الطاعون رواية للكاتب الفرنسي ألبير كامو، صدرت سنة 1947، تروي قصة عاملين في المجال الطبي يتآزرون في عملهم زمن الطاعون بمدينة وهران الجزائرية. تطرح الرواية أسئلة حول ماهية القدر والوضعية الإنسانية. تغطي شخصيات القصة طبقات اجتماعية مختلفة من الطبيب إلى المطلوب لدى العدالة، ويصف وقع الوباء على الطبقة الشعبية.
رواية الطاعون هي أول نجاح كبير للكاتب من حيث المبيعات (161000 نسخة في السنتين التي تلت النشر، وملايين النسخ منذ ذلك التاريخ.
تجري الأحداث في مدينة وهران في الجزائر التي تجد نفسها فجأة تحت رحمة الطاعون، ذلك الوباء القاتل الذي يختار ضحاياه بعشوائية وعبثية تاركا الآخرين في ترقب ويأس وبذلك أعلنت وهران مدينة مطعونة وأغلقت أبوابها وحجزت الجموع في الداخل.
في هذه الظروف يرصد ألبير كامو أحوال الناس والتغيرات التي تطرأ عليهم وكيف تظهر حقيقتهم (السامية في غالب الحالات) بعد أن يضعهم الطاعون على المحك.
ويناقش كامو رأي الدين المسيحي في الموضوع، ستجدون بالمناسبة تقاربا لافتا بين وجهة النظر الإسلامية والمسيحية في المصائب.
صنفت هذه ال رواية على أنها دين للنبل الإنساني لأن كامو يبرز فيها حقيقة الإنسان المحارب في داخل كل منا، المحارب من أجل السعادة ومن أجل مشاركة السعادة ومن أجل التغلب على عبثية الحياة:
" سوف لن تزول الآلام، وسيظل شبح الموت مهيمنا، وستبقى الفئران تحمل (الطاعون) إلى المدن السعيدة، غير أن الناس سيظلون يناضلون معا ويعرفون فرح الانتصارات ولو كانت نسبية، وسيجدون مهما طال الوقت طريقا للسعادة، يمر بالمحبة ".
الواقع أن ريو كان ينصت إلى صيحات الفرح تتصاعد من المدينة، فيذكر أن ذلك الفرح ما زال مهدداً لأنه كان يعرف ما تجهله تلك الجموع المبتهجة، وما يمكن قراءاته في الكتب من أن جرثومة الطاعون لا تموت ولا تختفي أبداً وأنها قد تظل عشرات السنين نائمة في الأثاث والفرش، وأن تنتظر – في صبر وأناه – في الغرف والأقبية والحقائب والمناديل والأوراق القديمة، وأنه ربما يأتي يوم يوقظ فيه الطاعون فئرانه ويبعث بها إلى الناس من أجل شقائهم وتعليمهم، لكي يختطفهم الموت من بين أحضان دنياهم السعيدة.