مازال مصير الشبان الفلسطينيين الاربعة الذي اختطفوا على ايدي الاجهزة الأمنية المصرية في سيناء مجهولا الأمر الذي يزيد القلق على مصيرهم وهناك خشية أن تتم تصفيتهم بعد تحقيقات قاسية جدا على ايدي جلادين الاجهزة الأمنية المصرية، وخشية الفضيحة وتحمل المسئولية ونتائج عملية الخطف الجبانة والتي نفذت بطريقة هزلية بعيدة عن كل ادوات نفي التهمة بشكل مباشر، مسرحية مخرجة بطريقة الافلام الهندية ولكن هذه المرة بإخراج مصري ضعيف ومكشوف.
يسأل سائل وما الدليل على أن الاجهزة الامنية من نفذ عملية الخطف للشبان الاربعة نقول إن المتتبع لكيفية حدوث الامر منذ اللحظة الأولى لدخول الشباب الى الجانب المصري من المعبر يلحظ ما يلي:
1- احتجاز جوازات الشباب وعرضهم على المخابرات والأمن العام (أمن الدولة) ثم الاستخبارات العسكرية وجميعهم متواجد داخل المعبر وحجزهم لساعات طويلة.
2- حجز حافلتي الترحيلات على غير الموعد الذي تقلع فيه وهو قبل منع التجوال المفروض على شمال سيناء حتى وصلت الساعة الى العاشرة ليلا وهو موعد لم تغادر فيه حافلات الترحيلات سابقا.
3- كان من المفترض ان تكون الحافلة التي تواجد فيها الشبان الاربعة هي الحافلة الثانية المنطلقة صوب مطار القاهرة وفي اللحظة الأخيرة ادخلت الحافلة الثانية بدلا من الأولى.
4- جرت العادة أن يكون رجل السفارة الفلسطينية في القاهرة متواجدا في الحافلة الاولى وفي هذا اليوم لم يصعد للحافلة وتركت تذهب بدون المندوب وبصحبة الأمن المصري.
5- عملية إطلاق النار تمت في المنطقة الامنية التي يسيطر عليها الجيش المصري بإحكام وهي على مقربة من معبر رفح.
6- الملثمون الذين اوقفوا الحافلة واستدعوا الشبان الاربعة كانوا يتحدثون اللهجة المصرية القاهرية بوضوح تام أي أنهم ليسوا سيناويين.
7- المسلحون كانوا يحملون قائمة الاسماء وطالبوا الشبان الاربعة بالنزول كل باسمه.
8- إطلاق النار كان على مقربة من موقع للجيش المصري والذي لم يحرك ساكنا ولم يلاحق الخاطفين.
ويعيد المشككون السؤال وكيف عرفت بهذه المعلومات نقول لهم الحافلة كانت تقل عددا كبيرا من الشبان والذين كانوا شهود عيان على ما جرى بكل التفاصيل.
وعلى ما تقدم نحن على قناعة أن الامر لم يخرج من أيدي احد الاجهزة الامنية المصرية وفي مقدمتها الاستخبارات العسكرية وهذا لا يعفي بقية الاجهزة الامنية المسئولية عن سلامة المسافرين وخاصة المرحلين لأنهم تحت سيطرة الأمن المصري وفي نطاق مسئوليته وعليه عليه ان يتحمل المسئولية الكاملة عن ما حدث، وعلى فرضية ان الاجهزة الامنية لا علاقة لها بعملية الخطف مع استبعادي لذلك فإن المسئولية الكاملة تقع على عاتقها، والذي يزيد اليقين أن الامن المصري يقف خلف عملية الخطف أنه لم يعقب على حادثة الخطف وكأن شيئا لم يكن حسب ما لدي من معلومات حتى كتابة هذه الكلمات.
والسؤال من المستفيد من عملية الخطف؟، وهل الشبان الاربعة متهمون بأي عمل في الاراضي المصرية؟ وهل الشبان الاربعة في مستوى قيادي كبير يمكن الاستفادة منهم بما يخدم الأمن القومي المصري؟ وهل من المتوقع أن يكون الشبان الاربعة بنك معلومات حول المقاومة وهم لم يتجاوزوا العشرينات من العمر الا قليل؟
المواقع الصهيونية أشارت أن الشبان الاربعة من وحدة الكوماندوز البحري التابع لكتائب القسام وأنهم كانوا في طريقهم الى إيران من أجل تلقي دورة عسكرية بحرية تعزز قدراتهم القتالية كعناصر في البحرية التابعة للقسام علما ان وجهتهم لم تكن ايران بل تركيا منهم للعلاج وبعضهم للتعليم.
وعلى فرض ان الشبان الاربعة كانت وجهتهم إيران ما الذي سيضر الأمن المصري بذلك خاصة أنهم يتدربون لمواجهة الاحتلال الصهيوني وليس للاعتداء على الجانب المصري حتى يقال ان اختطافهم كان بشكل احترازي كونهم يشكلون خطرا على الامن القومي المصري والذي يمكن أن يُشترى من ضباط كبار بحفنة من الدولارات.
واضح أن عملية الخطف جرت بتنسيق كامل مع المخابرات الصهيونية وبعض المخابرات العربية ومشاركة فلسطينية، والشبان الاربعة بكل تأكيد يخضعون لتحقيقات كبيرة وبمشاركة صهيونية لو صح انهم من عناصر البحرية التابعة للقسام، وهذا دليل على أن التعاون الامني المصري الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية على أشده.
ما يعنينا سلامة الشبان الاربعة والذين نرغب ان يعودوا الى اهلهم سالمين معافين رغم القلق الشديد الذي ينتابنا نتيجة عدم الكشف عن الجهة الخاطفة بشكل رسمي وكأن الامر مقصود، حتى لو تم التخلص منهم تبقى القضية ضد مجهولين.
نحن لا نريد أن تصل الامور الى أكثر مما هي علية من توتر في العلاقة مع قطاع غزة وحماس والمقاومة والجانب المصري والتي كنا نتوقع ان تتحسن لا ان تتدهور بهذا الشكل الكبير الذي ستترب عليه نتائج سلبية لو حدث مكروه للشبان الاربعة أو تم تسليمهم لقوات الاحتلال أو تمت تصفيتهم.
على العقلاء في الامن المصري تدارك الامر بسرعة قبل فوات الاوان وعلى المقاومة وكتائب القسام التروي والحكمة وعدم الانجرار خلف الاستفزازات أو محاولة جرهم الى مربع المواجهة او التدخل للانتقام الحكمة والعقل وترجيح المصلحة العليا للطرفين هي التي يجب ان تسود.