قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: إلى متى الصمت على ما يقوم به عباس؟

وكيل وزارة الثقافة
وكيل وزارة الثقافة

مصطفى الصواف

محمود عباس يسير بقوة في اتجاه إحكام السيطرة على كل مفاصل المؤسسة الوطنية، ولا يلتفت إلى أحد سواء معارضيه داخل المؤسسات أو خارجها، وهو محق في ذلك لأن هذه المعارضة لا قيمة لها ولا تخيف عباس؛ لأنها جعجعة إعلامية وتسجيل مواقف؛ رغم أن ما يقوم به عباس هو تخريب واضح وتجاوز للقانون والأعراف المتبعة من زمن في مؤسسات الشعب الفلسطيني، عباس ليس مطمئنا فقط من جانب القوى والفصائل بل هو مطمئن من جانب الشعب الفلسطيني أنه لن يحرك ساكنا رغم أنه يدرك أن ما يجري فيه ما يشكل تهديدا لمقومات الشعب الفلسطيني وتفتيت لما تبقى فيه متماسكا ولو شكلا رغم أنه دُمر من داخله.

عباس لا يريد أن يسمع لأحد ويريد أن يمضي في تعزيز مكانته السياسية وإحكام سيطرته على كل مفاصل العمل الوطني رغم كل التحذيرات والنداءات والنصائح التي قدمت من مقربين أو مناوئين له من وقف الإجراءات غير القانونية والضارة بنسيج المجتمعي الفلسطيني المعمقة للانقسام الهادمة لما تبقى من المنظمة، عباس يقوم بخطواته هذه من أجل إحكام التفرد بالقرار الفلسطيني والمطروح من سنوات هو إعادة إحياء وترتيب منظمة التحرير وإعادة الاعتبار لها لتأخذ دورها الذي دمر في اتفاق أوسلو وما قبله وما بعده، حتى باتت المنظمة أشبه بالبيت الخرب الذي تعشعش فيه العناكب والحشرات والتي تحتاج إلى جهد الكل الفلسطيني في تنظيفها وترميمها كي تعود إلى قيادة الشعب الفلسطيني عبر قيادة فلسطينية مشتركة، بعيدا عن الدكتاتورية والتفرد في الحكم وعبر سياسة الإقصاء بل ومحاربة جزء أصيل من المكون السياسي الفلسطيني والتآمر عليه بالشراكة مع أعداء الشعب الفلسطيني صهاينة كانوا أو عربا هم أعوان للصهاينة.

نحن بحاجة إلى تصليب الموقف الفلسطيني الجمعي والابتعاد عن سياسة الاستفراد والتهميش وهذا لن يكون إلا عبر تغيير منهجية التفكير التي تسيطر على عقلية محمود عباس والتي يجب أن يعيد النظر فيها، وإذا أصر لابد من العمل على تنحيته بأي وسيلة من الوسائل لأن بقاء هذا الرجل يشكل كارثة على الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية برمتها.

والسؤال: هل ستتحرك القوى والفصائل الفلسطينية والتي تستشعر الخطر مما يقوم به عباس من التفاف على القانون خدمة لمصالح يسعى إلى تحقيقها، هذه القوى مطالبة اليوم بالتحرك بشكل عملي ضاغط وبخطوات سريعة تنهي هذا الفعل المشين بحق فلسطين وشعبها، وعدم الانتظار أكثر؛ لأن في ذلك ما يشكل تهديدا فعليا يُصعب أي عملية وقف لتدهور الأمور بفعل محمود عباس وتلاعبه بكل المكونات الفلسطينية، فهل تتحرك كافة القوى لوقف حالة التدهور والتخريب التي يمارسها عباس وزمرته؟

ومن خلال المتابعة يمكن معرفة توجه محمود عباس ووجهته، فلو نظرنا إلى الزيارة أو المهمة التطبيعية التي كلف بها محمود عباس مستشاره للشئون الدينية وقاضي القضاة إلى جانب مستشاره لشئون الثمانية والأربعين، واللقاء بقيادات صهيونية والحديث معها حول العلاقات المستقبلية والتعاون على كافة الصعيد هنا يدرك المتابع للشأن الفلسطيني، أين توجهات محمود عباس وما الذي يريد الوصول إليه، وهذه الزيارة دليل واضح أن الهدف هو تعزيز العلاقة مع الاحتلال وأن تحركات عباس على صعيد المنظمة واللجنة التنفيذية هو تصفية خصومه السياسيين الذين يعرقلون سيره نحو الاحتلال الصهيوني وإنهاء أي دور معارض له حتى تتسارع وتيرة الاتفاق مع الاحتلال الصهيوني وبعض الأطراف العربية والغربية في تصفية القضية الفلسطينية.

هل سننتظر كثيرا لوقف حالة التدهور والتفرد والدكتاتورية التي يمارسها محمود عباس وزمرته من مطبعين ومزمرين ومطبلين ومزينين للجرائم التي يرتكبها عباس بحق القضية والشعب الفلسطيني؟ والذي بات يعاني معاناة شديدة من هذه الجرائم التي يجب أن تتوقف ويحاسب عليها هو ومن حوله.

البث المباشر