زوجات المعتقلين، كما حدث مع أحد معتقلي خلية سلوان، الأمر الذي دفعه للاقرار والاعتراف وتسليم خلية بكاملها، تحت سيف التعذيب والابتزاز، كما يروي مصدر في لجنة عوائل المعتقلين السياسيين بالضفة.

قيادي في حركة حماس تحدث عن تفاصيل أكثر اثارة في هذه القضية، إذ ينقل عن عائلة معتقل تعرضت زوجته للضرب امامه، كي يقر ويعترف وبعد ذلك قدمت هذه الاعترافات للسلطة.

وتعدت حالة التعذيب لتصل إلى إهانة كبار السن الذين تستدعيهم السلطة للاعتقال، كما الحال مع أبو عبد الله شتات، وهو رجل طاعن في السن تطلبه السلطة للاعتقال.

شتات كان قد تعرض للضرب أكثر من مرة خلال مداهمة منزله، دون أن يشفع له كبر سنه، كما يروي نجله عبد الله لـ"لرسالة نت".

ويهدد امن السلطة باعتقال أمهات المطلوبين، حال رفضوا تسليم أنفسهم، ناهيك عن المداهمة شبه اليومية لمنازلهم، بكل ما تحمله من قسوة وتعذيب.

وهو الامر الذي دفع بعوائل المعتقلين السياسيين للتظاهر في أكثر من مرة، ودائمًا ما تواجه بالقمع والضرب من السلطة.

ودفعت هذه الظروف القيادي في حركة حماس وصفي قبها بوصف ما يجري في الضفة من السلطة بأنه احتلال، حيث قال لـ"الرسالة نت"، "إن الضفة تتعرض فعليًا لاحتلالين كلاهما يغتصب الحقوق ويمارس ذات السياسة".

غير أن ما قفز عنه قبها، بأن التلميذ قد فاق على مدرسه في التعذيب والوحشية، وكان أكثر اخلاصًا له ولأمنه مما يتوقع، بإقرار واعتراف قادة الاحتلال الذين يكيلون بالمديح على دور السلطة في الضفة.

اخبار ذات صلة