قائمة الموقع

مقال: استقالة الرئيس عباس غير البريئة

2015-08-27T06:12:21+03:00
الكاتب ابراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

 استقالة الرئيس عباس حدث شكلي بروتوكولي يهدف لإعادة ترتيب المنظمة وفق قواعد جديدة ووجوه غير التي كانت وبإشراف من الرئيس نفسه، وليجبر المجلس الوطني للانعقاد اضطراريا بسبب الاستقالة الجماعية له ولمن معه، وذلك لاختيار اعضاء جدد للتنفيذية يقوم هو بالإشراف على اختيارهم بنفسه.

واعتقد أن الرئيس يضع اللمسات الأخيرة للتخلص من تيار القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، وكل مخاصم له رافض لإدارته الدكتاتورية، ووفي الوقت نفسه يعزز موقع أنصاره لضمان تركيبة المنظمة من بعده، ولسد الطرق أمام اي احتمال لعودة هذا التيار، عباس قلق من المستقبل قلق على عائلته وأي انتقام من خصومه.

ولن تتوقف الترتيبات هنا بل ستمتد أيضا لحركة فتح ولجنتها المركزية، بعيد خطوة إعادة ترتيب المنظمة وفق رؤية الرئيس عباس، فهي هيكلة للمنظمة والسلطة وحركة فتح لتعزيز توجه وسياسات وإقصاء آخر.

 للأسف فصائل منظمة التحرير ضعيفة جدا، وقدرتها على الفعل تكاد تكون معدومة، فالرئيس عباس من يمول هذه الفصائل، وهناك إذعان ملحوظ حتى أنها اضعف من إصدار بيان أو إحداث حالة استنكار فضلا عن التمرد على هذا التوجه الدكتاتوري.

لهذا يجد الرئيس عباس سهولة في التعاطي مع المنظمة دون تعكير حقيقي او شعور بالقلق، وحقيقة هناك فصائل في المنظمة لا وجود لها على أرض الواقع، مما يمنح الرئيس القدرة على تجيير أسمائها ومواقعها لصالح رؤيته واحتكاره للقرار.

اما حماس والجهاد فوجودهم خارج المنظمة يضعف قدرتهم على التحرك الفعال والمؤثر، ولهذا عطل الرئيس عباس دخول تيارات وطنية واسلامية طوال فترة حكمه، لإدراكه لحقيقة وجود فصائل فاعلة داخل المنظمة ومدى تأثيرها على احتكاره وتسلطه.

لو لم يتحرك الشارع الفتحاوي في الضفة وغزة والشتات خصوصا في لبنان والأردن أعتقد نحن امام ترتيب مصيري للمنظمة سيمر بسهولة ويسر، وسيستحيل عرقلته او تغيير مساره فالرئيس يملك الكثير من اوراق القوة، أما ان تحرك كادر فتحاوي قوي وقام بمبادرات وطنية إصلاحية حقيقية مع تعاون مباشر مع حماس والجهاد وبعض القوى والمؤسسات فسيجد الرئيس عباس صعوبة شديدة بتمرير وترتيب اوضاع المنظمة بما يناسب تطلعاته ومصالح المحيطين به.

القوى الاقليمية بما فيها (إسرائيل) لا تجد بهذا الترتيب أي قلق ولن تتدخل وستتعامل مع أي جهة طالما تلتزم بالاتفاقيات وبسياسات التنسيق الامني وتحافظ على الانقسام الفلسطيني.

اخبار ذات صلة