رغم مضي أربعة أيام على بدء العام الدراسي الجديد إلا أن تعليق الدراسة في المدارس ما زال مستمرا والأزمة تراوح مكانها، بسبب تعنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في العُدول عند قراراتها المجحفة بحق الطلاب والموظفين.
ودفعت تلك القرارات موظفي "الأونروا" على الاستمرار في تعليق الدراسة ووقف العمل في العيادات الطبية بالإضافة إلى الخروج في مسيرات حاشدة، للاحتجاج على هذه القرارات التي تهدد مستقبل الطلبة والمٌعلمين على حد سواء.
وأجبرت تلك الاحتجاجات التي يقوم بها الاتحاد العام للموظفين العرب في "الأونروا" على تراجع الوكالة خطوة واحد للوراء، حيث أعلن "بيير كرينبول" المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" أونروا"، عن تجميد قرار الإجازة الاستثنائية لموظفي الوكالة في المناطق التشغيلية الخمس.
وكانت "الأونروا" قد أعلنت عن افتتاح العام الدراسي في موعده الاثنين الماضي، بعد أسابيع من تحذيرات أطلقتها عن إمكانية تأجيله بسبب وجود عجز مالي بقيمة 101 مليون دولار في ميزانيتها.
*****خطوات تصعيدية
قرار التجميد لم يقابل بأهمية كبيرة لدى اتحاد الموظفين الذي دعا إلى ضرورة الاستجابة لكافة المطالب وإلغاء قرار الاجازة الاستثنائية بشكل كامل وليس تجميده فقط.
وقال سهيل الهندي، رئيس المؤتمر العام لاتحاد الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، إن الاتحاد ما زال مصرا على خطواته الاحتجاجية حتى تحقيق مطالبه.
وأكد أن إجراءات الوكالة بحق اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، والتي مست هذه المرة الطلبة والمعلمين، بـ"القمعية"، لافتاً في الوقت ذاته بضرورة رفضها وعدم السكوت عنها.
وبين الهندي أن الخطوات التصعيدية ضد وكالة الغوث مستمرة، بل ستتصاعد خلال أيام قليلة وستصل لمرحلة أكثر خطورة، مالم تستجب الوكالة لمطالب الاتحاد.
بدوره، قال المستشار الإعلامي لوكالة الغوث في القطاع عدنان أبو حسنة، إن قرار زيادة عدد الطلاب في الفصل الواحد، لن يتعدى زيادة طالب إلى طالبين، وهذا بسبب الأزمة التي تعيشها الوكالة.
وأوضح أبو حسنة في تصريح صحفي، أن أزمة "أونروا" انتهت لمدة 3 شهور مقبلة، لكن أزمتها للعام 2016 والأعوام المقبلة لم تنه بعد، مضيفًا أن عدد الطلاب في الفصل الواحد لن يتعدى الـ41 طالبًا، ولم يصل العدد إلى الخمسين.
واعتبر أبو حسنة أن منع الطلاب من التوجه إلى مقاعدهم الدراسية وتعليق الدوام، سيؤثر سلبًا على الطلاب، كما أنه يرسل رسالة متناقضة للمانحين، الذين تسعى "أونروا" حاليًا معهم لإيجاد تمويل ثابت لها خلال السنوات المقبلة.
ولفت إلى أن هذه الاحتجاجات ستؤثر على العلاقة بين الوكالة واتحاد الموظفين، مبيناً أن كل المشاكل النقابية سيتم حلها خلال اجتماعاتهم المستمرة مع الاتحاد.
ويتسبب تعنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في التراجع عن قراراتها، بحرمان 113 ألف طالب من استئناف دراستهم مع بدء العام الدراسي الجديد في ظل تنكرها لحقوق الطلاب والموظفين.